"خاب ظن الكثير من المهاجرين بأوروبا وكل من يعمل منا في منظمة كاريتاس في هذا البلد" هذا ما قاله تومو كنزيفيتش مدير جمعية "كاريتاس" الخيرية في البوسنة والهرسك. مشيرا غلى الدعم القليل الذي تحصل عليه الجمعية لدعم المهاجرين .
"معظم جمعيات كاريتاس في أوروبا تلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بمساعدة المهاجرين العالقين دون أن يلتفت أحد إلى البوسنة" هذا ما قاله تومو كنيزيفيتش مدير جمعية "كاريتاس" الخيرية في البوسنة والهرسك في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية الألمانية الأسبوع الماضي. واعترف بأنه في حين أن بعض فروع كاريتاس الوطنية والفردية قد أولت بعض الاهتمام لمحنة أكثر من 10000 لاجئ ومهاجر في البلاد، فإن "خطوط الهاتف لسوء الحظ تبقى صامتة" معظم الوقت عندما يتعلق الأمر بطلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.
وقال كنيزيفيتش إن "الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، أرسلوا إشارة ترحيب واضحة للاجئين قبل خمس سنوات، لتشجيعهم على القدوم إلى هنا"، وأضاف "اليوم، يتم حبس الناس أو صدهم بالقوة".

كنيزفيتش: الاتحاد الأوروبي لا يتصرف وفقا للقيم المسيحية
مع انتهاء الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي فعليًا عند الحدود البوسنية الكرواتية، يظل آلاف المهاجرين عالقين في دولة البلقان لسنوات. حاولوا مرارًا العبور إلى الاتحاد الأوروبي عبر كرواتيا، والتي أصبحت دولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2013. لكن عند الحدود الكرواتية، اتُهم الحراس منذ عدة سنوات باستخدام العنف ضد هؤلاء المهاجرين، ودفعهم للعودة وراء الحدود بالقوة في تحد واضح وخرق للقانون الدولي.
كما اتهم كنيزيفيتش الاتحاد الأوروبي بغض الطرف عن هذه الظروف، وناشد الحساسيات المسيحية عبر مقابلته مع وكالة الأنباء الكاثوليكية الألمانية قائلاً إن "الاتحاد الأوروبي يجب ألا يرفع يديه تمامًا عن قضية اللاجئين". وكانت المنظمة الخيرية قد حذرت مؤخرًا من أن "كارثة إنسانية قد تحدث خارج حدود الاتحاد الأوروبي في البوسنة إذا لم يتغير شيء".

ضيافة المهاجرين وسط توتر ويأس
أبرز كنيزفيتش في المقابلة الصحفية أن الغالبية العظمى من المهاجرين العالقين في البوسنة هم شباب غادروا بلدانهم الأصلية لأسباب اقتصادية في المقام الأول. وأضاف أن البوسنة، وترحب بشكل عام بهؤلاء المهاجرين واللاجئين، الذين ينتمون إلى دول قريبة وأخرى بعيدة بما في ذلك بنغلاديش وإيران والعراق وأفغانستان وسوريا والأراضي الفلسطينية وشمال إفريقيا، وفي بعض الحالات أيضا إفريقيا جنوب الصحراء.
"مر ربع قرن فقط على نشوب حرب في بلدنا، لذلك نحن نعرف ما يعنيه عدم وجود منزل، بينما نعاني من الجوع والخوف ولا نعرف كيف نستمر في الحياة. لهذا السبب نعطي الخبز أو الحطب، حتى لو لم يكن لدى الكثير شيء كثير لأسرنا".
وقال كنيزيفيتش "إلى جانب التوجه العام بحسن الضيافة هنا، هناك بعض التوتر خاصة في المدن". ويوضح "عندما يعيش المهاجرون في ظروف قاسية في الحدائق أو الأنقاض، يشعر بعض السكان بعدم الارتياح. كما أن السلوك الإجرامي يحدث أيضًا من وقت لآخر. ويحاول السياسيون الشعبويون في ألمانيا وأماكن أخرى في الخارج استغلال هذه المخاوف، على أمل تغيير الحالة المزاجية ضد المهاجرين".

وأضاف كنيزيفيتش أيضًا أن بعض المهاجرين الذين تعامل معهم حاولوا عبور الحدود من البوسنة إلى كرواتيا 20 مرة أو أكثر وكانوا يفشلون في كل مرة، مما يزيد من إحباطهم ويأسهم بشكل عام. وقال "لقد توقعوا حياة أفضل في أوروبا، لكنهم اليوم يعيشون حالًا أسوء مما كانوا عليه في بلدانهم. إنهم يعيشون هنا في بؤس مطلق وبدون كرامة، عليهم أن يتحملوا المطر والبرد والجوع الأوساخ، فقد أفاد بعضهم أنهم لم يتمكنوا من الاستحمام منذ أسابيع".
كما أكد كنيزيفيتش إن الأشياء البسيطة مثل صنع الشاي للمهاجرين أو تنظيم التجمعات الاجتماعية الصغيرة أحدثت فرقًا كبيرًا بالنسبة لهم، وغالبًا ما تدفعهم إلى البكاء "يمتنون جدًا عندما تساعدهم، لكن هذا لا يمكن أن يخفي حقيقة أن العديد من هذه النفوس أصيب بأذى عميق. تبين أن أوروبا كانت مخيبة للآمال بالنسبة لهم. وللأسف، ينطبق شعور خيبة الأمل علينا بدورنا في البوسنة والهرسك ولكل من يعمل منا في منظمة كاريتاس في هذا البلد".
سرتان ساندرسون/ ترجمة: ماجدة بوعزة