تشير مصادر القمة الأوروبية في مالطا إلى أن هناك توجه لدى دول الاتحاد إلى إقامة مخيمات للاجئين في ليبيا لوقف تدفقهم على القارة العجوز. لكن هناك تحذيرات من مخاطر إقامة مثل هذه المخيمات هناك وتشكيك في جدواها.
اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تصريحات لها على هامش القمة الوروبية في مالطا أن وضع المهاجرين العالقين في ليبيا "مأساوي"، فمن لا يستطيع الخروج من ليبيا وعبور البحر المتوسط إلى الفردوس الأوروبي، يكون عرضة لشتى أنواع الابتزاز والاستغلال والاحتجاز من قبل مهربي البشر، والاضطهاد من قبل الجماعات المسلحة التي تستغل الفوضى السائدة في ليبيا.
وذكر تقرير للأمم المتحدة حول وضع اللاجئين المأساوي في ليبيا أنهم يعانون من انتهاكات واسعة ومتواصلة بينها الاحتجاز التعسفي والعمالة القسرية والاغتصاب والتعذيب، كما حذرت صحف ألمانية استنادا إلى تقرير للسفارة الألمانية في النيجر من أن "عمليات إعدام عدد لا يحصى من المهاجرين والتعذيب والاغتصاب والرشوة والنفي إلى الصحراء تحدث يوميا".
ومن هنا فإن المراقبين والمدافعين عن حقوق الإنسان يشككون بجدوى الجهود الأوربية الرامية إلى إقامة مخيمات في ليبيا وتحسين ظروفهم، إذ قالت كارلوتا سامي المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة محذرة من الإقدام على مثل هذه الخطوة "إدارة مخيمات في ليبيا تعني إبقاء المهاجرين في أوضاع غير إنسانية وتعريضهم لمزيد من المخاطر".
كذلك حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في بيان مشترك أنه "من غير الملائم في ضوء الوضع الحالي اعتبار ليبيا بلدا ثالثا آمنا أو التعامل مع طالبي اللجوء في شمال أفريقيا خارج حدود الدول المعنية".
فهل سيأخذ الاتحاد الأوروبي هذه المخاطر والتحذيرات على محمل الجد ويغير موقفه بشأن وقف تدفق اللاجئين من القارة السمراء عبر البحر المتوسط، بإبقائهم في ليبيا؟