أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، أن مواطنيه لا يريدون الاختلاط بأعراق أخرى، وأكد أن الهجرة الجماعية غير المنظمة تعد الخطر الأكبر الذي يهدد المجتمع المجري، وأثار هذا التصريح الصادم جدلا في المجر وأوروبا، حيث وجه البعض للسياسي اليميني المتطرف اتهامات بـ "النازية".
قال فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري، إن "المجريين لا يريدون الاختلاط بأعراق أخرى". وتعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها أوربان بشكل علني عن سياسة عنصرية صدمت الجميع، باستثناء الذين يتبعون قيادته، والذين استمعوا إلى خطابه في مسيرة توسفانيوس الصيفية، التي تم تنظيمها في رومانيا من قبل أقلية مجرية تعيش في البلاد.
ونشرت صحيفة نيبسزافا الاشتراكية نص خطابه، حيث تحدث أوربان عن المخاطر التي تهدد المجتمع المجري، وهي الحرب والركود، لكن الخطر الأكبر في رأيه يأتي من الهجرة الجماعية غير المنظمة، التي قد تؤدي إلى "اختلاط الأعراق".
ودعا أوربان، إلى العمل من أجل تغيير فوري للتركيبة السكانية، وإلا سيتم استبدال أوروبا قريبا بالأجانب.
للمزيد >>>> عبر ممر إنساني .. إجلاء 27 مهاجرا من مراكز الاحتجاز الليبية إلى إيطاليا
نظرية "الاستبدال العظيم"
ورأى زعيم حزب فيدس، أن أوروبا مأهولة الآن بشعوب لم تعد تمثل الأمم، بل هي بالأحرى تكتل عرقي من أعراق مختلفة، من أوروبا وخارجها، تختلط معا. وتوقع أنه بحلول عام 2050، لن تكون الدول موجودة في الاتحاد الأوروبي، ولن تكون هناك سوى نتيجة تعداد السكان المختلط.
واستدرك "لكن المجريون، هنا في حوض جبال الكاربات، لا يريدون الاختلاط بأعراق أخرى، وسنقاتل ضد مثل هذا المصير". وأكد أوربان، بشدة أن "هذا هو لب المشكلة مع الاتحاد الأوروبي"، قبل أن يضيف، وهو يهدئ مؤيديه، أن "بروكسل وسوروس، الملياردير الأمريكي من أصول مجرية، يريدان إلزامنا باستضافة مهاجرين، بل لقد أدانا المجر في المحكمة، لكننا لن نذعن لهذه السياسة".
وأردف رئيس الوزراء المجري، أن "العالم مدين لنا، لأننا ندافع عن أوروبا بحاجز حدودي يمنع وصول المهاجرين، وسنجبر العالم على سداد هذا الدين"، وتابع أن "الغرب يتجه نحو التدهور السكاني والروحي والاقتصادي". وقال "إننا نحتفل بالجنازات أكثر من المواليد، وإذا لم يكن هناك تغيير في التركيبة السكانية سيتم استبدال سكاننا قريبا بالأجانب الذين سيحلون مكاننا"، وكرر نظرية "الاستبدال العظيم" المتطرفة.
ووفقا لأوربان، فإن الغرب يتجه نحو الانحدار الخاص به، ودوافعه آخذة في النفاد، وأنه هو وغيره من القادة الشعبويين يمثلون في رأيه "الغرب الحقيقي، وأوروبا المسيحية".
للمزيد >>>> إيطاليا: توقيف 5 أشخاص استغلوا نيجيريات لإجبارهن على العمل في ظروف غير إنسانية
خطاب نازي
ولم يمر هذا الخطاب العنصري، الذي ظهر علانية لأول مرة على لسان أوربان، مرور الكرام في الساحة السياسية، حيث علق المؤرخ كريستيان أونغفاري على تصريح أوربان بقوله إنه "خطاب نازي حقيقي"، بينما سلط البعض الضوء على الخطر الفعلي المتمثل في أن ينتهي المطاف بالمجر خارج الاتحاد الأوروبي إذا استمر أوربان في إتباع هذا النهج تجاه سياسات الهجرة.
وقال فيرنيك جيوركساني زعيم الحزب الديمقراطي، إن "هذا الخطاب النازي يمحو المجر من قائمة الشعوب الشريفة". بينما طلب أندراس هيسلر رئيس الجالية اليهودية المجرية، تفسيرا عاما من رئيس الوزراء حول نظرية "اختلاط الأعراق"، الذي يصعب قبوله بالنسبة لليهود المجريين والناجين من القوانين العنصرية في الثلاثينيات من القرن الماضي. فيما ذكر بيتر أنغار زعيم حزب الخضر، أوربان بأن العلم لا يعترف بوجود أعراق مختلفة، لكن بنوع واحد فقط هو الإنسان العاقل.
في حين رأى خبير الشؤون الدولية الشهير استفان زينت إيفاني، أن "أوربان يريد المجر أن تبقى خارج الحرب في أوكرانيا، وخارج الهجرة، وخارج الحد الأدنى من الضرائب العالمية والركود الاقتصادي، ومع هذه الخطابات العنصرية من المحتمل أن ينتهي به الأمر قريبا خارج الاتحاد الأوروبي".
وأكد الاتحاد الأوروبي، عبر إريك مامير المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، "نحن لا نعلق أبدا على الملاحظات التي يبديها الممثلون السياسيون الأوروبيون، والواضح أن الاتحاد الأوروبي لديه مجموعة من القيم المكتوبة في المعاهدات، ولا ينفذ سوى سياسات تتماشى مع هذه القيم".