جسر في مدينة بايون الفرنسية. الصورة: مهاجرنيوز
جسر في مدينة بايون الفرنسية. الصورة: مهاجرنيوز

لا يزال الغموض يلف حادثة مصرع ثلاثة جزائريين قضوا تحت عجلات قطار جنوب غرب فرنسا منذ حوالي شهرين. جمعيات إنسانية وعائلات الضحايا والناجي الوحيد من الحادث، رفعوا شكوى إلى النيابة العامة في مدينة بايون، من أجل الكشف عن ملابسات الواقعة.

في حين أن التحقيق لا يزال جاريا منذ شهرين، لم تُكشف سوى "تفاصيل قليلة جدا عن ملابسات المأساة"، إذ يعتقد المحامي الفرنسي غابرييل لاسور أنه لا يزال هناك الكثير من المعلومات التي يجب الإفصاح عنها لمعرفة حقيقة ما حدث ليلة 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

الرواية الرسمية بحسب الشرطة الفرنسية تفيد بأن أربعة رجال تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاما، كانوا مستلقين على سكة الحديد بالقرب من محطة سان جان دي لوز حين صدمهم القطار. فتوفي ثلاثة منهم ونُقل الشخص الرابع إلى المستشفى. وقال المدعي العام في مدينة بايون الفرنسية إن المهاجرين "كانوا مستلقين على السكة، على الأرجح طلبا للراحة".

من المستبعد تصديق رواية تقول إن أربعة مهاجرين، عانوا الكثير من أجل الوصول إلى فرنسا، ناموا في نفس الوقت على سكة قطار رغم المخاطر المحتملة، وفقا للمحامي الفرنسي الذي تولى مهمة الدفاع عن الضحايا.

الحادثة وقعت في إقليم الباسك جنوب غرب فرنسا، حيث يعبر المهاجرون عادة الحدود الإسبانية الفرنسية.

للمزيد>>> إقليم الباسك: قطار سريع يدهس أربعة مهاجرين جزائريين

 فرضيات محتملة

أول أمس الإثنين، رفع الناجي الوحيد من الحادثة شكوى ضد مجهول (plainte contre x) إلى المدعي العام في بايون، فيما لا يزال يتلقى العلاج في المشفى بعد إصابته بجروح خطيرة.

وساهمت جمعيات "أنافي" و"سيماد" و"جيستي" بتقديم الشكوى إلى جانب المهاجرين وعائلاتهم من أجل الإجابة على أسئلتهم.

أحد الأمور التي عززت الشكوك بالرواية المعلن عنها هو وجود شخص خامس كان حاضرا أثناء وقوع الحادث لكنه هرب فور تعرض المهاجرين للدهس. إلا أن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليه بعد يومين على الحادثة.

وقال هذا الشخص للمحققين إنه "استيقظ قبل الآخرين. وتنحى جانبا للقيام بتمارين بدنية للإحماء قبل إكمال الطريق. ثم أصيب بالذعر عندما اصطدم القطار برفاقه". وأشارت قناة "فرانس بلو" إلى أن هذا الرجل أدين قبل بضعة أشهر بتهمة السطو.

ويقول الادعاء أن "إحدى الفرضيات هي أن هذا الشخص الخامس، الذي لم يعرفوه حقا، من الممكن أن يكون على علاقة بنوم المهاجرين بهذا الشكل، ربما عن طريق وضع مواد مخدرة مثل الحبوب المنومة في زجاجات المياه".

هذه الفرضية تدعمها حقيقة أن المهاجرين عادة ما يكونوا مستهدفين لأنهم يعبرون المناطق الحدودية عبر طرقات فرعية، وتكون بحوزتهم أغراض ومبالغ مالية قد تكون ضخمة من أجل إعانتهم على إكمال طريقهم إلى وجهتهم النهائية.

 مطالبات بفهم ملابسات الحادثة

وتهدف الجمعيات وعائلات الضحايا من هذه الشكوى الوصول إلى المعلومات التي لم تفصح السلطات عنها والتي لا تزال غير واضحة بالنسبة لهم.

ويصر المحامي على أهمية الوصول إلى "العينات المأخوذة مباشرة [بعد الحادث]" لفهم مسار الحادث بشكل أفضل، لا سيما وأنه تُجرى عادة "تحليلات السموم في حالات الوفاة المشبوهة".


من جانبها، تسعى الجمعيات إلى تحميل الدولة أيضا مسؤولية ما حدث، "سياسات الهجرة لها عواقب وخيمة على حياة الناس"، بحسب ما أكدت مديرة جمعية "أنافي" لور بالون خلال حديثها مع مهاجرنيوز، معتبرة أن "من المهم لنا أن نذهب أبعد من ذلك لتحديد المسؤولين" عن وفاة هؤلاء الأشخاص. إذ تندد الجمعيات بسياسات الهجرة التي تدفع الأشخاص إلى اتخاذ المزيد من المخاطر على طريق الهجرة.

وكانت العناصر الأولى من التحقيق أظهرت أن المهاجرين اختاروا المشي على خط السكة الحديد هربا من تفتيش الشرطة. 

 

للمزيد