اجتمع لاعبا كرة قدم، كانا لاجئين سابقا، للعب مباراة افتراضية. ما يميز هذا اللقاء هو أن الأرباح التي سيجمعها النجمان ستعود للاجئين.
تنافس وديا لاعب فريق بايرن ميونخ الألماني، ألفونسو دافيز، ولاعب فريق ايه سي ميلان الإيطالي، أزمير بيجوفيك، عبر مباراة فيديو بالعالم الافتراضي في نهاية الأسبوع الماضي لجمع تبرعات لصالح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ولم تقتصر أهداف المواجهة الافتراضية بين نجمي كرة القدم على جمع المال فقط، إذ سعى اللاعبان من خلال المباراة إلى رفع الوعي بقضايا المهاجرين واللاجئين حول العالم.
وتحدى اللاعبان بعضهم البعض عبر دورة لاختيار اللاعب الأفضل في بث مباشر نظمته لعبة فيديو eFootball PES 2020، التي تحاكي مباريات كرة القدم الحقيقية.
دافيز ممتن لحصوله علي المساعدة
وقبل بداية المباراة، قال اللاعب ألفونسو دافيز: ”كلاجئ سابق، أنا ممتن جدا لكل المساعدة التي تلقتها أسرتي“، مضيفا أن اللاجئين يواجهون اليوم خطر أكبر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وولد نجم فريق بايرن ميونخ الألماني لأبوين من ليبريا بمخيم للاجئين في غانا، ليقضي اللاعب البالغ الآن التاسعة عشر من العمر أول خمس سنوات من حياته بالمخيم، وذلك قبل تمكن أسرته من الهجرة إلى كندا بمساعدة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويرى دافيز أن كارثة يمكن أن تقع في حالة وصول فيروس كورونا لأي من مخيمات اللاجئين المكتظة حول العالم، والذي ولد في واحد منهم، على حد وصفه. ويقول دافيز، عبر مؤتمر صحفي تم عقده عبر الفيديو: ”الهدف الأساسي الآن هو جمع المال لمساعدة اللاجئين على الذهاب إلى حيثما يحتاجون إليه“.
وأضاف دافيز: ”أنا فقط أرغب في استخدام منصتي للحديث عن الأمر والمساعدة قدر المستطاع. هم (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) ساعدوني عندما كنت بالمخيم وطالما أردت دعمهم“.
بيكوفيك يدعوا للتضامن
أما حارس مرمى فريق ايه سي ميلان الإيطالي أزمير بيكوفيك فيؤكد على ضرورة أن يظهر الجميع ”التضامن“.
وكان بيكوفيك وأسرته قد فرا من الصراع في البلقان في تسعينات القرن الماضي، وتعرضوا لـ ”العديد من المواقف التي هددت حياتهم“ خلال رحلتهم، وهو ما أصبح الدافع الرئيسي له لمساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جمع المال من خلال المباراة الافتراضية.
منافسة لتوفير الماء والصابون!
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن المبادرات الصغيرة كتلك المباراة يمكنها توفير المال وتغيير محوري في حياة أشخاص تعيش في وضع صعب حول العالم.
وتشرح المفوضية، والمعنية بمساعدة 70 مليون مهاجر حول العالم، أنه ”حتى التبرع الصغير يمكنه أن يُحدث فارقا ضخما، فمن خلال التبرع بيوروهين فقط يمكن شراء صابون يكفي لسبعة أسابيع“.
ونجح اللاعبان بالفعل في جمع 9000 يورو، أي ما يعادل 9755 دولار أمريكي، عبر مباراتهما الافتراضية.
وتتعاون المفوضية مع حكومات العالم من أجل مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، مع التركيز علي رفع الوعي بمعايير النظافة الواجب اتباعها. كما تقوم المفوضية التابعة للأمم المتحدة بالترويج للسماح للاجئين حول العالم بالوصول لمقدمي الخدمات الصحية المحليين.
ولكن تظل القدرة على غسيل اليدين جيدا بالماء والصابون أهم ما يجب توفيره للاجئين للبقاء بصحة جيدة، وفقا للأمم المتحدة.