ANSA / عامل من وزارة الزراعة في أرض الصومال يمسك بجرادة صحراوية بعد رشها بمادة مبيدة. المصدر: إي بي إيه / دانيال أورينجو.
ANSA / عامل من وزارة الزراعة في أرض الصومال يمسك بجرادة صحراوية بعد رشها بمادة مبيدة. المصدر: إي بي إيه / دانيال أورينجو.

رصدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقدما في مكافحة جراد الصحراء في شرق أفريقيا واليمن، حيث تم توفير نحو 720 ألف طن من الحبوب، تكفي لإطعام خمسة ملايين شخص سنويا في عشر دول من خلال منع انتشار الجراد، وتجنيب مئات الآلاف من الأسر المزيد من المعاناة. وربطا مع تأثير جائحة كوفيد ــ 19 على الإنتاج الزراعي، دعت المنظمة إلى تكثيف الجهود لمنع تدهور الأمن الغذائي، لاسيما في ظل انتشار هذه الآفة الأكثر فتكا في العالم في شرق أفريقيا.

قال تشو دونغ يو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إنه تم تحقيق مكاسب كبيرة في مجال مكافحة انتشار جراد الصحراء في شرق أفريقيا واليمن، لكن خطر حدوث أزمة في الأمن الغذائي لا يزال قائما.

المعركة طويلة

وأكد دونغ يو أن هناك المزيد مما يجب القيام به لمنع حدوث أزمة أمن غذائي، خاصة أن موسم الأمطار لا يوفر سبل العيش للفلاحين والرعاة في المنطقة فحسب، بل إنه يوفر أيضا الظروف المواتية لتكاثر الجراد.

وأوضح المدير العام للفاو، خلال إطلاق تقرير المنظمة بشأن حملة مكافحة الجراد في شرق أفريقيا واليمن، أن المنظمة الأممية تواصل عمليات المراقبة والسيطرة على الرغم من القيود الناجمة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، فضلا عن التحديات الأخرى.

وفي بيان مشترك صدر في روما نهاية شهر آذار / مارس 2020 عن المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية، قال هؤلاء إنه "مع قيام الدول باتخاذ إجراءات لوقف جائحة كوفيد-19، يجب توخي الحذر لتقليل الآثار المحتملة على امدادات الغذاء أو العواقب غير المقصودة على التجارة العالمية والأمن الغذائي".

وأشارت التقديرات الأولية للفاو إلى أن 720 ألف طن من الحبوب تكفي لإطعام خمسة ملايين شخص سنويا، تم توفيرها في عشر دول من خلال منع انتشار الجراد، وتجنب تدمير المزيد من المساحات الزراعية، كما تم تجنيب 350 ألف أسرة المزيد من المعاناة.

وأضاف دونغ يو أن "مكاسبنا عظيمة للغاية، لكن المعركة مازالت طويلة، ولم تنته بعد، ومازال هناك الكثير من البشر المعرضين لخطر فقدان سبل معيشتهم وكذلك تدهور الأمن الغذائي خلال الأشهر القليلة القادمة".

وتابع أنه "في الوقت الذي أصبحت فيه مساحات الأراضي المعالَجة خالية الآن نسبيا من تلك الحشرة الطفيلية، فإن الموجة الأولى من الأسراب قد تكاثرت، وستأتي الموجة الثانية من الجراد في وقت حرج خلال حزيران / يونيو القادم، عندما يكون المزارعون في شرق أفريقيا مستعدين لحصاد المحاصيل".

>>>> للمزيد: الفاو: شح المياه قد يؤدى إلى تزايد الهجرة

انتشار الجراد الصحراوي مثير للقلق

وأوضحت الفاو، أن الجراد الصحراوي هو أكثر الآفات فتكا في العالم، وأن كيلومترا مربعا واحدا من الأراضي الزراعية، يمكن أن يضم سربا من الجراد تقدر أعداده بأكثر من 80 مليون جرادة.

ويغطي النداء الذي أطلقته الفاو بشأن الجراد الصحراوي في كانون الثاني / يناير الماضي عشر دول حاليا، هي جيبوتي وإريتريا وإثيبويا وكينيا والصومال والسودان وجنوب السودان وأوغندا وتنزانيا واليمن.

واعتبرت الفاو أن "الطفرة الحالية في انتشار هذه الآفات مثيرة للقلق، لاسيما في منطقة شرق إفريقيا، حيث تشير التوقعات الصادرة مؤخرا عن التقرير العالمي بشأن الأزمات الغذائية إلى أن أكثر من 25 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في المنطقة خلال النصف الثاني من العام الحالي 2020".

وأضافت أنه "في اليمن، حيث يتكاثر الجراد في المناطق الداخلية التي يصعب الوصول إليها، يعاني 17 مليون شخص من أزمة غذاء حادة، لكن هذه التقديرات حصلت على وقع انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19) في إقليم يعاني بالفعل من انعدام حاد في الأمن الغذائي".

وحث المدير العام للفاو، على "حماية الأشخاص الأكثر ضعفا من تأثير الأزمة المركبة، التي تضم النزاعات المسلحة والتطورات المناخية والجراد الصحراوي وفيروس كوفيد - 19، وهي أزمة تهدد بإحداث مزيد من التدهور فيما يتعلق بالأمن الغذائي".

واختتم قائلا إنه " لتحقيق ذلك، فإننا نحتاج إلى تكثيف الجهود والتركيز ليس فقط على الضوابط، بل على دعم سبل معيشة المزارعين والرعاة، حتى يمكنهم عبور تلك الأزمة". 

 

للمزيد