مخيم للمهاجرين خارج لاس رايس، للاحتجاج على الظروف المعيشية. المصدر: Twitter / Txema Santana
مخيم للمهاجرين خارج لاس رايس، للاحتجاج على الظروف المعيشية. المصدر: Twitter / Txema Santana

كشف تقرير لدائرة الصحة في جزيرة تينيريفي، كبرى جزر الكناري التابعة لإسبانيا، أن الظروف الصحية في مخيم "لاس رايس" للمهاجرين "مقلقة"، حيث لا يمكن احترام إجراءات التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، ولا تتوفر المياه الساخنة للاستحمام، كما أن الطعام المخصص لحوالي 1500 مهاجر ممن يعيشون في هذا المخيم غير كاف.

بعد التنبيهات المتكررة بشأن الظروف المتردية في مخيم "لاس رايس" للمهاجرين في جزيرة تينيريفي كبرى جزر الكناري، تداولت وسائل الإعلام الإسبانية نتائج حملة تفتيش بدأت في 24 آذار/مارس الماضي تحت إشراف مجلس مدينة لا لاغونا (La Laguna) حيث يوجد المخيم الذي يستقبل حوالي 1500 مهاجر وفقا للأرقام الرسمية.

توتر وظروف معيشية متردية

وحذر التقرير، الذي أعدته دائرة الرعاية الاجتماعية والصحية التابعة للبلدية، من "قضايا مقلقة" بشأن الامتثال لتدابير الوقاية ضد فيروس كورونا في المخيم، حيث يعيش 32 مهاجرا على الأقل في كل خيمة. وخلص التقرير إلى أن الموارد الغذائية غير كافية.

ولطالما اشتكى القاطنون من عدد وجبات الطعام، ويقول بعض المهاجرين إنهم ينتظرون حوالي ثلاث ساعات في الطابور للحصول على وجبة واحدة. وبعد تلك الشكاوى، أكدت شركة Serunion المستأجرة لخدمة الطعام، في تصريحات إعلامية أنها أجرت تغييرات على القوائم وتصر على أنها توزع ما يعادل الكيلوغرام من الطعام يوميا لكل شخص.

كما تحققت حملة التفتيش من أنظمة الكهرباء، واكتشفت أعطالا تمنع وصول المياه الساخنة للاستحمام، الأمر الذي سبّب الكثير من المشاكل داخل المخيم، حيث لا توجد مياه ساخنة تكفي الجميع.

وأُرسلت نتائج هذه الدراسة إلى الوفد الحكومي والمديرية العامة للصحة في حكومة جزر الكناري، وطالبت البلدية بإيجاد حلول وتطبيق التدابير اللازمة لضمان الظروف الجيدة لـ1500 مهاجر يقيمون في هذا المخيم الذي افتتح في 5 شباط/فبراير الماضي، ومن المتوقع أن يستضيف 2400 شخص.

"كأننا في سجن"

وأدى الوضع المعيشي المتردي لمئات المهاجرين في المخيم إلى تأجيج التوتر في الأسابيع الأخيرة. ويوم الاثنين الماضي، اندلعت اشتباكات استمرت حتى صباح اليوم التالي وأسفرت عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص واعتقال ثمانية. وتدخلت الشرطة الوطنية بالدروع وأطلقت الكرات المطاطية.


ويُعد مخيم "لاس رايس" الذي تديره منظمة Accem غير الحكومية، أحد أكبر المراكز في جزر الكناري المخصصة للمهاجرين القادمين من السواحل الأفريقية بعد رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر.

وبحسب الجمعيات المحلية، فإن هذه الاشتباكات التي تحدث باستمرار هي نتيجة المعاملة "اللاإنسانية" التي يتعرض لها المهاجرون الوافدون إلى جزر الكناري. وبحسب تقرير لجمعيات تدعم المهاجرين، تقع العديد من انتهاكات حقوق الإنسان على هذه الجزيرة، وأوضح ناشطون أن "نقص المساعدة الطبية، والمخيم غير الصحي والطوابير الطويلة لتناول الطعام رديء الجودة" كلها عوامل تؤدي إلى "الفوضى" وتسبب توترات بين المهاجرين.

وفي شهادة نشرتها صحيفة "إل بايس" الإسبانية، أوضح مهاجر مغربي يدعى عصام ويبلغ من العمر 28 عاما، أن الحياة في المركز أصبحت "مستحيلة". وأكد الشاب أنه "في الداخل، هناك الكثير من الأشخاص، ويبدو الوضع وكأننا في سجن. الشرطة عدوانية للغاية تجاهنا. الجو بارد والطعام سيء".

وفي تصريح سابق لرئيس اتحاد الجمعيات الإفريقية لجزر الكناري، خلال اتصال هاتفي مع مهاجرنيوز، تبيّن أن الطعام يقتصر على شطائر غير كافية و"لم يتم استيفاء شروط النظافة في لاس رايس"، الأمر الذي يعقد حياة المهاجرين الذين عبروا المحيط الأطلسي أملا ببدء حياة جديدة.

 

للمزيد