وصل 152 لاجئا أفغانيا إلى إيطاليا، قادمين من باكستان عبر ممرات إنسانية، بموجب اتفاق مع الحكومة الإيطالية. كما وصل 26 أفغانيا آخرين إلى روما من طهران، بفضل ممر إنساني نظمه اتحاد الكنائس الإنجيلية الإيطالية.
استقبلت إيطاليا 152 لاجئا أفغانيا، قدموا من باكستان عبر الممرات الإنسانية بموجب اتفاق مع الدولة الإيطالية، وبالتعاون مع السفارة الإيطالية في إسلام أباد. ومن بين الذين رحبوا بهؤلاء اللاجئين رئيس الأساقفة جوزيبي باتوري الأمين العام للمؤتمر الأسقفي الإيطالي، وليبيرو سيوفريدا عضو اتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وفيليبو ميراجليا المسؤول عن الهجرة على المستوى الوطني، وماركو إمبالياتزو رئيس جميعة سانت إيجيديو.
سانت إيجيديو: يجب على إيطاليا أن تقود الطريق في أوروبا للممرات الإنسانية
وقال ماركو إمبالياتزو إن "إيطاليا يجب أن تقود الطريق في أوروبا للممرات الإنسانية، وهو مشروع لم يعد تجربة، فقد أصبح ممارسة راسخة، ويجب اقتراحها على الاتحاد الأوروبي بأكمله كنموذج للضيافة والتكامل لمن هم بحاجة إلى الحماية الإنسانية".
وأضاف "تحتفل كل إيطاليا بوصولكم، وترحب بكم، وتتمنى أن تعطي مستقبلا من خلال التعليم والعمل للأسر التي يبدو أنها فقدت هذه الفرصة بسبب الحرب".
وأردف رئيس سانت إيجيديو أنه "في آب/ أغسطس 2021 عندما أغلقت الحدود الأفغانية، وعدنا ألا ننساكم، وأعددنا لكم منازلا، واليوم يسعدنا أن نرحب بكم، فساعدونا في بناء مستقبل مشترك هنا في إيطاليا".
وسيتم الترحيب بالمواطنين الأفغان، الذين كان بعضهم لاجئين في باكستان لأكثر من عام، وسيجري استقبالهم من قبل الجمعيات الدينية والمجتمعات والمواطنين الإيطاليين في مختلف المناطق في إيطاليا.
وصول 26 لاجئا أفغانيا من إيران
وسوف يوضع هؤلاء اللاجئون على طريق الاندماج بدءا من تعلم اللغة والانخراط في سوق العمل. ويتم تمويل المشروع بالكامل من قبل المنظمات التي أطلقت المبادرة، وبدعم من تبرعات والتزام العديد من الإيطاليين الذين قدموا منازلهم، والمجتمعات الدينية والمنظمات غير الحكومية المختلفة، وفقا لبيان أصدرته جمعية سانت إيجيديو.
وأضاف البيان أنه "بشكل عام مع هذا النظام، وبفضل شبكة قوية، وصل أكثر من 5300 لاجئ إلى أوروبا، بالإضافة إلى 1800 أوكراني تم الترحيب بهم من قبل جمعية سانت إيجيديو في بلدان مختلفة في أوروبا".
كما يجب إضافة 26 لاجئا أفغانيا إلى هؤلاء الوافدين، كانوا قد هبطوا في روما في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قادمين من طهران، بفضل ممر إنساني نظمه اتحاد الكنائس الإنجيلية الإيطالية.
ومن بين العائلات التي وصلت، تم جمع شمل الأسر مع أفرادها الذين سبق أن وصلوا في تموز/ يوليو الماضي، ومن بين هؤلاء الوافدين أخيرا امرأة شابة كانت تعمل في منظمة غير حكومية أمريكية، وهي في خطر بسبب ذلك، وانتهى بها الأمر بالعيش في شوارع طهران بعد عودة حركة طالبان للحكم، بحسب مذكرة لاتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا.
>>>> للمزيد: وزير الداخلية الإيطالي يرحب بزيادة الممرات الإنسانية للمهاجرين وينتقد سفن الإنقاذ
مجموعة أخرى من 114 مهاجرا وصلت من ليبيا
ولم يقتصر نشاط الممرات الإنسانية على وصول اللاجئين من باكستان وإيران، بل شمل عمل هذه الممرات وصول 114 مهاجرا من ليبيا يوم الأربعاء في 30 تشرين الثاني / نوفمبر 2022.
ورحب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، بالاشتراك مع وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، بالمجموعة الجديدة من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى مطار روما فيوميتشينو.
ولفت وزير الخارجية إلى أن ذلك تم بفضل البروتوكول الذي شمل وزارتي الخارجية والداخلية، وجمعية سانت إيجيديو (Sant'Egidio)، وجمعيات إيطالية إنسانية أخرى، وكذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال تاجاني إن "إيطاليا لديها تقاليد عريقة في الضيافة. إنها الدولة الأولى التي قامت بتفعيل الممرات الإنسانية". وأضاف "إن وصول 114 مهاجرا من ليبيا اليوم هو أفضل رد على المتاجرين بالبشر والهجرة غير الشرعية ".
بينما أعرب وزير الداخلية عن اعتزازه بالحدث وقال "نحن فخورون بالممرات الإنسانية"، وأكد إنه "لهذا السبب تؤكد الحكومة هذه التجربة وتجددها وتعيد إطلاقها".
كنت خائفًا على نفسي وعلى زوجتي وأولادي
عبد الكريم هو أحد الأشخاص الذين هبطوا بمطار فيوميتشينو من بين 114 لاجئاً، وهو مواطن سوري عمره 34 عاماً وأب لأربعة أطفال، فر من سوريا عام 2012 مع جميع أفراد عائلته، ليهبطوا في جحيم السجون الليبية. وبين لحظة النزوح ووساعة الوصول، مرت العائلة برحلة يائسة عبرت خلالها حدود الأردن ومصر.
وقال عبد الكريم "في ليبيا كانت هناك حرب، كنت خائفًا على نفسي وعلى زوجتي وأولادي الأربعة. كان الأمر فظيعاً، لقد أساؤوا إلينا، وعاملونا معاملة سيئة. في ليبيا هم عنصريون ضدنا".
وأضاف "أردت أن أضمن مستقبلًا للجميع. اتصلت بنا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجعلونا نتصل بجمعية سانت إيجيديو Sant'Egidio. وها نحن الآن هنا وهو يوم جيد بالنسبة لنا".