أوقفت الشرطة الإيطالية، إثر مداهمات قامت بها في مزرعتين، أربعة أشخاص هم ثلاثة إيطاليين من أرباب الأعمال في القطاع الزراعي وزعيم عصابة غامبي الأصل، وذلك في مدينة فوجيا بجنوب إيطاليا بتهمة استغلال المهاجرين في العمل الزراعي بأجور زهيدة جدا وفي ظروف معيشية بائسة.
ضبطت الشرطة في جنوب إيطاليا أربعة أشخاص في مدينة فوجيا يوم الأحد الماضي، في إطار عملية مداهمة تتعلق بمكافحة استغلال المهاجرين العاملين في قطاع الزراعة. وشملت العملية مزرعتين، تصل حجم مبيعات كل منها نحو مليون يورو سنويا.
شقيقان بين الموقوفين
وكان المزارعون يجبرون على دفع 30 يورو شهريا للعيش في أكواخ مزدحمة وحاويات متداعية، تضم حمامات قديمة ذات رائحة كريهة، وذلك بعد أن يقوموا بالعمل لمدة 13 ساعة يوميا مقابل ما بين 3 إلى 5 يورو في الساعة.
ويعتبر ثلاثة من بين الأشخاص الأربعة الموقوفين من أصحاب الأعمال في القطاع الزراعي، بينما الرابع زعيم عصابة من غامبيا. وتشمل الاتهامات الموجهة إليهم الوساطة غير المشروعة والاستغلال في العمل، وكذلك استخدام القوي العاملة السرية.
نشرة الظهيرة المحلية التابعة لصحيفة "كورييري ديلا سيرا"، أوردت الخبر في تغريدة عبر تويتر أرفقتها بصورة مهاجرين في حقل زراعي أكدت فيها "إلقاء القبض في فوجيا على ثلاثة مستثمرين في قطاع الزراعة وأحد المهاجرين بشبهة الاستغلال".
#Foggia Tre imprenditori e un immigrato arrestati per sfruttamento https://t.co/ivgkUXKkTy pic.twitter.com/eHJxci1yUi
ونشر موقع إنتيرريس نيوز صورة لعمال في المزارع، يبدو فيها هؤلاء وهم يعملون دون حماية أو وقاية في زمن كورونا، وقالت "من جديد قصة بائسة عن الاستغلال والعمل الأسود (العمل غير الشرعي) وبدون حماية".
ومن بين
الموقوفين شقيقان، هما ألدو ودومينيكو جياردانو، ويملكان مزرعة تحمل اسميهما على
الطريق السريع 89 في ضواحي فوجيا، وسبق أن تم وضعهما رهن الإقامة الجبرية في
المنزل خلال العام الماضي أيضا.
وقال المحققون إن الشقيقين استمرا في نشاطهما على الرغم من مصادرة المزرعة رسميا لأسباب قانونية، ليأمر قاضي التحقيق الأولي بزجهما في السجن.
صحيفة "أفينيري" اليومية ذات التوجه الكاثوليكي نقلت في تغريدة عبر الانترنت خبر الشقيقين الذين كانا قد اعتقلا الصيف الماضي أيضا، وأرفقت الخبر بتصريح للمدعي العام حول "ضرورة تسوية أوضاع هؤلاء العمال".
وكشفت الشرطة وجود
خمسة عمال أجانب يعملون في مزرعة الشقيقين، على الرغم من أنهم لا يملكون تصاريح
إقامة، بالإضافة إلى آخرين كان يتم توظيفهم بأسماء مستعارة.
>>>> للمزيد: بريطانيا..
استغلال المهاجرين في أعمال غير آمنة وزهيدة الأجور
مكافحة العمل السري
وتعرف المزرعة الثانية باسم بيسكيليا باتيستا، وهي شركة تملك العديد من مواقع التشغيل في سان جيوفاني روتوندو بالقرب من فوجيا، وتعود ملكيتها إلى باتيستا بيسكيليا (45 عاما)، الذي تم وضعه رهن الإقامة الجبرية.
المواطن الغامبي الأصل علي جيساي (26 عاما) الذي جرى حبسه، يعد الشريك الوحيد في عدد من المزارع التي يديرها بيسكيليا، وقد وجهت له تهمة توظيف عمال مهاجرين من عدة مخيمات معزولة منتشرة في المنطقة بمساعدة أجانب آخرين.
وقال قائد الشرطة الإقليمية نيكولا لورينزون، إن العمال الذين تم تشغيلهم بطريقة غير مشروعة يجب أن يعملوا بشكل قانوني، في حين شدد لودوفيكو فاكارو رئيس الادعاء على الالتزام بمكافحة العمل السري، من أجل تفعيل الاقتصاد الشرعي والقضاء على المنافسة غير العادلة، التي تجد الشركات التي تمتثل للقانون نفسها مضطرة للتعامل معها.
وأشار فاكارو إلى تشكيل مجموعة لمكافحة استغلال العمال في مكتب المدعي العام بفوجيا خلال العام الماضي.