مثل 10 أشخاص أمام القضاء الفرنسي هذا الأسبوع في إطار تحقيق مقتل 27 مهاجرا قبالة سواحل كاليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ووجهت إلى المشتبه بهم بشكل خاص تهمة القتل العمد وتعريض الآخرين للخطر، ووضعت السلطات الفرنسية شخصا تحت الحجز الاحتياطي.
قال مصدر قضائي إن شخصا وجهت إليه لائحة اتهام أمس الأربعاء 29 حزيران/يونيو، ومثل تسعة آخرين اليوم الخميس 30 حزيران/يونيو أمام قاضي تحقيق باريسي في قضية غرق 27 مهاجرا في بحر الماش، نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وكانت الشرطة الفرنسية ألقت القبض على 15 مشتبهاً بهم (13 رجلاً وامرأتين) يومي الأحد والاثنين، وفقا لهذا المصدر. وقد أطلق سراح خمسة منهم دون محاكمة في هذه المرحلة.
لذلك وجهت إلى أحدهم لائحة اتهام خاصة بالقتل والإصابة غير المتعمدة وتعريض الآخرين للخطر ومساعدة أجنبي على الدخول إلى فرنسا والبقاء فيها ضمن عصابة منظمة. ووضع هذا الشخص تحت الحجز الاحتياطي. أما التسعة الآخرون - الذين يُعرضون على قاضي التحقيق - فيواجهون خطر الاتهام أيضا، لكن السلطات لم تحتجزهم.
ضحايا تتراوح أعمارهم بين 7 و46 عاما
في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، توفي 27 مهاجرا تتراوح أعمارهم بين 7 و46 عاما في غرق قاربهم المطاطي قبالة كاليه، أثناء محاولتهم عبور بحر المانش إلى بريطانيا. وكان من بين الضحايا 16 شخصا من كردستان العراق، وكردي من إيران، وأربعة أفغان وثلاثة إثيوبيين وصومالي ومصري وفيتنامي.
للمزيد>>> بعد حوالي شهر.. الكشف عن هوية جميع المهاجرين الغرقى في بحر المانش
لم ينج من الحادث سوى شخصين فقط، كردي عراقي وآخر سوداني. وبحسب شهادة الشاب الكردي، التي وردت على وسائل إعلام كردية، فإن المهاجرين ناشدوا السلطات البريطانية والفرنسية للمساعدة أثناء العبور، لكنهم لم يتلقوا أي رد.
من جهتها، نفت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال ووزارة الخارجية البريطانية هذه الاتهامات. وتؤكد أنه "من المستحيل" تجاهل نداءات استغاثة المهاجرين الذين يواجهون صعوبات في الإبحار.
إنقاذ 86 شخصا
سببت مأساة الغرق، الأكثر دموية في القناة الإنكليزية، صدمة كبيرة في أوروبا وأثارت أيضا توترات سياسية بين فرنسا والمملكة المتحدة.
للمزيد>>> ارتفاع كبير بمحاولات عبور المانش باتجاه بريطانيا على الرغم من كافة التهديدات والإجراءات
ورغم الحادث المأساوي الأخير وتشديد السلطات البريطانية سياسة الهجرة، لا تزال محاولات عبور بحر المانش انطلاقا من سواحل فرنسا مستمرة. وكان آخرها أمس الأربعاء 29 حزيران/يونيو، وقالت السلطات الفرنسية إنها أنقذت 86 شخصا في بحر المانش.
منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف شهر حزيران/يونيو، "تم تحديد 777 عملية عبور ومحاولة عبور" في قوارب صغيرة كانت تحمل أكثر من 20 ألف شخص بحسب وزارة الداخلية الفرنسية. وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ارتفع هذا العدد بنسبة 68%.