في البوسنة.. المتطوعون لمساعدة اللاجئين يشتكون التضييق
آلاف اللاجئين والمهاجرين ينتظرون في البوسنة فرصة لدخول الاتحاد الأوروبي، لكن الخلافات حول كيفية توزيع المساعدات تتسبب في ترك الكثير منهم في حالة تشرد.
آلاف اللاجئين والمهاجرين ينتظرون في البوسنة فرصة لدخول الاتحاد الأوروبي، لكن الخلافات حول كيفية توزيع المساعدات تتسبب في ترك الكثير منهم في حالة تشرد.
أقدمت السلطات البوسنية صباح اليوم على نقل نحو 200 مهاجر، كانوا يقومون في مخيمين عشوائيين في مدينة بيهاتش شمال البلاد، إلى مخيم مدينة ليبا الحدودية مع كرواتيا. يذكر أن المخيم كان قد تعرض لحريق ضخم أتى على معظم أجزائه، وبات المهاجرون فيه يعانون الأمرين خاصة مع قدوم فصل الشتاء وتدني درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة، فضلا عن عدم تواجد أماكن كافية لإيواء الجميع فيه.
كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" (Save the Children) عن أن المئات من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم وأطفالا آخرين مع أسرهم محاصرون حاليا على طول طريق البلقان، حيث يتعرضون للعنف والانتهاكات ومخاطر الوقوع في أيدي تجار البشر. ودعت المنظمة غير الحكومية الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى وقف عمليات الإعادة القسرية غير القانونية للمهاجرين على الحدود، وتنفيذ تدابير فورية لحماية هؤلاء الأطفال، مع توفير مسارات آمنة ومنتظمة للمهاجرين إلى أوروبا.
"خاب ظن الكثير من المهاجرين بأوروبا وكل من يعمل منا في منظمة كاريتاس في هذا البلد" هذا ما قاله تومو كنزيفيتش مدير جمعية "كاريتاس" الخيرية في البوسنة والهرسك. مشيرا غلى الدعم القليل الذي تحصل عليه الجمعية لدعم المهاجرين .
تقوم المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية "إيلفا جوهانسون"، بجولة تشمل البوسنة والهرسك وألبانيا، تستمر حتى يوم السبت القادم، ومن المقرر أن تعقد جوهانسون سلسلة اجتماعات مع السلطات السياسية في البلدين بشأن أزمة الهجرة، كما ستتفقد خلال الزيارة مخيم ليبا في البوسنة، ومعبر كاكافيا الحدودي بين ألبانيا واليونان، فضلا عن مشروع يموله الاتحاد الأوروبي لتوفير معدات الحماية من جائحة كوفيد - 19 للمهاجرين.
يعاني آلاف المهاجرين واللاجئين من قساوة الشتاء البارد في شمال البوسنة، غير قادرين على عبور الحدود إلى الاتحاد الأوروبي. ويواجه المحاصرون في البوسنة، عداءاً متنامياً وهجمات عنصرية من السكان المحليين.
برسالة مفتوحة أرسلها إلى صانعي القرار الأوروبيين، يرغب عالم النفس أولريش فاغنر وأكثر من 400 زميل له من جميع أنحاء أوروبا، في تذكير المسؤولين الحكوميين بوجود مشكلات كبرى لم يتم حلها، أهمها ظروف عيش اللاجئين على الحدود الأوروبية، بالإضافة إلى جائحة كورونا.
"من سيء إلى أسوأ" هكذا يصف المتطوع زلاتان كوفاشيفيتش الأوضاع التي يعيشها المهاجرون في البوسنة. الشاب البوسني أكد أن المتطوعين الذين يبحثون عن المهاجرين المختبئين من أجل مساعدتهم، صادفوا جثثاً خلال رحلات بحثهم. أما الأطفال، فهم حسب منظمة إنقاذ الطفولة، معرضون للخطر بشكل أكبر.
بعد التقارير التي شاهدها وقرأها عن مأساة المهاجرين العالقين في شمال البوسنة، قرر طبيب ألماني التطوع والذهاب مع فريقه إلى هناك لتقديم المساعدة الطبية لهم. بعد عودته تحدث لمهاجر نيوز عن رحلته وعن الأوضاع المأساوية ومعاناة المهاجرين الذين التقاهم وعالجهم هناك.
بدلا من اللحاق بالمدرسة وتعلم درس جديد، تبقى النجاة هو كل ما يأمله أطفال المهاجرين. وفي البوسنة، يضطر بعضهم لمساعدة أبائهم في محاولة الهرب نحو أوروبا دون الاستمتاع بطفولتهم!
رحلت السلطات البوسنية، 17 مهاجرا إلى بلدانهم الأصلية، بعدما تسببوا باندلاع احتجاجات عنيفة تطورت إلى اشتباكات مع الشرطة في مركز "بلازوي"، الذي يستضيف حاليا أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر بالقرب من العاصمة سراييفو، وأدت الاشتباكات، التي نشبت في البداية بسبب شجار بين مهاجرين على أساس الدين والعرق، إلى إصابة ضابطي شرطة ومسؤولٍ بمنظمة الهجرة الدولية وتعرض المركز لأضرار جسيمة.
90 مليون يورو وضعها الاتحاد الأوروبي منذ 2017 رهن التصرف لصالح المهاجرين في البوسنة. ونظرا للوضع الكارثي على الحدود مع كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، يُطرح السؤال: ماذا جرى لتلك الأموال؟