مهاجرون ينتظرون على متن "جيو بارنتس" بعد إنقاذهم في 28 تموز/يوليو. الصورة: منظمة |أطباء بلا حدود"
مهاجرون ينتظرون على متن "جيو بارنتس" بعد إنقاذهم في 28 تموز/يوليو. الصورة: منظمة |أطباء بلا حدود"

بعد حوالي تسعة أيام على إنقاذهم، سمحت أخيرا السلطات الإيطالية لسفينة "جيو بارنتس" بإنزال 659 مهاجرا في ميناء تارانتو، جنوب شرق البلاد. منظمة "أطباء بلا حدود" المشغّلة للسفينة رحبت بالقرار الإيطالي، لكنها نددت بسياسة إجبار سفن الإنقاذ على الانتظار لفترات طويلة قبل أن يسمح لها بإنزال المهاجرين قائلة "يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى".

بعد أن أرسلت 13 طلبا للسلطات الأوروبية بالدخول إلى أحد الموانئ القريبة، ستتمكن سفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" أخيرا من إنزال 659 مهاجرا أنقذتهم من الغرق خلال الأيام القليلة الماضية.

وأعلنت المنظمة غير الحكومية اليوم الخميس عن موافقة السلطات الإيطالية بدخول السفينة إلى ميناء تارانتو وإنزال الناجين به. لكنها ورغم ارتياحها لهذا القرار، ذكّرت بأنها بقيت عالقة لحوالي تسعة أيام قبالة السواحل الأوروبية قبل أن تحصل على الضوء الأخضر من إيطاليا. وقالت في تغريدة "هذه الفترة الطويلة من الحجب في البحر هي واحدة من أطول الفترات على الإطلاق التي مرت على فريقنا. يجب ألا يحدث هذا مرة أخرى".


ومن بين الناجين الذين أنقذتهم السفينة يوجد أكثر من 150 قاصرا بينهم أطفال ورضّع، إضافة إلى نساء حوامل.

للمزيد>>> أكثر من 650 مهاجرا على متن "جيو بارنتس" ينتظرون تحديد ميناء آمن لإنزالهم منذ أسبوع

وكانت بدأت السفينة أولى مهمات الإنقاذ في 28 تموز/يوليو الماضي، واستمرت برصد وإنقاذ القوارب المحملة بالمهاجرين على مدى الأيام التالية. فيما نفذت سفن أخرى، لا سيما "سي ووتش" و"أوشن فايكنغ"، عمليات إنقاذ أخرى وسط المتوسط مع استمرار فرار المهاجرين على متن قوارب متهالكة انطلاقا من سواحل ليبيا.

وتستنكر هذه المنظمات الواقع المأساوي في البحر المتوسط، معتبرة أن "إنقاذ القوارب التي تتعرض للخطر هو التزام قانوني. وبدون عمل المجتمع المدني يُترك الأشخاص للغرق"، حسب تعبير "أطباء بلا حدود".

تشدد المنظمات غير الحكومية على أن تلك الفترات الطويلة والتأخيرات في تخصيص مكان آمن لإنزال الناجين "يمنع أيضا سفن المنظمات غير الحكومية المدنية من الاستجابة لنداءات الاستغاثة المحتملة الأخرى، مما يترك الناس يواجهون مصيرهم في أكثر طرق الهجرة البحرية فتكا بالعالم منذ عام 2014".

وحسب المنظمة الدولية للهجرة، تم تسجيل غرق أو فقدان أكثر من ألف شخص في المتوسط منذ مطلع العام الجاري.


يود طاقم التحرير في مهاجر نيوز أن يشير إلى أن السفن الإنسانية تغطي جزءا محدودا جدا من البحر الأبيض المتوسط. إن وجود هذه المنظمات غير الحكومية بعيد كل البعد عن أن يكون ضمانا لإغاثة المهاجرين الذين يحاولون العبور من الساحل الأفريقي. تمر العديد من القوارب دون أن يلاحظها أحد في عرض البحر، كما تغرق العديد من القوارب دون أن يتم اكتشافها. لا يزال البحر الأبيض المتوسط اليوم أكثر الطرق البحرية خطورة في العالم.

 

للمزيد