"ستيميلا"، مشروع يهدف لتوثيق هجرة آلاف الأفارقة إلى الجنوب، لاسيما نحو دولة جنوب أفريقيا، بدلا من التوجه شمالا إلى أوروبا، من خلال الصور والمنشورات البحثية التي سيتم نشرها في كتاب وفي موقع أرشيفي على شبكة الانترنت، ومعرض يقام في العواصم الأوروبية.
"ستيميلا"، هو مشروع لتوثيق الهجرة الأفريقية نحو الجنوب، ويهدف إلى تحديد الطريق الذي يستخدمه آلاف من المهاجرين الأفارقة الذين يختارون التوجه نحو الجنوب، خاصة تجاه دولة جنوب أفريقيا، بدلا من أوروبا. وهو مشروع تبناه المصور الإيطالي لوكا سولا.
جنوب أفريقيا مقصدا لآلاف المهاجرين
وقال سولا إنه " لابد أن نقدم وجهات نظر مختلفة، فغالبا ما نفقد إحساسنا بالموضوعية عندما نتأثر بشكل مباشر بظاهرة ما. وإذا ما نحينا قضية سوريا جانبا، فنحن نرى أن كثيرا من المهاجرين يتوجهون إلى جنوب أفريقيا بدلا من التوجه شمالا نحو أوروبا، وهو ما لم يتم تحليله على المستوى الوثائقي". ووصف سولا مشروعه، بأنه "قصة بدأت منذ ثلاث سنوات مضت، عندما قررت مغادرة الشرق الأوسط والذهاب إلى جنوب أفريقيا، وهناك لاحظت حركة الناس وتمركز المهاجرين في نصف الكرة الجنوبي". و"ستيميلا"، هي كلمة من لغة سكان جنوب أفريقيا "الزولو"، ويقصد بها القطار البخاري القديم الذي كان يجلب المهاجرين من وسط أفريقيا إلى جنوبها.
توثيق بالصور والمنشورات البحثية
وأضاف سولا أن "المشروع سوف يكون عبارة عن توثيق بالصور للهجرة من أنحاء القارة الأفريقية تجاه الجنوب، لكنه يركز بشكل أكبر على دولة جنوب أفريقيا". ومن المقرر أن يتضمن المشروع أيضا نشر مقالات مصورة في كتاب وإنشاء موقع أرشيف دائم على شبكة الإنترنت، ومعرض متجول يقام في العواصم الأوروبية وسائر أنحاء العالم.
وتابع سولا إن "الخريطة التي سأضعها لا تتضمن التصوير الفوتوغرافي فقط، لكن عن طريق العمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى غير الحكومية سيتم وضع منشورات بحثية حول هذا المشروع".
المشروع يستهدف 16 دولة
ومن بين الموضوعات التي تضمنها المشروع على مدى السنوات القليلة الماضية، قضية مناجم الياقوت في الموزامبيق والشواطئ الحمراء في غانا وقضية العمال والجنس في الكونغو، وقد نشر العديد منها في أهم الصحف الإيطالية والدولية وعلى مواقع الإنترنت الخاصة بالمنظمات غير الحكومية.
وحتى الآن تمكن المصور الإيطالي من جمع وثائق كافية بشأن موجات الهجرة في سبع دول، لكنه يهدف إلى أن يفعل نفس الشيء في تسع دول أخرى.
وختم سولا قائلا إن "هناك دولا أخرى مثل نيجيريا والكونغو وتشاد، لا يزال الوضع الأمني فيها غير مشجع لعمل وسائل الإعلام، ومن هنا تأتي هذه الحملة من أجل توفير الأموال ضرورية، لأنها السبيل الوحيد لإنهاء المشروع، وأعتقد أنه من المهم الحديث عن الهجرة في الوقت الذي نحاول فيه تحرير أنفسنا من رؤية أن تكون أوروبا محورها".