مصاعب إضافية بالنسبة للمهاجرين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في الغابات على الحدود البولندية البيلاروسية، حيث برد الشتاء القارس كفيل بتعريض حياة الكثيرين للخطر.
فقد عبدي فتاح حذائه في نهر بينما كان يحاول عبور الحدود إلى بولندا من بيلاروسيا، حيث كان عليه أن يمشي حافي القدمين ويتعرض لخطر التجمد في الغابة لعدة أيام.
الصومالي البالغ من العمر 23 عاماً هو واحد من عدة آلاف من أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان حاولوا دخول بولندا في الأسابيع الأخيرة. ولا يزال العديد منهم، بينهم أطفال، عالقين على الحدود مع بيلاروسيا. ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد الظروف سوءاً، ويشعر عمال الإغاثة بالقلق بشأن بقائهم على قيد الحياة.
قال جاكوب سيتشكو، طبيب ومنسق لمجموعة الإغاثة (Medics on the Border)، إنه يخشى ارتفاع عدد الوفيات مع انخفاض درجات الحرارة. وقال سيتشكو لوكالة رويترز"هناك الكثيرمن الجياع ... والأوضاع تزداد سوءا". وأضاف سيتشكو أن العديد من المهاجرين القادمين من بلدان ومناطق حارة مثل عبدي فتاح غير مستعدين لمواجهة البرد.
وقال إبراهيم لرويترز إنه غادر الصومال منذ 15 يوماً. وبينما كان يسير في الغابة مع مهاجرين آخرين، شعر وكأنه يعاني من نوبة قلبية. ولحسن الحظ، تمكن من تلقي العلاج الطبي بعد انخفاض درجة حرارة جسمه. وقال إبراهيم "البرد قارس، ولا نرتدي أحذية أو ملابس كافية"، موضحاً كيف فقد، مثل عبدي، حذائه في النهر.

مصير مجهول
عبر إبراهيم الحدود مع ستة صوماليين آخرين، وانتهى الأمر بثلاثة منهم في سيارة إسعاف نتيجة لمشاكل صحية، بما في ذلك التواء في الكاحل بالإضافة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم. في حين اقتيد أربعة منهم في شاحنة تابعة لحرس الحدود. وبحسب رويترز، لم يتضح ما إذا كانوا قد أخذوا إلى مركز احتجاز أو أعيدوا إلى الحدود.
من جهتها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن بولندا تنتهك القانون الدولي بإجبار المهاجرين على العودة إلى بيلاروسيا بدلاً من السماح لهم بطلب اللجوء. إذ يحظر قانون الاتحاد الأوروبي بشكل واضح إبعاد طالبي اللجوء دون تقييم مطالبهم بالحماية.
في حين، تقول بولندا إنها تحترم التزاماتها الدولية بينما تحاول منع العدد المتصاعد من المهاجرين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي عبر عبور الحدود البولندية على أمل طلب اللجوء في أوروبا الغربية.
وتم إلقاء اللوم على حكومة بيلاروسيا لتشجيع المهاجرين على السفر إلى بيلاروسيا ثم نقلهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي انتقاماً من العقوبات التي فرضتها بروكسل.

"500" محاولة عبور في اليوم
منذ أوائل آب/ أغسطس، تقول السلطات البولندية إن هناك أكثر من 15 ألف محاولة لعبور الحدود من بيلاروسيا، معظمها من قبل عراقيين وأفغان وسوريين. كما أصبحت المحاولات أكثر تكراراً وتتجاوز الآن 500 محاولة يومياً.
كما أن عدد حالات الصد المزعومة آخذ في الارتفاع، وفقاً لفرانك ستيرجفسكي، النائب البرلماني البولندي المعارض. وقال ستيرجفسكي لرويترز "(المهاجرون الصوماليون) قد أعيدوا إلى الحدود سبع مرات.. كانوا يتجولون في الغابة لأسابيع، ودرجة الحرارة في الليل تقترب من الصفر، إضافة إلى المطر والبرد الشديد.. إبعادهم مجدداً سيعرض صحتهم وحياتهم للخطر."
ماريون ماكغريغور/ر.ض