بين يومي السبت والأحد الماضيين، عبر المحيط الأطلسي مئات المهاجرين ووصل نحو 600 مهاجر إلى جزر الكناري الإسبانية. ويوم الجمعة الماضي نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا انتقدت فيه سياسة الهجرة في جزر الأرخبيل، وألقت الضوء على التحديات والعقبات الإدارية التي تواجه طالبي اللجوء.
خلال اليومين الماضيين، شهدت جزر الكناري الإسبانية ارتفاعا في أعداد الوافدين مع وصول 596 شخصا أنقذتهم السلطات قبالة جزر الأرخبيل.
ومن بين الناجين 81 امرأة و57 قاصرا، بحسب وسائل إعلام محلية. بينما نقلت الفرق الطبية تسعة أشخاص إلى المستشفى لتدهور وضعهم الصحي بعد رحلة العبور المنهكة.
وكان المهاجرون على متن 12 قاربا، ستة قبالة غران كناريا، وأربعة قرب فويرتيفنتورا، والاثنان الباقيان أنقذتهما السلطات قبالة جزر لانزاروت وتينيريفي.
وغالبا ما يبحر المهاجرون من سواحل غرب أفريقيا باتجاه جزر الأرخبيل، لكن قواربهم قد تتعرض لحوادث مميتة تودي بحياتهم.
للمزيد>>> جزر الكناري: غرق أربعة مهاجرين بينهم حامل وفقدان أربعة آخرين
"عشر سنوات من سياسات الهجرة الفاشلة"
يوم الجمعة 17 كانون الأول/ديسمبر، نشرت منظمة العفو الدولية تقريرا تناولت فيه نظام اللجوء في جزر الكناري بعنوان "عام واحد من التحليل، عشر سنوات من سياسات الهجرة الفاشلة". ويوضح العقبات التي تحول دون الحصول على حق اللجوء في الأرخبيل الإسباني.
في عام 2020، استقبلت إسبانيا نحو 88 ألف طلب لجوء، بينما تظهر الأرقام الرسمية أن أعداد طلبات اللجوء في جزر الكناري بالكاد تصل إلى 3 آلاف. المنظمة الدولية أرجعت ذلك إلى عدم توافر معلومات كافية حول عملية طلب لجوء فضلا عن مشاكل الترجمة إلى لغات ثانية. وقد يستغرق انتظار المقابلة الأولية أكثر من 12 شهرا.
وعدا عن عدم توفير السلطات الحماية الملائمة للقصر والأشخاص الذين لديهم حالات صحية صعبة، لا تزال مشكلة تأمين السكن من أهم المشاكل.
وتدعو منظمة العفو الدولية الحكومة المركزية الإسبانية إلى وضع "آليات جديدة لتقاسم مسؤولية الاستقبال بين مختلف المناطق، عندما تفتقر إحداها إلى الموارد الكافية في حالة زيادة عدد الوافدين".
في العام 2020 أطلقت السلطات خطة إسكان وأنشأت سبعة آلاف مكان إقامة جديد، لكن ذلك لم يكن ينطبق على جميع الجزر. إذ بقي الوافدون إلى جزيرة لانزاروت دون سكن ولم تكن لديهم إمكانية طلب الحماية أو اللجوء.
للمزيد>>> رغم المخاطر.. جزر الكناري مركز جذب للمهاجرين
العام الحالي الأكثر دموية
بداية الشهر الجاري وعدت وزارة الهجرة بإجراء مراجعة "في الأسابيع المقبلة" لخطة جزر الكناري، وتوسيعها لتشمل المناطق الأخرى التي تشهد توافد مهاجرين.
خلال العام الجاري، استقبلت جزر الكناري نحو 20 ألف مهاجر، بانخفاض تبلغ نسبته 4.2% مقارنة بالعام الماضي 2020. لكن رغم هذا الانخفاض الطفيف لا يزال العام الحالي الأكثر دموية، ووفقا لآخر أرقام منظمة الهجرة الدولية، لقي 937 شخصا مصرعهم هذا العام في رقم قياسي لم يكن له مثيل على مدى السنوات العشر الماضية على الأقل.