ستلجأ جمعية "كلنا مهاجرون" إلى القضاء لحث السلطات الفرنسية لاتخاذ إجراءات جديدة من أجل استقبال المهاجرين في مدينة بريانسون الحدودية مع إيطالية، وذلك بعد أن تم إغلاق مركز استقبال في المدينة كان يتولى عادة إيواء الوافدين الجدد من المهاجرين.
قال محامو جمعية "كلنا مهاجرون" (Tous migrants) العاملة في منطقة جبال الألب الفرنسية والتي تهتم بشؤون اللاجئين الذين يعبرون الحدود الإيطالية-الفرنسية، إن الجمعية اتخذت تدابير قانونية وستلجأ إلى القضاء لحث السلطات الفرنسية على اتخاذ إجراءات جديدة بهدف استقبال المهاجرين في مدينة بريانسون.
وجاء في الطلب القانوني العاجل الذي قدمته الجمعية أمام المحكمة الإدارية في مدينة مرسيليا الفرنسية، إن "محافظ منطقة جبال الألب لم يقم باتخاذ التدابير اللازمة التي تسمح باستقبال وإيواء المهاجرين بشكل طارئ"، بحسب وثيقة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها.
وتطرقت صحفية لوموند إلى هذا الموضوع، وكشفت عما جاء في التقرير وقالت "بالرغم من ظروف الحياة المأساوية"، فإن مقاطعة جبال الألب "رفضت بشكل قاطع اتخاذ تدابير لحماية هؤلاء المهاجرين [...]، واختارت بدل ذلك تشديد الرقابة على حدودها".
للمزيد>>> في بريانسون الفرنسية.. مركز استقبال المهاجرين الوحيد مهدد بالإقفال
وعلى غرار الجمعيات التي تهتم بشؤون المهاجرين وتدعمهم منذ عدة سنوات، فإن جمعية "كلنا مهاجرون" تطالب الحكومة الفرنسية بإنشاء مركز لاستقبال المهاجرين الذين يجتازون الحدود الإيطالية-الفرنسية عبر مرتفع إيشل، في مدينة بريانسون، بعد أن تم إغلاق مركز ”ريفيوج سوليدير" (Refuge solidaire)، الذي كان يتولى عادة إيواء الوافدين الجدد.
المحكمة ستنظر بالطلب القانوني في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر
ومن المتوقع أن تنظر المحكمة الإدارية في مدينة مرسيليا بالطلب القانوني المقدم من قبل جمعية "كلنا مهاجرون" في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر2021. وطالبت الجمعية أيضا بتسهيل شراء بطاقات التذاكر في محطات القطار ووسائل النقل عامة لهؤلاء المهاجرين لكي يتسنى لهم مغادرة بريانسون. كما طالبت بتسهيل إجراء اختبارات كشف الإصابة بفيروس كورونا"، حيث ساء وضع المهاجرين في المدينة بعد أن تم منعهم من الوصول إلى هذه الخدمات.
هذا الإجراء التي اتخذته الجمعية، يأتي بعد حوالي شهر أيضا من إغلاق ”لا تيراس سوليدير" (Terrasses solidaires) في 26 تشرين الأول /أكتوبر، الذي كان يتولى عادة إيواء جميع الوافدين الجدد، بذريعة أن قدرته الاستيعابية فاقت طاقاته البالغة 81 شخصا. ومنذ أن تم إغلاق هذا الملجأ، ارتفعت نسبة التوتر في المدينة بعد أن تظاهر أكثر من 400 شخص يوم السبت، متهمين السلطات الفرنسية بصم آذانها عن واقع المهاجرين.
للمزيد>>> الألب الفرنسية: أكثر من 200 مهاجر افترشوا محطة قطارات مدينة بريانسون
وفي ردها على وضع المهاجرين، قالت محافظة منطقة جبال الألب إن "عدد المهاجرين الوافدين إلى منطقة جبال الألب والذين تم التحقق من أوراقهم، مع الذين تم رفض طلباتهم، بلغ أكثر من 3500 منذ بداية العام 2021، مقابل 1500 مهاجر في 2020".
"حياة المهاجرين في خطر"
وقالت يوم الثلاثاء الصحيفة الإقليمة " لودوفينه ليبريه " (Le Dauphiné Libéré) التي تصدر في المنطقة، إن رئيس لجنة التحقيق البرلمانية حول الهجرة، النائب سيباستيان نادوت، أرسل إلى المدعي العام لمدينة "كاب" (جنوب شرق) تقريرا أشار فيه إلى "تقصير" محافظ منطقة جبال الألب بدراسة ما يحدث في مدينة بريانسون.
فبالنسبة لنادوت، فإن "ممارسات" مارتين كلفال محافظة منطقة الألب العليا، "تعرض حياة المهاجرين بشكل متعمد للخطر" بحسب ما جاء في الصحيفة اليومية.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، رفض فلوران كروهي، المدعي العام لمدينة كاب، التعليق، موضحا أن الطلب القانوني الذي تم إرساله بموجب المادة 40 من قانون الجنايات هو قيد النظر والدراسة.
ولا يزال المهاجرون يخاطرون بحياتهم ويعبرون جبال الألب وصولا إلى بريانسون الفرنسية بحثا عن استراحة، قبل مواصلة رحلتهم باتجاه وجهتهم الأخيرة.