لقطات مأخوذة من الفيديو الذي نشرته "لايت هاوس ريبورتس" حول عملية إطلاق النار على عبد الله الرستم عند الحدود التركية البلغارية
لقطات مأخوذة من الفيديو الذي نشرته "لايت هاوس ريبورتس" حول عملية إطلاق النار على عبد الله الرستم عند الحدود التركية البلغارية

نشرت منظمة غير حكومية معنية برصد ومراقبة الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون على حدود الدول، مقطع فيديو قالت إنه يعود لمطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يوثق إصابة مهاجر سوري الجنسية بطلق ناري على الحدود بين تركيا وبلغاريا. المنظمة قالت إن حرس الحدود البلغاري أطلقوا النار باتجاه المهاجر، في وقت نفت فيه الداخلية البلغارية تلك الاتهامات، معتبرة أن ذلك الحادث لم يقع.

في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حاولت مجموعة من المهاجرين عبور الحدود من تركيا باتجاه بلغاريا، أملا بإكمال طريقها باتجاه دول أوروبا الغربية.

شرطة الحدود البلغارية كانت متواجدة عند تلك النقطة، ومنعت المجموعة من عبور الحدود. تطور الموضوع تدريجيا ليتحول إلى مناوشات بين المهاجرين ورجال الشرطة، انتهت بسماع صوت طلق ناري وسقوط جريح من بين المهاجرين أرضا.

منظمة "لايت هاوس ريبورت" تابعت الموضوع بشكل مكثف، ونشرت يوم أمس في الخامس من كانون الأول/ديسمبر فيديو على حسابها على تويتر لتلك الحادثة بالتحديد تحت عنوان "مشاهد توثق للمرة الأولى تعرض لاجئ لإطلاق النار على حدود الاتحاد الأوروبي".

ويسمع في الفيديو صوت إطلاق نار، ليصرخ المصور "أصيب أصيب" وهو يوجه الكاميرا ناحية شاب يسقط أرضا. ويبدو أن الشاب أصيب في الجزء الأيسر جسده، بينما يتراكض المهاجرون الآخرون حوله لإنقاذه ونقله إلى جهة غير محددة في الفيديو.


وفقا للمنظمة غير الحكومية، المصاب يدعى عبد الله محمد الرستم، وهو سوري الجنسية ويبلغ من العمر 19 عاما.

وفي مقابلة مصورة معه منشورة على نفس الحساب على تويتر، قال عبد الله إن تقرير الطبيب الذي عالجه من الإصابة قال إن الرصاصة اخترقت ذراعه واستقرت في صدره، على بعد سنتمتر واحد من قلبه.

الشاب اعتبر أن القوات البلغارية أطلقت النار عليه بدافع القتل.

وحسب تقرير المنظمة، أفاد عدد من المهاجرين ممن حاولوا عبور تلك الطريق في أوقات مختلفة، أن تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها، وأنه تم إطلاق النار على مهاجرين وطالبي لجوء في أوقات سابقة.

بالنسبة للشاب، المقيم حاليا في إسطنبول، تمكن هو ومهاجرين آخرين من عبور الحدود بالفعل، لكن تم إبعادهم من جديد من قبل قوات الأمن البلغارية، وذلك قبل تعرضه لإطلاق النار والإصابة التي يبدو أنها غيرت حياته تماما وحكمت عليه بالتعايش مع جرح لن يسمح له باستئناف نشاطه كالسابق، "ذراعي اليسرى نصف مشلولة ولدي كسرين في القفص الصدري".

نفي بلغاري

من جهتها، رفضت بلغاريا الاتهامات الموجهة لحرس الحدود بشأن حادثة إطلاق النار سابقة الذكر على حدودها مع تركيا.

وزير الداخلية البلغاري إيفان ديميردزييف، وفي معرض تعليقه على الاتهامات، اعتبر أن العسكريين الذين يحرسون الحدود يتبعون بدقة القوانين الدولية والمحلية.

للمزيد>>> عنف مفرط وكلاب بوليسية على الحدود البلغارية لمنع المهاجرين من العبور

وفي تصريح لوسائل إعلام محلية ودولية مساء الإثنين الخامس من كانون الأول/ديسمبر، قال وزير الداخلية "لا توجد حالات عنف ضد المهاجرين". وأكد أنه فيما يتعلق بهذا الحادث (الثالث من تشرين الأول/أكتوبر)، "نحقق فيه منذ فترة طويلة مع زملائنا الأتراك...".

وأضاف "هناك استنتاجات واضحة من كلا الجانبين بأنه لا يوجد دليل على إطلاق النار من قبل شرطة الحدودي البلغارية، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية لانتهاك حقوق أي شخص".

فضلا عن ذلك، تحدث ديميردزييف عن تعرض دوريات شرطة الحدود لاعتداءات متزايدة "من قبل الأشخاص الذين يحاولون دخول بلغاريا من دون إذن، بعضهم استخدم الحجارة والسكاكين". واعتبر أنه من الطبيعي أن يرد رجال الأمن البلغاري على تلك الاعتداءات، "مخطئ من يظن أن الشرطة البلغارية لن ترد على مثل هذه الأعمال".

150 ألف محاولة عبور خلال 2022

ويأتي نشر مقطع الفيديو حول تلك الحادثة قبل أيام من اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي للتصويت على انضمام بلغاريا لمنطقة شنغن في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري.


وكان المجلس قد أبدى رأيا إيجابيا حول طريقة إدارة بلغاريا لحدودها مؤخرا، معتبرا أنها لديها "الهياكل اللازمة لضمان احترام الحقوق الأساسية من خلال توفير الوصول إلى الحماية الدولية واحترام الحظر المفروض على إبعاد المهاجرين".

لكن بالنسبة للمنظمات الحقوقية المعنية بمراقبة الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون، مثل "هيومن رايتس ووتش"، غالبا ما يتعرض المهاجرون وطالبو اللجوء للصد بشكل غير قانوني والإعادة عبر الحدود، ويتعرضون للعنف.

وفقا لإحصاءات السلطات البلغارية، تم تسجيل أكثر من 150 ألف محاولة عبور للحدود خلال 2022، ما يمثل أربعة أضعاف الرقم الذي تم تسجيله العام الماضي (36 ألفا).

 

للمزيد