دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم والتمويل لدولة تشاد، من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من مليون لاجئ ونازح يعيشون في هذه الدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقية المضطربة.
قال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن تشاد تحتاج إلى دعم إنساني وتنموي أكبر، إذ تواصل استضافة مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من العنف على حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، بالإضافة إلى مواجهة تحديات انعدام الأمن الخاصة بها.
وجاءت تصريحات غراندي بعد الزيارة التي قام بها إلى تشاد لمدة 4 أيام وانتهت يوم الجمعة الماضي. وأوضحت مفوضية اللاجئين في بيان أن تشاد الواقعة في منطقة الساحل الأفريقية المضطربة، تستضيف "أكثر من مليون نازح، من بينهم 580 ألف لاجئ من النزاعات في دول الجوار مثل السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون، و380 ألف تشادي آخرين فروا من انعدام الأمن إلى مناطق أخرى، و100 ألف لاجئ سابق عادوا إلى البلاد".
دعوة إلى حلول طويلة الأمد للتحديات في تشاد
وأكد غراندي أنه "بالإضافة إلى التمويل الإنساني، يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية للحلول طويلة الأمد للتحديات التي تواجهها الدولة وحكومتها". وأضاف أن "الغرض من زيارتي هو مساعدة السلطات السخية جدا في تشاد، التي أبقت حدودها مفتوحة لجميع الأشخاص، وتعبئة الموارد ليس فقط لتلبية الاحتياجات الإنسانية لكن أيضا لتعبئة موارد التنمية من أجل خلق فرص جديدة لهؤلاء الأشخاص".
للمزيد >>>> منظمة إيطالية تندد بـ"تغريم" طالبي اللجوء المشردين شمال شرق البلاد
والتقى غراندي باللاجئين الكاميرونيين الذين يعيشون في مخيم كالامباري ( على بعد نحو ألف كيلو متر على الحدود الجنوبية الغربية لتشاد مع الكاميرون)، ضمن أكثر من 40 ألف تستضيفهم تشاد حاليا بعد فرارهم من الاشتباكات الطائفية في شمال البلاد بسبب شح إمدادات المياه. واعتبرت المفوضية، في بيانها أن "المواجهات بين الرعاة والمزارعين حول الموارد المتضائلة مثال صارخ على الكيفية التي تؤدي بها أزمة المناخ إلى تفاقم الهشاشة في المنطقة".
وقالت حواء كامسلوم (37 عاما)، وهي أم فرت مع أطفالها الستة من الاشتباكات في أواخر العام 2021، "نحن ممتنون للغاية لأشقائنا وأخواتنا التشاديين، هم لديهم أيضا مشكلاتهم الخاصة، والأمر صعب على الجميع، وما نريده هو أن تتاح لنا الفرصة لإعادة حياتنا مرة أخرى هنا، لأني لن أعود إلى الوطن في أي وقت قريب".
تغير المناخ يفاقم الأزمة
وتابعت المفوضية أن "تغير المناخ يؤدى إلى زيادة المنافسة على المياه والموارد الأخرى عبر منطقة الساحل، حيث ترتفع درجات الحرارة بمعدل 1.5 مرة أسرع من المتوسط العالمي، كما انخفضت مستويات المياه في بحيرة تشاد بنسبة تصل إلى 95% في السنوات الستين الماضية، ما أثّر على المجتمعات في تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا، التي تعتمد على البحيرة والأنهار المحيطة بها من أجل بقائها".
للمزيد >>>> إيطاليا: توقف خدمات الوسطاء اللغويين والثقافيين بعد تأجيل تمديد عقودهم
ودعا غراندي الحكومات إلى عدم التغاضي عن المساهمة الحيوية لبلدان مثل تشاد، والتأكد من أن لديها الموارد الكافية لمواصلة توفير السلامة للأشخاص الفارين من ديارهم، في ظل وجود احتمال ضئيل للتوصل إلى حل سريع للتحديات البيئية والأمنية في منطقة الساحل.
واختتم المسؤول الأممي قائلا إنه "يجب أن يواكب المانحون الدوليون والمنظمات الإنمائية سخاء السلطات المحلية والوطنية، وينبغي أن يوفروا الموارد والخبرات اللازمة لخلق الفرص للأشخاص الذين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم بعد، ولا تستطيع تشاد أن تفعل ذلك بمفردها، ولا ينبغي لها أن تفعل ذلك بمفردها، فالبلد بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي".