ansa
ansa

شن مستخدمو الإنترنت ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تنديد واسعة ضد العنصرية والكراهية تجاه اللاجئين الأفارقة المنتشرين بكثرة في المدن الجزائرية قادمين من جنوب الصحراء الكبرى ودول أفريقية أخرى.

يعارض هؤلاء الشباب الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل فعل ذي صلة بالتمييز العنصري تجاه هؤلاء الرعايا الأجانب الذين يعانون كثيرا من تصرفات بعض الشباب في بعض الأوساط الجزائرية، حيث استنكروا مؤخرا بعض اعمال العنف اللفظي والجسدي ضد الرعايا الأفارقة مهما كان سلوكهم أو تصرفهم مادام أنه في حكم الأجنبي ولا تجوز إهانته تحت أي ظرف. فلا فرق بين أبيض وأسود ولا بين عربي أو أعجمي.

شاب يتعرض للضرب المبرح من قبل مواطن جزائري:

وفي حادثة وقعت يوم أمس تعرض شاب للضرب من قبل أحد الشباب في أحد الأماكن العامة في مدينة عنابة بالشرق الجزائري مما جعل الشاب يجهش بالبكاء بحرارة وسط ذهول المارة، الذين استاؤوا من هذا التصرف اللاأخلاقي تجاه هذا اللاجئ، واعتبروا الاعتداء شكلا مباشرا من أشكال التمييز العنصري التي تمارس ضد هؤلاء البؤساء الذي لجؤوا للجزائر طلبا للأمان، ليتفاجؤوا بشيء من الاضطهاد من قبل بعض الشباب المتهور حسب ما وصفوهم به رواد الحملة على الإنترنيت. كما عارض نشطاء مواقع التواصل أي شكل من أشكال العنصرية تجاه أي لاجئ أو أجنبي.

وفي موقف مماثل، يتعرض بعض المهاجرين الأفارقة إلى الاستفزاز اللفظي من قبل الباعة والمواطنين في الأسواق الذين ينعتونهم بالمتسولين ويتهمونهم بأنهم باتوا أثرياء بسبب هذه المهنة (التسول)، التي باتت حكرا عليهم، رغم النهي عن هذه التصرفات لأن ذلك يجرح مشاعرهم ويزيد من غربتهم ومآسيهم. فالاحتياج والعوز هو ما دفعهم لامتهان التسول.

منع اللاجئين من الأماكن العامة ووسائل النقل

واعتبر النشطاء المذكورون، منع اللاجئين من ارتدياد وسائل النقل أو المقاهي أو الأماكن العامة استنادا إلى شهود عيان، يرون يوميا مشاهد إبعاد هؤلاء الرعايا الأفارقة من أمام المحلات التجارية، كما يشاهدون منعهم من الاقتراب من الزبائن قصد التسول وطلب المال، ويرى التجار في ذلك إزعاجا لزبائنهم، الشيء الذي يضطرهم إلى إبعادهم أو التصرف معهم بعنف قد يصل أحيانا حد الضرب أو الإبعاد القصري.

ووفقا لردود فعل العامة في الشوارع، فمهما كان الإزعاج الصادر من هؤلاء فإن أي رد فعل تجاههم يعتبر صورة من صور التمييز والعنصرية الشيء الذي يسيء لهذه الفئة البائسة، ويعطي في المقابل انطباعا سيئا عن المجتمع الجزائري ويهز الصورة الإنسانية وحسن الاستقبال للاجئين.

استغلال فرصة الشهر الكريم للتعاطف وليس لزيادة العنف والعنصرية مهما كان فعل اللاجئ

والملفت للانتباه أن ردود الأفعال أثناء تداول صور الشاب الأفريقي الذي تعرض للضرب كانت معارضة كليا لتصرفات العنف، وأتت كلها مستنكرة ورافضة وتفصيلا لهذا التصرف الأرعن، رغم التبريرات التي التمسها البعض الآخر متهمين اللاجئ بفعل مسبق ألحق به الأذى، لكن الكل اعترض على رد الفعل العنيف تجاهه خصوصا في شهر الصيام حيث يتوجب استغلال الوقت في التعاطف بكثافة مع هؤلاء وليس نبذهم من المجتمع، فكل لاجئ محتاج.

مطالبة السلطات بتوفير الأمان للاجئين ومعاقبة كل تصرف عنيف ضدهم

وطالب رواد ونشطاء الإنترنت السلطات المحلية بتوفير الحماية لهؤلاء اللاجئين وسن القوانين التي تضمن حقوقهم والالتزام بالاتفاقات الدولية التي تضمن لكل لاجئ شيئا من الأمان ضد أي عنف قد يتعرض له خارج أراضي موطنه الأصلي.

ويذكر أن أغلب اللاجئين في العالم باتوا يعيشون وضعا مأساويا بالفعل يتأزم ويتنامى يوما بعد يوم، حيث أصبح كل لاجئ فريسة للأوساط التي تفتقد للإنسانية ولا تقبل أي لاجئ في المجتمع الغريب عنه.

 

للمزيد