أعلنت السلطات الليبية عن اعتقال متهمين اثنين بتهريب المهاجرين، حيث يواجها تهما متعلقة بالإتجار بالبشر والتعذيب والابتزاز والقتل. كما كانت السلطات قد أوقفت 53 مهاجرا مصريا قبل أشهر أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا، ورحلتهم إلى بلادهم يوم الأحد الماضي.
في بيان صادر عن مكتب المدعي العام الليبي، تم الإعلان عن اعتقال مشتبه به بتهمة تهريب البشر واعتقال وتعذيب مهاجرين من أجل الحصول على فدية من عائلاتهم.
وأورد بيان المدعي العام أن المشتبه به سيواجه أيضا تهما تتعلق بالإتجار بالبشر.
وأعلنت النيابة العامة الليبية عن الإبقاء على المشتبه به، المعروف باسم "الحاج حكيم" على منصات التواصل الاجتماعي، رهن الاعتقال، كما أنها أصدرت أوامر بحث وتحر بحق آخرين لم يتم ذكر أسمائهم.
وأرفق مكتب المدعي العام البيان بصور تظهر أشخاصا نصف عراة وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، وثلاثة ملثمين يقومون بضربهم وتعذيبهم.
للمزيد>>> إطلاق سراح "البيدجا".. ردود أفعال المهاجرين ومواقف دولية مستنكرة
إعادة مهاجرين مصريين إلى بلادهم
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الليبية عن إعادة 53 مهاجرا مصريا إلى بلادهم، بعد أن تم ضبطهم أثنا محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
بيان السلطات أوضح أن المهاجرين تم ترحيلهم على متن طائرة خاصة، ووصلوا إلى مطار القاهرة الدولي مساء الأحد الماضي.
حساب وزارة الداخلية الليبية نشر صورا للمهاجرين قبيل مغادرتهم مطار معيتيقة الدولي. متابعون لملف الهجرة في ليبيا علقوا على الصور متسائلين "لم معظم المهاجرين يرتدون قمصانا تحمل شعارات خفر السواحل الإيطالي؟".
اعتقال مهرب آخر
وفي بيان لاحق، أعلن مكتب المدعي العام عن القبض على مشتبه به آخر بتهمة تهريب البشر. وتم توقيف المتهم، وهو صومالي يدعى حسن قيدي، مطلع الأسبوع الجاري.
ذكر البيان أن قيدى يواجه اتهامات من بينها قيادة شبكة لتهريب البشر داخل ليبيا وخارجها، فضلا عن المسؤولية عن مقتل العشرات من المهاجرين، والإساءة الجنسية للمهاجرات، وإساءة معاملة المهاجرين للحصول على فدية من عائلاتهم.
اعتراض وإعادة أكثر من 23 ألف مهاجر في المتوسط
وشهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عمليات عبور أو محاولات عبور قوارب المهاجرين باتجاه أوروبا معظمها من ليبيا وتونس، اعترض خفر السواحل التابع للبلدين وأعاد الآلاف منهم.
وحسب إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة، تم اعتراض أكثر من 23,600 مهاجر وإعادتهم إلى ليبيا حتى الآن هذا العام، على الرغم من التحذيرات المتكررة من قبل جماعات حقوقية دولية بشأن الوضع في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
للمزيد>>> بعد إعادتهم إلى ليبيا... ما الذي ينتظر المهاجرين هناك؟
ووفقا للمنظمة الأممية، قضى أكثر من 1100 مهاجر في المتوسط منذ مطلع العام، مقارنة بما لا يقل عن 978 مهاجرا قضوا خلال 2020.
ولطالما شكلت ليبيا منطلقا للمهاجرين القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط، الفارين من الحروب والفقر في أوطانهم، ويأملون بحياة أفضل في أوروبا.
واستغلت شبكات التهريب غرق الدولة الغنية بالنفط في حالة من الفوضى في أعقاب سقوط الرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وعززت من أنشطتها على طول الساحل. وغالبا ما تعمد تلك الشبكات إلى تكديس المهاجرين في قوارب متهالكة، ليخوضوا رحلة محفوفة بالمخاطر وغير مضمونة النتائج.
وسجلت منظمات حقوقية عدة عددا كبيرا من الانتهاكات التي مارستها تلك الشبكات بحق المهاجرين، بما في ذلك الاختطاف والتعذيب والابتزاز والاغتصاب، وحتى القتل.
وكان مهاجر نيوز قد نشر تحقيقا حول الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون في ليبيا، وآليات استدراج تلك الشبكات لهم ولاحقا احتجازهم وابتزاز عائلاتهم من أجل دفع الأموال لقاء إطلاق سراحهم.