مهاجرون وطالبي لجوء أمام مقر مفوضية اللاجئين في أغاديز، 17 كانون الأول/ديسمبر 2019. الصورة من أحد المهاجرين
مهاجرون وطالبي لجوء أمام مقر مفوضية اللاجئين في أغاديز، 17 كانون الأول/ديسمبر 2019. الصورة من أحد المهاجرين

غادر المهاجرون وطالبي اللجوء مركز الإيواء الإنساني في أغاديز باتجاه مقر مفوضية اللاجئين في المدينة، حيث اعتصموا أمام المقر مطالبين بمعرفة مصير طلبات لجوئهم وإعادة التوطين التي تقدموا بها.

يشهد مقر مفوضية اللاجئين في أغاديز في النيجر اعتصاما لمهاجرين ولاجئين، معظمهم سودانيين، غادروا المركز الإنساني التابع للمفوضية مساء الاثنين، وساروا مسافة 15 كلم في الصحراء ليصلوا إلى مقر المفوضية.

آدم، أحد المهاجرين السودانيين المتواجدين أمام مقر المفوضية في أغاديز، قال لمهاجر نيوز إنهم كمهاجرين وطالبي لجوء لديهم الكثير من الاستفسارات التي لم يجبهم عليها أحد حتى الآن. "بيننا نساء وأطفال وكبار في السن، نحن تقريبا 700 شخص هنا، وجميعنا لديه مطلب واحد ‘ماذا حل بملفاتنا‘".

وفقا للمهاجر السوداني، لم يتم التواصل معهم بشأن ملفاتهم منذ فترة طويلة "نشعر بالعزلة هنا، نشعر وكأن المفوضية لا تهتم لأمرنا، نريد أن نعرف لماذا ما زلنا في النيجر؟ أنا مثلا موجود هنا منذ بداية 2018، وحتى الآن لا أعرف أي شيء عن ملف إعادة التوطين الخاص بي".

وفضلا عن الإهمال الذي يقول هؤلاء إنهم عرضة له، يطالبوا بترحيلهم عن النيجر، "لا نريد البقاء في النيجر، مخيمنا في الصحراء، معزول. كما أننا لا نستطيع العودة إلى بلداننا، أنا مثلا من دارفور في السودان، وعودتي إلى هناك ستشكل خطرا على حياتي"، يختم آدم.

        17   2019

مهاجر نيوز تواصل مع لورانس برون، متحدث باسم مفوضية اللاجئين، الذي قال "بين تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وشباط/فبراير 2018، وصل حوالي 2000 مهاجر سوداني، بعضهم حصلوا على صفة اللجوء في تشاد قبل أن ينتقلوا إلى ليبيا ثم إلى أغاديز. كما وصل مهاجرون من جنسيات أخرى، قدموا من عدد من البلدان من غرب ووسط أفريقيا إضافة إلى الجزائر".

وحول دور المفوضية بمساعدة هؤلاء الأشخاص قال برون "استجابة للاحتياجات المتنامية في تلك المنطقة، أنشأت المفوضية، بالتعاون مع السلطات المحلية عام 2018، مركز إيواء مؤقت يستضيف حاليا 1،343 شخصا. ويقيم الأشخاص الأكثر ضعفا في منزل مؤقت في أغاديز (حاليا 87 شخصا)".

وحول برنامج إعادة التوطين، أكد المتحدث أن معظم طالبي اللجوء في النيجر لا يريدون البقاء هناك، "يضغطون على المفوضية للحصول على إعادة التوطين في بلد ثالث. وتجري المفوضية حوارا مستمرا معهم لتؤكد لهم أن إعادة التوطين هي أداة لحماية الفئات الأكثر ضعفا، وأن هناك خيارات أخرى، كالاندماج في البلد المضيف".

ويضيف المتحدث باسم المفوضية "بعض طالبي اللجوء وصلوا إلى أغاديز نهاية 2017، إلا أن معالجة ملفاتهم لم تبدأ قبل آب/أغسطس 2019، بسبب رفض الحكومة (النيجيرية) لفتح مراكز جديدة للسودانيين القادمين من ليبيا، خاصة الرجال العازبين".

التعليم والصحة

أما عن موضوع العزلة وافتقاد المهاجرين وطالبي اللجوء في مركز الإيواء للخدمات الأساسية، قال برون "بالنسبة لطالبي اللجوء المتواجدين في مركز الإيواء حاليا، يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية المتخصصة داخل المركز من خلال عدد من الجمعيات المحلية الشريكة لنا. كما نتعاون بهذا الشأن مع السلطات المحلية، حيث يتم إجلاء الحالات الصحية الخطرة إلى مستشفى أغاديز الإقليمي أو مركز صحة الأم والطفل في نيامي".  

"بالنسبة لتعليم الأطفال، هناك برنامج لدمج أطفال المركز، بالتعاون مع يونيسف، في المدارس العامة في المنطقة. كما نقوم حاليا، مع شركائنا المحليين، بتقديم دروس وأنشطة تعليمية للأطفال في المركز، كما تقام دورات لتعليم اللغة أيضا للبالغين".

 وختم المتحدث باسم المفوضية حديثه مشددا على ضرورة أن يغادر طالبي اللجوء مكان الاعتصام أمام مقر المفوضية في أغاديز، "قابلت فرق المفوضية في أغاديز المحتجين، حيث استمعوا إلى مطالبهم وأبلغوهم بوجوب اتباع بعض الإرشادات، مثل أن المساعدات التي يتلقونها لن يتم توزيعها إلا في مركز الاستقبال، أي أنهم لو بقوا أمام المركز فلن يستفيدوا من شيء. كما تم التشديد على أن وجودهم أمام مقر المفوضية في أغاديز قد يشكل إزعاجا للسكان المحليين".

"كما أكد موظفو المفوضية للمهاجرين وطالبي اللجوء أن مراكز تقديم الشكاوى ستظل مفتوحة لهم، ليتسنى للجميع التعبير عن هواجسهم والحصول على الأجوبة المناسبة لاستفساراتهم. كما شدد الموظفون على أن إعادة التوطين أداة حماية، يتم تطبيقها على أساس فردي، أي كل حالة على حدة، طبعا لمن يستوفون المعايير المطلوبة".

 

للمزيد