بعد أن اشتدت الأحوال الجوية سوءا، أنقذت ناقلة نفط عابرة 56 مهاجرا كانوا على متن قارب يواجه صعوبات قبالة جزيرة يونانية في البحر الأيوني. وفقا للرواية الرسمية، رفض المهاجرون أن تتكفل بهم السلطات اليونانية،لا سيما مع استمرار انتشار التقارير التي تتحدث عن عمليات صد قسرية باتجاه تركيا، كما أن أعداد متزايدة من المهاجرين باتت تعبر آلاف الكيلومترات لتجنب اليونان وبلوغ سواحل جنوب إيطاليا.
واجه أول أمس السبت 56 مهاجرا صعوبات في الإبحار قبالة السواحل اليونانية مع تردي الأحوال الجوية، وقالت السلطات إن المهاجرين رفضوا أن يتم إنقاذهم من قبل خفر السواحل اليوناني.
وأوضح خفر السواحل أن القارب واجه مشاكل السبت 1 تشرين الأول/أكتوبر مع هبوب رياح قوية قرب جزيرة كيفالونيا في البحر الأيوني، "طوال اليوم، أكد المهاجرون عبر اللاسلكي أنهم لن يقبلوا أي مساعدة من قوارب قريبة أو من السلطات اليونانية".
لكن بعد حلول الظلام، ومع ازدياد الأحوال الجوية سوءا، وافق المهاجرون على إنقاذهم بواسطة ناقلة نفط ترفع علم سنغافورة كانت تعبر المنطقة، وفق المصدر نفسه. ونزل المهاجرون أخيرا في ميناء إيغومنيتسا شمال غرب اليونان.
خفر السواحل اليوناني اعتبر أن المهاجرين رفضوا إنقاذهم خوفا من ترحيلهم قبل التقدم بطلبات لجوء. ولم يكشف عن جنسياتهم.
ويقول خفر السواحل اليوناني إنه أنقذ حوالي 1500 شخص منذ بداية العام في المياه اليونانية. إلا أن منظمات حقوقية تؤكد أن مئات آخرين جرى صدهم وإرجاعهم إلى المياه التركية بشكل غير قانوني دون السماح لهم بتقديم طلبات لجوء، الأمر الذي تنفيه أثينا.
للمزيد>>> فيديو: ملثمون يعترضون مهاجرين وسط البحر ومنظمة حقوقية تتهم السلطات اليونانية بصد القارب
لكن اعتراض المهاجرين في هذه المنطقة من البحر الأيوني، يشير إلى أن اليونان لم تكن فعلا الوجهة الأساسية للمهاجرين. ويبدو أن القارب كان متجها إلى منطقة كالابريا أقصى جنوب إيطاليا.
وباتت أعداد متزايدة من المهاجرين تبحر من تركيا إلى إيطاليا، رغم المسافة البعيدة، وذلك لتجنب الرقابة المتزايدة من قبل خفر السواحل اليوناني في بحر إيجه، إضافة إلى انتشار العديد من التقارير التي تتناول وضع طالبي اللجوء المتردي في اليونان وفترات الانتظار الطويلة قبل الحصول على أوراق.
كما تشهد سواحل شمال لبنان مغادرة أعداد متزايدة من القوارب باتجاه سواحل جنوب إيطاليا، لتجنب الذهاب إلى جزيرة قبرص اليونانية.
للمزيد>>> قوارب مهاجرين عبرت المتوسط من لبنان إلى إيطاليا.. طريق جديد؟
منصة "هاتف الإنذار" التي تتلقى نداءات استغاثة من المهاجرين على طريق الهجرة، قالت إنها كانت على تواصل مباشر مع المهاجرين الذين أكدوا أنهم جميعا بسلامة، وأضافت في تغريدة "نأمل أن يتم معاملتهم باحترام وأن السلطات اليونانية لن تحرمهم من الوصول إلى إجراءات اللجوء".