السلطات السويسرية تكافح للتعامل مع الأعداد الكبيرة للمهاجرين الوافدين إلى مراكزها
السلطات السويسرية تكافح للتعامل مع الأعداد الكبيرة للمهاجرين الوافدين إلى مراكزها

بعد تعليق روما العمل باتفاقية دبلن "مؤقتا"، وجدت السلطات السويسرية نفسها مضطرة لعدم ترحيل 184 مهاجرا كان من المخطط إعادتهم إلى إيطاليا بموجب الاتفاقية، في ظل محاولة السلطات في كلتا الدولتين التعامل مع التوافد الكبير للمهاجرين.

أعلن المكتب السويسري لإدارة الهجرة، أن الحكومة الإيطالية أخطرته منذ ثلاثة أسابيع بتعليق عملها باتفاقية دبلن "مؤقتا"، مما أدى إلى تعطيل إعادة 184 مهاجرا من سويسرا إلى إيطاليا.

وتنظم هذه الاتفاقية مسؤوليات فحص طلبات اللجوء بين كل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين. ويعتبر هؤلاء المهاجرون الـ184 "دوبلينييه" في إيطاليا، أي أنها أول دولة أوروبية دخلوا إليها، وبناء على اتفاقية دبلن، يجب أن تتم إعادتهم إليها ليقدموا طلب اللجوء فيها ويتم دراسة طلبهم هناك.

للمزيد >>>> إنقاذ أكثر من 1100 مهاجر قبالة سواحل تونس في 48 ساعة

وتكافح السلطات الإيطالية للتعامل مع الأعداد الكبيرة للمهاجرين الوافدين عبر المتوسط، والذين بلغوا هذا العام رقما قياسياً وصل إلى أكثر من 96 ألفا و816 مهاجرا. من جانبها، تعاني سويسرا من تزايد الضغط على مراكز اللاجئين فيها.

ويشرح المكتب السويسري لإدارة الهجرة أنه من بين الـ184 مهاجراً المعنيين، هناك 152 طالب لجوء، والباقي ليس لديهم وضع إقامة قانوني في سويسرا. كما أشار المكتب إلى أن قرار السلطات الإيطالية لن يؤثر على عمليات نقل المهاجرين القائمة على اتفاقية إعادة القبول الثنائية بين البلدين، والمتعلقة بتوزيع المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا على دول أوروبية أخرى.

للمزيد >>>> أبرز الأخبار والملفات التي تمت تغطيتها خلال 2022 حول الهجرة واللجوء

ضغوط على مراكز اللاجئين في سويسرا

وقال المكتب إنه بمجرد معرفته بقرار السلطات الإيطالية تعليق عملها بالاتفاقية، ألغى عمليات نقل المهاجرين التي كانت مخططة، لكن وفي الوقت ذاته، توقع المكتب أن تستأنف روما التزاماتها مرة أخرى في المستقبل القريب.

تأتي الخطوة الإيطالية في وقت تكافح فيه السلطات السويسرية المسؤولة عن شؤون اللجوء، لتوفير أماكن إقامة كافية لطالبي اللجوء، فقد وافقت الحكومة السويسرية قبل 10 أيام على نشر ما يصل إلى 500 عنصر عسكري للتعامل مع الأعداد الكبيرة من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين وفدوا خلال الأشهر الماضي، حيث تقدر السلطات أن 17 ألف مهاجر وفدوا إلى البلاد منذ بداية العام، أغلبهم عبروا الحدود الشرقية مع النمسا.

ونقلت وسائل إعلام سويسرية عن فلوريان دوبلين، الأمين العام لإدارة الشرطة السويسرية، قوله "هؤلاء الـ184 شخصا يشكلون عبئاً إضافياً على القدرة المحدودة (لمنشآتنا)، والتي نفضل أن يستفيد منها الأشخاص الباحثون عن الحماية والذين يمكنهم البقاء هنا لفترة أطول".

ويأتي قرار السلطات الإيطالية تعليق العمل باتفاقية دبلن، كجزء من سياسة الحكومية اليمينية المتطرفة لجورجيا ميلوني، والتي تسعى للسيطرة على أعداد المهاجرين الوافدين إلى بلادها. وكان من بين القرارات المثيرة للجدل التي أخذتها الحكومة، رفضها استقبال سفينة "أوشن فايكنغ" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي كان على متنها نحو 200 مهاجرا، مما دفع السلطات الفرنسية لاستقبال السفينة والمهاجرين في موانئها، وفتح المجال لتبادل الاتهامات بين روما وباريس.

 

للمزيد