وصل أكثر من 1160 مهاجرا إلى جزيرة لامبيدوزا في صقلية الأسبوع الماضي، ما جعل النقطة الساخنة على الجزيرة عرضة الانهيار، لاسيما في ظل استضافتها أكثر من 2000 مهاجر. وأشعل هذا التدفق الكبير بأعداد المهاجرين الجدل السياسي في إيطاليا مرة أخرى، وسط دعوات لتعديل القانون الذي ينظم الهجرة.
يستمر تدفق المهاجرين إلى لامبيدوزا، إذ وصل 23 مهاجرا إلى الجزيرة، يوم السبت الماضي، إضافة إلى 1160 آخرين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتقوم النقطة الساخنة في "كونترادا إمبرياكولا"، بجهد كبير لتتكيف مع استضافة أكثر من 2000 مهاجر، بعد أن بلغت ذروة أعداد المهاجرين فيها 2059 مهاجرا، وهي مخصصة لاستضافة 350 شخصا فقط. وفق مراسل صحيفة لاريبوبليكا فابيو توناتشي (Fabio Tonacci)، الذي نشر صورة معبرة عما يعانيه المهاجرون في المركز.
وعن هؤلاء المهاجرين قال توناتشي "أُجبروا على النوم على الأرض وسط التراب". ووصف ذلك بأنه "عار وطني".
المهاجرون يواصلون الإبحار من تونس وليبيا
ويواصل المهاجرون القادمون من ليبيا وتونس الإبحار على متن السفن نحو صقلية، حيث وصلت 10 قوارب، يقل كل منها ما بين 11 إلى 117 راكبا إلى لامبيدوزا منتصف الليل، قادمة من المهدية وسيدي منصور وجرجيس في تونس، ومن الزوراء والزاوية وصبراته في ليبيا.
وبحسب روايات المهاجرين، فإن الرحلة إلى ساحل صقلية تكلف ما بين 15 إلى 20 ألف دينار ليبي للفرد. ويوم السبت الماضي تم اعتراض 161 مهاجرا آخرين، كانوا على متن 7 قوارب صغيرة، على بعد حوالي ميل إلى ثلاثة أميال بحرية قبالة سواحل لامبيدوزا، بينما قام زورق دورية تابع لوكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) بإيقاف زورق صغير بطول 5 أمتار، وعلى متنه 16 تونسيا.
وأنقذت الشرطة المالية 23 شخصا بالقرب من رأس بونينتي، قادمين من الكاميرون وغينيا وساحل العاج وبوركينا فاسو ومالي بالإضافة إلى 9 تونسيين، في حين تم تسجيل 11 مهاجرا إضافيا، ليصل الإجمالي إلى 306 أشخاص في فترة ما بعد الظهر.
وخلال يوم الأحد الماضي، وصلت ثلاث موجات جديدة من المهاجرين، من بينهم 121 مهاجرا كانوا على متن سفينتين من سفن خفر السواحل في وقت مبكر من الصباح. كما تم في مساء اليوم نفسه إنقاذ 53 مهاجرا كانوا على متن زورقين صغيرين على بعد حوالي 9 أو 10 أميال من الجزيرة، و56 مهاجرا كانوا مستقلين زورقين صغيرين، ما يعني وصول 6 قوارب خلال هذا اليوم.
تأجج الجدل السياسي حول موضوع الهجرة
وأدى ذلك إلى تأجج الجدل السياسي حول موضوع الهجرة من قبل ماتيو سالفيني، الذي يقود حزب الرابطة، والذي صرح بأن "هذه الأرقام قياسية مقارنة بالسنوات السابقة"، متهما وزيرة الداخلية الحالية بالعجز تماما وقال "إليكم نتائج وزير عاجز تماماً"، وحدد أنه "في شهر تموز/ يوليو من هذا العام، جاوز عدد الوافدين خلال كل عام 2019، فهل تدركون"؟
وأضاف وزير الداخلية الأسبق "نحن بحاجة إلى وزير مستعد للدفاع عن الحدود، نحن ملزمون بذلك، احتراما للإيطاليين الذين يواجهون صعوبات".
في حين قالت زعيمة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، ديبورا سيراكياني، إن "قانون بوسي - فيني، الذي ينظم الهجرة في إيطاليا، بحاجة إلى تعديل كبير، وإلا فإننا سنستمر في أن نكون وجهة الهجرة غير الشرعية".
نقطة لامبيدوزا الساخنة تتعرض لخطر الانهيار
وتستضيف النقطة الساخنة الآن أكثر من 2000 مهاجر في وقت واحد، بينما تم تصميمها في الأصل لاستضافة 350 فقط، ما يعقد عمل منشأة كونترادا إمبرياكولا ويضعها في مأزق، على الرغم من نقل 351 شخصا الليلة الماضية على متن سفينة خفر السواحل "ديكيوتي"، التي توجهت إلى ميناء إمبيدوكلي وهي مدينة أخرى في صقلية.
وأمر مكتب المدعي العام في أغريجنتو، بالاتفاق مع وزارة الداخلية، بنقل 350 شخصا آخرين إلى متن العبارة "بيترو نوفيلي"، التي ستتوجه نحو مازارا ديل فالو في صقلية أيضا.
>>>> للمزيد: بعد احتجاج على الأوضاع.. بدء إخلاء مخيم لاجئين في لامبيدوزا
وصول 438 مهاجرا على متن سفينة إنقاذ
ووصلت السفينة غير الحكومية "سي ووتش 3" صباح السبت الماضي إلى ميناء تارانتو في منطقة بوليا، وعلى متنها 438 مهاجرا، من بينهم أكثر من 116 قاصرا غير مصحوبين بذويهم، و35 امرأة من بينهن 4 حوامل، وذلك بعد أن تم إنقاذهم في عمليات مختلفة قبالة سواحل ليبيا.
وجاء أغلب هؤلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء الأفريقية، وقليل منهم من بنغلادش، وتم تنسيق عمليات الإنقاذ والترحيب، والتي شملت الإسعافات الأولية والمساعدة الطبية والنقل إلى نقطة ساخنة أثناء انتظار وجهة أخرى، من قبل مكتب المحافظة بدعم من الصليب الأحمر، وهيئة الطوارئ الوطني الإيطالي لسيارات الإسعاف ذات الهاتف رقم 118، والبلدية ووحدة الحماية المدنية.
وكان آخر وصول قد تم في 13 تموز/ يوليو الماضي، عندما جرى إنقاذ 314 مهاجرا في البحر المتوسط ;بواسطة السفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود".