المعبر الحدودي بين اليونان وتركيا. صورة ملتقطة من فيديو يوثق عملية إحراق مخيم المهاجرين عند معبر بازاركولي ليل الخمبس الجمعة 27 آذار/مارس
المعبر الحدودي بين اليونان وتركيا. صورة ملتقطة من فيديو يوثق عملية إحراق مخيم المهاجرين عند معبر بازاركولي ليل الخمبس الجمعة 27 آذار/مارس

أعلنت الحكومة التركية، يوم الجمعة، أنها أخلت معبر بازاركولي الحدودي من المهاجرين الذين كانوا يأملون العبور إلى اليونان ودخول الأراضي الأوروبية. وبعد مرور حوالي شهر على الضجة الإعلامية التي أثارها الرئيس التركي بفتح حدود بلاده أمام المهاجرين وتعامل السلطات اليونانية بعنف مع المهاجرين، أحرقت السلطات التركية خيام هؤلاء المهاجرين ونقلتهم إلى مراكز إيواء، كإجراء احترازي لتفادي تفشي فيروس “كورونا المستجد”، وفقا للرواية الرسمية.

بعد أن قدمت أنقرة تسهيلات عديدة للمهاجرين الراغبين بعبور الحدود اليونانية التركية، ونقلتهم بحافلات من مختلف المدن التركية إلى مقاطعة أدرنة الحدودية، عاد المهاجرون إلى نقطة الصفر وغدت آمالهم بدخول الأراضي الأوروبية مجرد حلم يصعب تحقيقه

فيما قدرت وكالة "الأسوشيتد برس" عدد المهاجرين في معبر بازاركولي البري بحوالي ألفي شخص، أكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن "تركيا أجلت نحو 4800 طالب لجوء كانوا ينتظرون عند الحدود مع اليونان"، إلا أن هذا العدد الذي أعلن عنه صويلو قد يفتقر إلى الدقة، نظرا لأن السلطات التركية منعت جميع وسائل الإعلام بالدخول إلى نقطة تجمع المهاجرين عند معبر بازاركولي، باستثناء الوكالات التركية الرسمية.

 وأوضح صويلو أن تلك الخطوة جاءت لهدف "إنساني"، وكتدبير وقائي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه تم نقل المهاجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث سيخضعون للحجر الصحي لمدة أسبوعين.

للمزيد: تركيا تنظم رحلات المهاجرين واليونان تردهم 

إحراق خيام المهاجرين

وذكرت وكالة أنباء ديميرون التركية أنه تم إجلاء طالبي اللجوء، مساء الخميس، بالحافلات إلى منشآت تتوزع على مدن تركية مختلفة، لوضعهم في الحجر الصحي مدة أسبوعين وللتأكد من عدم اصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مضيفة أن عملية الاخلاء تمت "بناء على طلب المهاجرين".

وتزامنا مع حالة الذعر والهلع التي سادت بين أوساط المهاجرين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو توضح قيام السلطات التركية بإحراق خيام المهاجرين عند معبر بازاركوليه الحدودي.

نداءات يائسة لشباب أمضوا أسابيع شاقة على الحدود "مضى على وجودنا هنا شهر.. لم نر سوى الجوع والمذلة"، يقول شاب سوري في المقطع المصور الذي نشره على صفحته على فيسبوك.



خلال الفيديو، التي لم تتجاوز مدته 10 دقائق، حاول الشاب السوري توثيق عملية إحراق الجندرما التركية لخيامهم بالعنف "أشعر بالخوف وأنا أصوّر.. يمنعوننا من التصوير.. قد أتعرض للاعتقال والضرب في حال رآني أحد عناصر الجندرما"، يتعالى صوت إحدى النساء ويصرخ أحد الشباب "أفسحوا المجال"، وتظهر في عدة لقطات نساء وأطفال يحاولون الابتعاد عن الجموع المكتظة والنيران المشتعلة.

اليونان: "ربحنا المعركة"

اليونان من جهتها، اعتبرت أنها حققت "نجاحا في المعركة الكبيرة لحماية حدود بلادنا، التي هي أيضا حدود الاتحاد الأوروبي"، بحسب تعبير وزير الخارجية اليوناني ميلتاديس فارفيتسيوتيس.




ونشرت مصادر رسمية مقطع فيديو لموقع المخيم الذي تم تدميره بالكامل وأكدت أنه تم بالفعل إخلاء الموقع.

"لكن هذه المعركة، بلا شك، مستمرة"، بحسب تصريح رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي أعلن أنه سيبقي على المراقبة المشددة في منطقة كاستانيس الحدودية، من خلال الموارد البشرية والتكنولوجية "حتى لا يتمكن أحد من ابتزاز أوروبا و اليونان"، خلال لقاء فيديو جمع بين وزراء اليونان، يوم الجمعة الماضي.



 

للمزيد