اعتقلت الشرطة المغربية 30 مهاجرا أفريقيا من جنسيات مختلفة الأسبوع الماضي في مدينة الناظور، بعد مداهمة حافلات للنقل. وأقدمت الشرطة على فرز الموقوفين، حيث اقتادت 20 منهم إلى أحد مراكز الجيش قبل أن يطلق سراحهم بعد ٢٤ ساعة في منطقة (توسيت)، الواقعة في مدينة وجدة المحاذية للحدود الجزائرية، وفقا لما أفادت به الرابطة الوطنية لحقوق الانسان بالمغرب فرع الناظور.
أفادت الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بالمغرب فرع الناظور، أن قوات الأمن المغربية قامت بتوقيف مهاجرين أفارقة بعد مداهمة حافلات للنقل، حيث اقتادت 20 منهم إلى أحد مراكز الجيش، قبل أن يطلق سراحهم بعد ٢٤ ساعة في منطقة توسيت الواقعة في مدينة وجدة المحاذية للحدود الجزائرية. أما الباقون وعددهم 10، بينهم نساء، فقد تكتمت قوات الأمن عن مكان حجزهم وعن المكان الذي سينقلون إليه.
مجموعة المهاجرين هذه تحمل جنسيات من السنغال ومالي وغينيا والبنين ومن بوركينافاسو
وأفادت الجمعية الحقوقية التي كانت على تواصل مع بعض هؤلاء المهاجرين، أن الموقوفين العشرة تم احتجازهم في ثكنات عسكرية حتى نهاية الأسبوع، ثم فقد بعد ذلك الاتصال معهم بعد نقلهم إلى مكان غير معروف لم ترد عنه معلومات دقيقة. وقالت "هواتفهم لا تعمل الآن. وقد يكون قد تم إغلاقها أو الاستيلاء عليها من قبل السلطات المغربية".
ونقلا عن بعض المهاجرين (ممن أطلق سراحهم)، أكدت السلطات المغربية أنهم سينقلون إلى منطقة "فقيق" القريبة من الحدود الجزائرية، حسب ما صرح به أحد عناصر الشرطة المغربية لهؤلاء المهاجرين الذين أطلق سراحهم.
وعلى المقلب الآخر من الحدود، قالت رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان بالجزائر إنه لم ترد اليها أية معلومات عن وصول هؤلاء المهاجرين إلى الحدود الجزائرية، ولا معلومات من المفوضية أو المنظمة الدولية للهجرة.
>>>> للمزيد:
هل تقبل
الدول المغاربية بمشروع إحداث "منصات إنزال" أوروبية للمهاجرين على أراضيها؟
مخاوف الحقوقيين بشأن طرد المهاجرين
وأعربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (LADDH) عن مخاوفها بشأن طرد المهاجرين إلى الحدود الجزائرية المغربية، بسبب صعوبة تضاريسها وقساوتها المناخية، إذ إنها منطقة صحراوية يطلق عليها اسم "أرض الحرام".
وفي بيان نشر الأسبوع الماضي، دعت رابطة حقوق الانسان الجزائرية الحكومة المغربية إلى "التخلي عن عمليات الطرد في موسم الصيف، لأن ارتفاع درجات الحرارة يشكل خطرا على صحة وسلامة المهاجرين. فعمليات الترحيل التعسفي في ظل الظروف المناخية والبيئية الصعبة تعرض حياتهم للخطر، وهو انتهاك صريح لحقوق وكرامة المهاجرين ويتعارض مع القوانين والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان.
لماذا أبقي المهاجرين العشرة قيد الاحتجاز؟
ويبقى السؤال: لماذا أبقي المهاجرين العشرة قيد الاحتجاز؟ وأين هو مكان تواجدهم؟ ولماذا أطلق سراح الـ20 الآخرين؟
وبانتظار الرد من السلطات المغربية وتقديمها التفسير لهذا العمل غير الإنساني، يذكر أنه وعلى مدى السنوات الماضية ازداد عدد المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء بشكل مطرد، حيث يطمحون لاجتياز الأراضي المغربية باعتبارها نقطة عبور للوصول إلى أوروبا، حتى ولو كلفهم ذلك حياتهم.