افتتحت السلطات الإيطالية، مركزا لاستضافة العمال الموسميين، ومعظمهم من المهاجرين، في قرية كاسيبيلي، بالقرب من مدينة سرقوسة في جزيرة صقلية، ويمكن للمنشأة الجديدة التي تتألف من 17 وحدة سكنية استضافة نحو 80 شخصا، كما تضم نقطة صحية لتشخيص وعلاج مشاكل الجلد والأمراض المنقولة عبر العلاقات الجنسية لدى المهاجرين، ولمنع انتشار فيروس كورونا كوفيد – 19، وتشمل الخدمات كذلك ضمان عمليات نقل العمال الموسميين إلى أماكن عملهم.
قامت السلطات في منطقة كاسيبيلي التي تبعد نحو 15 كيلو مترا عن مدينة سرقوسة في جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، بافتتاح مركز لاستضافة العمال الموسميين، ومعظمهم من المهاجرين، وتكفلت بلدية سرقوسة ببناء المنشأة بتكلفة 240 ألف يورو، قدمتها وزارة الداخلية الإيطالية، وسيكون المركز الجديد قادرا على استيعاب نحو 80 شخصا موزعين ضمن 17 وحدة سكنية تلتحق بها 7 مراحيض.
خدمات من أجل العمال
وسيؤمن المكتب الخاص للهجرة، التابع لأحد أقسام الحكومة الإقليمية الصقلية، والمكلف بالشؤون الاجتماعية، خدمات نقل العمال الموسميين إلى أماكن عملهم، كما سيتكفل بتقديم وجبة طعام واحدة يوميا لكل عامل، حسبما ذكرت السلطات في المنطقة.
وسيقوم المكتب بتقديم هذه الخدمات بفضل تمويل الاتحاد الأوروبي للبرنامج الإيطالي "سوبريم"، الذي يعد شريكا رئيسيا في التغلب على الأزمات، مثل الاستغلال الشديد للعمالة، وتهميش المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في المناطق الخمس الأقل نموا في إيطاليا.
وأتاح هذا التعاون إمكانية إنشاء نموذج يعمل ضد نظام استغلال عمال الزراعة (نظام مافيا الكابورالاتا)، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية.
وأنشأ مشروع وزارة الداخلية، في القرية نقطة صحية للوقاية الطبية وتشخيص الامراض، وعلاج المشاكل الجلدية والأمراض التي قد تنتقل عبر العلاقات الجنسية لدى المهاجرين، وكذلك لمنع انتشار فيروس كورونا (كوفيد – 19).
وقال ميكيلي دي باري رئيس إدارة الحريات المدنية والهجرة بوزارة الداخلية، "يجب أن يكون هذا المركز مثالا للشرعية، مقارنة بالمراكز الأخرى، التي تشهد حالة من الفوضى، وهذا هو الأساس الأول للاندماج الصحيح".
بينما أوضح أنطونيو سكافوني مستشار السياسات الاجتماعية في صقلية، أن "إنشاء وإدارة مخيم استقبال كاسيبيلي، الذي حل محل مدينة الصفيح، هو نتيجة العمل المتناغم، ونموذج للحكومة الإقليمية، وسنفتتح مرافق مماثلة قريبا في راغوزا وأغريجنتو وتراباني".
وقال موقع "ريداتوري سوتشيالي" الإخباري اليومي المتخصص في قضايا المجتمع في إيطاليا وحول العالم إنه "بعد عقود من العمل غير القانوني وغير المستقر، سيتمكن 80 مهاجراً ممن يعملون في الحقول الزراعية في كاسيبيلي، ابتداءً من اليوم من الحصول على سكن لائق مزود بالمياه والمراحيض والكهرباء".
>>> للمزيد >> يونيسف: مساعدات 2020 طالت آلاف القاصرين والشباب المهاجرين اللاجئين في إيطاليا
توتر بين المؤيدين والمعارضين
وقوبل افتتاح المركز بتوتر بين المؤيدين والمعارضين له، حيث نظمت مجموعة تطلق على نفسها اسم "لجنة لا لقرية كاسيبيلي" احتجاجا سلميا خارج المركز، رفعت خلاله لافتات ضد افتتاحه، في حين وصل أربعة ممثلين لاتحاد العمال الزراعيين إلى القرية لدعم المركز.
ووقع شجار خلال حفل الافتتاح، إلا أن الشرطة عملت على تهدئة الموقف، وأخذت ممثلي اتحاد العمال الزراعيين بعيدا عن مكان الحادث.
وأكد باولو رومانو المتحدث باسم المجموعة، "نحن مستعدون لإغلاق مركز المهاجرين عند أول مشكلة، ولا نريد أن تتحول كاسيبيلي إلى معسكر لحل مشكلة آلاف المهاجرين".
في حين قال روبرتو ألوسي الأمين العام لاتحاد العمال في سرقوسة، والذي استدعى جميع الهيئات الإدارية للمنظمة على جميع المستويات، إن "الإبعاد القسري لأعضاء اتحاد العمال، الذين كانوا يشاركون بشكل سلمي في الافتتاح، والذين تعرضوا لهجوم من قبل من يعتبرون أنفسهم قيِّمين شرعيين على المستوى المؤسسي، يشكل مؤشرا خطيرا للغاية".
وختم أن "أعضاء الاتحاد هم من الداعمين لبناء المركز، من خلال الجهود الدؤوبة على مر السنين، من أجل التعاون والتضامن الكامل مع العمال المهاجرين".