إنوسنت ماغامبي مدير مشروع "هناك أمل" لمساعدة اللاجئين بمخيم دزاليكا في ملاوي
إنوسنت ماغامبي مدير مشروع "هناك أمل" لمساعدة اللاجئين بمخيم دزاليكا في ملاوي

انقلبت الحياة في أكبر مخيم للاجئين في مالاوي رأسا على عقب بسبب جائحة فيروس كورونا، لكن هذا التغيير لم يكن للأسوأ وإنما كان إيجابيا. مدير منظمة لمساعدة اللاجئين يوضح لمهاجر نيوز كيف استفادوا من الجائمة وبماذا يريدون أن يحتفظوا بعد انتهاء أزمة كورونا.

يصف إنوسنت ماغامبي نفسه بأنه لاجئ مدى الحياة، حيث ولد في مخيم للاجئين في جمهورية كونغو الديمقراطية، ونشأ في 4 مخيمات أخرى في العديد من البلدان على مدى 27 عاماً. يعيش ماغامبي اليوم مع عائلته في ليلونغوي عاصمة ملاوي. غير أنه لم ينسى مخيمه الأخير "دزاليكا". ففي عام 2006، أسس منظمة غير ربحية اسمها "هناك أمل" للاجئين الذين ما زالوا يعيشون هناك - وكذلك للملاويين المحليين.

يقع مخيم "دزاليكا" في منطقة دوا وسط جمهورية مالاوي، التي ترسل معظم اللاجئين الذين يأتون إلى البلاد من جمهورية كونغو الديمقراطية عبر زامبيا أو تنزانيا بالإضافة إلى عدد كبير من بوروندي ورواندا وبعضهم من الصومال وإثيوبيا، إلى هذا المخيم، الذي يعاني من الازدحام. إذ بني في الأصل لإيواء 10 آلاف شخص، إلا أنه وأكواخه الضيقة الآن يأوي 46 ألف شخص على الأقل، أكثر من 28  ألف شخص منهم لاجئون من جمهورية كونغو الديمقراطية. وعلى الرغم من وجود منظمات تابعة للأمم المتحدة وجماعات المساعدة الدولية الأخرى، غير أن أحد أكبر المشاكل التي يواجهها سكان دزاليكا هو الجوع، حيث يكافح برنامج الغذاء العالمي من أجل العثور على أموال بسبب "تعب المانحين". ويوضح ماغامبي: "من المفترض أن يحصل اللاجئون على حوالي 13 كيلوغراماً من الذرة، التي يمثل طعامهم الأساسي، إلا أنهم يحصلون على حوالي 6 أو 6 ونصف  كيلوغراماً فقط".


 أزمة كورونا

 في شهر مارس/ آذار، واجه اللاجئون في دزاليكا تهديداً آخر غير مرئي. قبل الإبلاغ عن أي حالات إصابة بفيروس كورونا في البلاد، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، فأغلقت المدارس وحظرت الاجتماعات وحفلات الزفاف والجنازات. بالنسبة للبعض، كانت القواعد المتعلقة بالاتصال الجسدي صعبة للغاية، ويعلق ماغامبي: "في أفريقيا، المصافحة أو العناق من أهم أشكال التحية".

وبينما كانوا يكافحون من أجل الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والنظافة، تُرك اللاجئون في دزاليكا، الذين اعتمدوا على الأموال التي تصلهم من الأقارب في الغرب، في ظل أوضاع صعبة. إذ كان أفراد أسرهم من بين أول من فقدوا وظائفهم في أزمة كورونا. وفي الوقت نفسه، فقد أولئك الذين كانوا قد أقاموا مشاريع صغيرة ومدارس في المخيم معاشاتهم، ولا يزال الأشخاص الذي حصلوا على تصاريح السفر في مكانهم، في حين  ظل السكان يعانون من العزلة نتيجة إجراءات الإغلاق.

كان ماغامبي يخشى على مصير موظفيه، "لدينا حوالي 43 موظفاً، من اللاجئين ومن أفراد المجتمع المحلي - يعملون لصالح مشروعنا هناك أمل، ولصالح مؤسسة كيبيبي الاجتماعية".


الاستفادة من الأوضاع

بمساعدة الأصدقاء والداعمين، تمكن ماغامبي من التكيف مع الوضع والاستفادة إلى أقصى حد من حالة الوباء المحبطة ويقول، لقد "تمكنا من التكيف وتدبر أمر شراء الأدوات التي يستخدمها الناس كصنابير المياه والصابون والطعام. وبذلك استطعنا تلبية احتياجاتنا الأساسية".
عندما بدأ لاجئو دزاليكا إلى جانب زملائهم المحليين من ملاوي في صنع أقنعة واقية على نطاق واسع والتبرع بها لمفوضية حماية اللاجئين، أدرك الناس أن المنظمة المحلية التي يديرها اللاجئون، تقدم مساهمة لا يمكن تجاهلها.

"الأشياء التي نريد الاحتفاظ بها"

بالإضافة إلى منح المنظمات التي يديرها اللاجئون مثل "هناك أمل" الفرضة للمشاركة في اتخاذ القرارات، يعتقد ماغامبي أن أزمة كورونا قد أدت إلى التوصل لطريقة جديدة لإيجاد حلول للمشكلات. "هناك أكثر من نهج فيما يتعلق باتخاذ القرارات التي باتت تمثل الجميع وليست كالقرارات الجاهزة المتخذة في جنيف أو نيويورك، وفرضت على مخيم دزاليكا للاجئين في دوا، ملاوي. لذا أود حقاً أن يستمر هذا النهج".

     28

 كما أصبحت مفوضية اللاجئين أكثر مرونة فيما يتعلق بسياسات الشراء. منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، بات يسمح للمكتب المحلي بالحصول على السلع محلياً، يقول ماغامبي ويضيف: "الأمر الذي تستفيد منه الشركات المحلية في البلد الذي يستضيف اللاجئين، وبالتالي توفير الوظائف، كما يعني أيضاً أنه عندما يحتاج مكتب المفوضية المحلي إلى اتخاذ قرار بشأن تنفيذ مشروع ما، لن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً".

الطريق طويل

وأوضح ماغامبي لمهاجر نيوز أن المنظمات غير الحكومية المحلية ستواصل النضال من أجل كسب ثقة المنظمات المانحة. ويقول إن أقل من 2 في المائة من أموال المساعدة للدول النامية ينتهي بها المطاف في أيدي المنظمات التي يديرها السكان الأصليون. فيما "تذهب الأموال المتبقية إلى المنظمات التي يديرها المغتربون" مشيراً إلى رغبتهم في تغيير ذلك. إذ أن "دعم المنظمات التي يديرها اللاجئون، والعمل معاً كشركاء وليس كمنافسين، من شأنه أن يساعدنا على رؤية النتيجة التي نسعى للوصول إليها" يقول ماغامبي.


 

للمزيد