ازدواجية المعايير في التعامل مع المهاجرين
تناقض صارخ بين معاملة المجر للاجئين من أوكرانيا والمهاجرين واللاجئين من الدول غير الأوروبية. هذا ما تؤكده قصة حسيب قري زاده وهو طالب لاجئ بدأ دراسته في بودابست ليتم اعتقاله فجأة وإرساله إلى دولة أخرى.
تناقض صارخ بين معاملة المجر للاجئين من أوكرانيا والمهاجرين واللاجئين من الدول غير الأوروبية. هذا ما تؤكده قصة حسيب قري زاده وهو طالب لاجئ بدأ دراسته في بودابست ليتم اعتقاله فجأة وإرساله إلى دولة أخرى.
فرّ أكثر من 4,5 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم منذ الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، وفق تعداد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ما هي أكبر الدول المستقبلة؟ وأين وجهات اللاجئين النهائية؟
مع صدور نتائج الانتخابات التشريعية في هنغاريا، يستمر رئيس الوزراء فكتور أوربان بقيادة الحكومة لأربع سنوات جديدة، وانتهاج سياسة معادية للمهاجرين ازدادت تشددا منذ العام 2015. نظرة على أهم التغييرات في القوانين المتعلقة بطلب اللجوء خلال الأعوام الأخيرة.
بعد أيام أمضوها بين الحافلات والقطارات، وصل الشاب المصري محمد برفقة زوجته الأوكرانية آلونا وطفليهما ياسين وكاميلا، إلى العاصمة الهنغارية هربا من الحرب التي تشهدها مدينتهم خاركوف. عائلة أمريكية هنغارية قررت استضافتهم لبضعة أيام للاستراحة قليلا والتفكير بما سيفعلونه لاحقا.
المجر، الدولة التي تحولت في الأعوام الأخيرة إلى منبر يعلو فيه الخطاب المعادي للمهاجرين، دخل إليها خلال أسبوعين أكثر من 200 ألف نازح من الحرب في أوكرانيا. السكان فتحوا لهم قلوبهم وأبواب منازلهم، لكن الحكومة ورغم قولها إنها ترحب بالأوكرانيين لم تقدم الكثير في الأيام الماضية. فهل شهدت سياسة الهجرة تغييرا مفاجئا؟ وما الذي اختلف في خطاب حكومة فكتور أوربان؟
إلى العاصمة الهنغارية بودابست، يصل الفارون من الحرب الأوكرانية في حالة من الصدمة والإنهاك، يحتاجون إلى أخذ قسط من الراحة لاستيعاب ما مرّ عليهم أولا، ثم معرفة الخطوة التالية. الكثير من العائلات الهنغارية تقدم الدعم وتفتح منازلها لاستقبال النازحين لبضعة أيام، لكن لا يمكن اعتبار ذلك سوى حل مؤقت يثير شكوك البعض حيال مدى قدرة المجتمع المدني على الاستمرار بتحمل مسؤولية الاستقبال، في ظل سياسة الهجرة المتشددة التي انتهجتها الحكومة على مدى السنوات الماضية.
من أوكرانيا التي تشهد حربا دامية، يصل يوميا آلاف الفارين إلى الدولة الجارة هنغاريا، ويعمل سكان المناطق الحدودية جاهدين من أجل إدارة واستقبال هذه الأعداد المتزايدة، لكن السلطات المحلية تتخوف من القادم، فيما قال عمدة مدينة زاهوني الحدودية "نحن متروكون هنا لوحدنا، الجهات المحلية هي التي تتولى إدارة واستقبال الوافدين لكن ليست لدينا الموارد الكافية".
باتت محطة "زاهوني" للقطارات شمال شرق المجر نقطة التقاء للهاربين من المعارك الدامية في أوكرانيا، فهنا تصل القطارات محملة بنساء وأطفال وكبار سن تركوا منازلهم على عجل وفروا إلى هنغاريا المجاورة، والتي دخل إليها أكثر من 130 ألف شخص خلال أسبوع واحد فقط. ومن "زاهوني"، يغادر أغلب هؤلاء إلى العاصمة بودابست قبل أن يكملوا طريقهم إلى مدن أو دول أوروبية أخرى.
يستعد الاتحاد الأوروبي لاستقبال "ملايين" اللاجئين الفارين من الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب تصريح لمفوضة الشؤون الداخلية في التكتل. واقترحت المفوضية الأوروبية تفعيل توجيه يعود إلى عام 2001 من شأنه أن يمنح أولئك اللاجئين حماية مؤقتة.
"أذكياء ومتعلمون وماضيهم معروف" من بين عبارات الترحيب باللاجئين الأوكرانيين. عبارات الترحيب كانت مخالفة تماما لتلك التي قوبل بها المهاجرون من الشرق الأوسط وأفريقيا.
مع انطلاق الحرب في أوكرانيا، أطلقت الدول المحيطة حملات داخلية استعدادا لاستقبال موجات ضخمة من اللاجئين الفارين من الحرب. بولندا وسلوفاكيا والمجر وغيرها من البلدان، بدأت ورشات ضخمة لتحضير قطاعاتها الطبية والخدماتية لمساعدة اللاجئين المحتملين. كل ذلك يجري في إطار الاستعدادات، مع تأكيد مفوضية اللاجئين إنها لم تشهد زيادة في حركة الأشخاص الفارين من أوكرانيا.
وقع في جنوب هنغريا حادث سير خطير، أصيب فيه مهاجرون ولاجئون جراح بعضهم خطيرة، إضافة إلى إصابة سائق الشاحنة الصغيرة (فان) التي كانت وسيلة لتهريبهم.