لف الغموض مصير القارب الذي انطلق من السواحل اللبنانية محملا بالعشرات من المهاجرين، والذي واجه صعوبات ملاحية قبالة مالطا، حين انقطع التواصل مع المهاجرين على متنه. لكن بصيص أمل لاح في الأفق مع إعلان خفر السواحل اليوناني تواصله مع سفينة تجارية لإنقاذهم، وإجلائه طفلة ووالدتها إلى إحدى مستشفيات الجزر القريبة منهم، حيث تم الإعلان عن وفاة الطفلة. في المقابل أعلنت وزارة النقل المصرية أنها أوعزت لسفينة تجارية تابعة لها بإنقاذ المهاجرين، حيث توجهت بهم لاحقا إلى مالطا.
في متابعة لقضية القارب العالق قبالة المياه الإقليمية المالطية، والذي انطلق من السواحل اللبنانية قبل أكثر من 10 أيام وعلى متنه العشرات من المهاجرين، أعلن مركز تنسيق البحث والإنقاذ الموحد اليوناني ظهر أمس الثلاثاء السادس من أيلول/سبتمبر، أن سفينة تجارية تحمل علم أنتيغوا باربودا أنقذت 63 شخصا على متن قارب خارج عن السيطرة في المياه المالطية.
الجهاز اليوناني أورد أن ربان السفينة التجارية طلب إنزال شخص فاقد الوعي ليحصل على الرعاية الطبية، ليتبين لاحقا أن المعني فتاة في الرابعة من عمرها تم إجلاؤها مع والدتها بواسطة طائرة مروحية إلى مستشفى على جزيرة بالقرب من كريت. كما طلب من الربان تحويل مسار سفينته باتجاه المياه اليونانية.
خفر السواحل قال في بيانه أنه بعد وصول الطفلة للمستشفى، لم يتمكن الأطباء من إنعاشها، وتم الإعلان عن وفاتها. كما لم يتم ذكر شيء عن هويتها.
تم إنقاذهم من قبل سفينة مصرية
حتى هذه اللحظة لم يتم ذكر أي تفصيل حيال مصير المهاجرين الباقين على متن السفينة التجارية. لكن في بيان صادر عنها، قالت وزارة النقل المصرية مساء أمس الثلاثاء، أن سفينة تبحر تحت اسم "وادي الكرنك"، مملوكة لشركة الملاحة الوطنية، ساهمت بعملية إنقاذ 60 فرداً محاصرين على متن قارب المتوسط، كان قد غادر لبنان.
للمزيد>>> عشرات المهاجرين انطلقوا من لبنان عالقين في مياه مالطا وسط ظروف مأساوية
وذكر البيان أن السفينة كانت متجهة من ميناء سفاجا إلى ميناء دونكيرك في فرنسا لنقل شحنة قمح إلى مصر، عندما تلقت تنبيها من بشأن نداءات استغاثة من قارب في منطقة إبحارها.
وذكرت الوزارة في بيانها، الذي نشر على صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك، أنه "تم تغيير وجهة السفينة بمقدار 40 ميلا بحريا والإبحار لمدة خمس ساعات في اتجاه منطقة القارب المشار إليه، وقامت السفينة بالتواصل مع القارب والاقتراب منه وربطه بجسم السفينة وإمداد ركابه بكافة احتياجاتهم من طعام ومياه وأدوية".
وأشار البيان إلى بالتنسيق مع السلطات المختصة بمالطا، تم الاتفاق على الإبقاء "على القارب مربوطاً بالسفينة، ولكن مع اشتداد الأمواج ودخول المياه إلى القارب، تم التوجيه بصعود الركاب إلى سطح السفينة بعد التنسيق مع مركز البحث والإنقاذ بمالطا حفاظا على أرواحهم".
يبرز البيان لاحقا أن جنسيات المهاجرين توزعت بين لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، جميعهم غادروا من السواحل اللبنانية. وأوضح أن أعدادهم 60 شخصا توزعوا على 24 رجلا و12 امرأة و20 طفلا و4 رضّع، وأن بعضهم كان في حالة إعياء شديد نظرا للفترة الزمنية التي قضوها في البحر.
لا خسائر في الأرواح والمهاجرين في مالطا
لم يأت البيان على ذكر الفتاة التي تم إجلاؤها عن السفينة مع والدتها إلى اليونان، حيث تم الإعلان عن وفاتها، كما لم يتحدث عن تنسيق مع السلطات اليونانية. علما أنه بالمقارنة بين اسمي السفينتين الواردين في بيان حفر السواحل اليونان ووزارة النقل المصرية، يظهر أنهما لسفينة واحدة.
بيان للشركة القابضة للنقل البحري والبري التابعة لوزارة النقل المصرية، المالكة للسفينة، أكد أنه "لم تحدث أي خسائر في الأرواح وحالتهم جميعاً مستقرة. كما تم التنسيق والمتابعة مع كافة الجهات المعنية من خلال غرفة عمليات الطوارئ بالشركة ووزارة الخارجية المصرية والهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري، إضافة إلى مركز البحث والإنقاذ بمالطا، حتى وصول السفينة إلى مالطا وعلى متنها المهاجرين المشار إليهم" يوم الإثنين الخامس من أيلول/سبتمبر الجاري.
بهذا، يبقى مصير المهاجرين غير واضح، إذ وفقا للسلطات المصرية هم الآن في مالطا، في حين لم يرد أي إضافة من خفر السواحل اليوناني أو السلطات المالطية بشأنهم. أما بالنسبة لذويهم، فيبقى الحال على ما هو عليه لناحية انقطاع التواصل وعدم تمكنهم من التأكد من موقعهم الحالي.