تميزت 2022 بعدد من الأحداث المرتبطة بالهجرة، أثرت على مجريات العديد من الأمور المتعلقة بهذا الملف. فيما يلي نبذة عن أبرز تلك الأحداث، وتغطية مهاجر نيوز لها.
أوكرانيا
الحدث الأبرز خلال 2022 كان اندلاع الحرب في أوكرانيا وما تبعه من آثار انعكست على قطاعات الطاقة والاقتصاد والزراعة وغيرها في أوروبا والعالم، والأهم أزمة اللاجئين التي نشبت نتيجة الحرب.
في الـ24 من شباط/فبراير، بدأ القصف الروسي على مواقع مختلفة في أوكرانيا، ومعه بدأت جموع اللاجئين بالتحرك هربا من القذائف وبحثا عن الأمان. ومع سقوط القذيفة الأولى، استنفرت الدول الأوروبية المحيطة بأوكرانيا. بولندا، رومانيا، سلوفاكيا، المجر، رومانيا... جميعها أبدت استعدادها من اللحظة الأولى لاستقبال اللاجئين والهاربين من آتون الحرب.
للمزيد>>> نازحو أوكرانيا في رومانيا.. حقائب سفر ومخاوف وآمال معلقة
مهاجر نيوز استجاب منذ اللحظات الأولى، حيث توجه إلى المناطق الحدودية في كل من المجر ورومانيا لتغطية تبعات الحرب على اللاجئين والمجتمعات المضيفة على السواء.

ومن تبعات الحرب، برز موضوع الأجانب الذين كانوا مقيمين في أوكرانيا، منهم من كان يعمل ومنهم الطلاب، وكان هناك مهاجرون وطالبو لجوء أيضا. هؤلاء تعرضوا للكثير من التمييز، سواء أثناء محاولتهم الهروب من الحرب أم بعد وصولهم إلى الدول التي كانت تستقبل اللاجئين من أوكرانيا.
للمزيد>>> بودابست: عائلات تفتح أبوابها أمام الفارين من الحرب في أوكرانيا (3/3)
بعد مضي فترة بسيطة، بدأت الإجراءات الإدارية بالاستتباب في الدول المضيفة، حيث تم الإعلان عن حزمة واسعة من المساعدات والتسهيلات الإدارية للاجئين الأوكرانيين، لكن للأسف لم يكن الوضع نفسه لغير الأوكرانيين، الذين واجهوا صعوبات جمة لإعادة استئناف حياتهم.
طريق جديد من شرق المتوسط
ملف آخر برز خلال 2022 مرتبط بطرق الهجرة. قوارب تنطلق من الشواطئ الشرقية للمتوسط، تعبر المسافة كاملة وصولا إلى إيطاليا. وكانت السواحل اللبنانية على رأس قائمة نقاط الانطلاق، ما أدى بالكثير من المتابعين للتحذير من خطورة الموضوع، كون الطريق بعيدة جدا والقوارب المعنية ليست معدة لهذا النوع من الرحلات.
للمزيد>>> قوارب مهاجرين عبرت المتوسط من لبنان إلى إيطاليا.. طريق جديد؟
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة، صنفها البنك الدولي على أنها الأسوأ عالميا منذ أواسط القرن 19، أدت إلى انهيار سعر صرف العملة المحلية وتدهور قيمتها الشرائية، وارتفاع حاد بأعداد العاطلين عن العمل ونسب الفقر. وكان اللاجئون من أكثر الفئات تضررا بتلك الأوضاع.

في الغالب كانت قوارب المهاجرين تبحر باتجاه قبرص، الجزيرة الأوروبية القريبة من لبنان، وحدود الاتحاد الأوروبي مع الشرق الأوسط. لكن بعد الاتفاق بين سلطات الجزيرة والجمهورية اللبنانية على إعادة المهاجرين الواصلين إلى سواحلها، بدأ المهاجرون بالبحث عن وجهات بديلة، فكانت إيطاليا، وتحديدا كالابريا.
للمزيد>>> عشرات الغرقى والمفقودين حصيلة غرق قارب هجرة قبالة السواحل السورية انطلق من لبنان
أولئك الذين يصلون بأمان يتم الترحيب بهم بكرامة في هذه المنطقة الفقيرة ذات الفرص الاقتصادية المحدودة. هذا هو أحد أسباب مغادرة الكثيرين بسرعة. لكن بعض المهاجرين قبلوا المساعدة هناك، وبقوا للمساهمة في تنشيط اقتصاد المنطقة.
للمزيد>>> مقاطعة كالابريا الإيطالية.. توافد مستمر للمهاجرين وآليات استقبال "ملائمة"
عودة النشاط على طريق البلقان
صيف 2022 شهد عودة لاستخدام المهاجرين لطريق البلقان. في آب\أغسطس، أفادت "فرونتكس" بأن أكثر من 70 ألفا استخدموا تلك الطريق منذ مطلع العام، وتلك زيادة قدرها 205% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

للمزيد>>> عبور صربيا.. "كلما ازداد الطريق صعوبة ازدهر عمل تجار البشر" (3/3)
وفقا للعديد من التحليلات، فإن أحد أسباب تلك الانتعاشة على ذلك الطريق كان إعفاء بعض دول المنطقة مواطني دول ثالثة من التأشيرات. ذلك كان حال صربيا، التي كانت تعتمد تلك الآلية مع مواطني تونس على سبيل المثال. لكن بعد ارتفاع أعداد المهاجرين القادمين عبرها، استجابت صربيا لضغوطات بروكسل، وأوقفت العمل بذلك النظام.
عشرات القتلى في مليلية
في 24 حزيران\يونيو، حاول نحو ألفي مهاجر، جزء كبير منهم من السودان، دخول جيب مليلية الإسباني من المغرب.
لكن ما لبثت أن انقلبت الأمور في تلك المنطقة، مع استخدام الشرطة المغربية والإسبانية لقنابل الغاز والهراوات لتفريق المهاجرين. حالة من الهرج والمرج سادت المنطقة، تدافع كبير في صفوف المهاجرين وحالات اختناق. مقاطع فيديو أظهرت استخدام الشرطة المغربية للعنف المفرط بحق المهاجرين.
للمزيد>>> أحداث سياج مليلية الدموية.. تقرير حقوقي يتحدث عما حدث قبلها وبعدها
النتيجة كانت سقوط عشرات القتلى بين المهاجرين، وتضارب بالأرقام بين السلطات والمنظمات غير الحكومية التي شجبت تلك الأحداث.

وعقب تلك الأحداث المأساوية، أخضعت السلطات المغربية نحو 30 مهاجرا، ممن تم توقيفهم خلالها، للمحاكمة بتهم "الدخول إلى الأراضي المغربية بشكل غير قانوني" و"العنف ضد الشرطة". وصدرت أحكام بحق بعض هؤلاء، وصفتها منظمات غير حكومية مغربية بالقاسية، متعهدة باستئنافها أمام القضاء.
بريطانيا وفرنسا والمانش ورواندا
رقم قياسي سجلته بريطانيا لأعداد الوافدين على سواحلها خلال 2022، تخطى الـ45 ألفا.
بالنسبة إلى المهاجرين، الوصول إلى بريطانيا حلم، ولكل أسبابه، لكنهم لحظة وصولهم يصطدمون بنظام استقبال مكتظ ومعاد ومعقد. هذا ما حصل مع مع الذين كانوا في مركز نابير على سبيل المثال. كما الأمر نفسه حصل في مركز مانستون، الذي فضلا عن الاكتظاظ، تفشت فيه الأمراض.

فضلا عن ذلك، تعتزم الحكومة البريطانية إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والانتقادات. لكن وعلى الرغم من ذلك، يستمر المهاجرون بالتوافد من شمال فرنسا، حيث الظروف المعيشية صعبة للغاية.
للمزيد>>> رغم قرار المحكمة العليا.. هل تنجح بريطانيا بتنفيذ خطتها بإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا؟
وكان مهاجر نيوز قد أجرى عدة مقابلات مع مهاجرين في كاليه ولون بلاج، أكدوا خلالها نيتهم عبور القناة المائية الأخطر في العالم، والمخاطرة، على البقاء في فرنسا.

أزمة "أوشن فايكنغ"
يذكر أن 2022 تميزت أيضا بحدث فريد من نوعه، وهو استقبال فرنسا لسفينة إنسانية تحمل أكثر من 200 مهاجر، أنقذتهم خلال عدة عمليات في المتوسط.
في 11 تشرين الثاني\نوفمبر، رست أوشن فايكنغ في ميناء تولون الفرنسي، بعد ثلاثة أسابيع بقيت خلالها عالقة قبالة السواحل الإيطالية، حيث رفضت روما السماح لها بالرسو وإنزال المهاجرين.

الواقعة خلقت تشنجا غير مسبوق بالعلاقات الفرنسية – الإيطالية، حيث أعلنت باريس أن موقف روما غير إنساني، أنها ستتخذ إجراءات مضادة، من بينها كان وقف استقبال مهاجرين من إيطاليا وتشديد الرقابة على الحدود المشتركة.