"رغم الانتشار الأمني"، تمكن عشرات المهاجرين المغاربة، ليلة رأس السنة الميلادية 2023، من الدخول إلى جيب مليلية الإسباني، حسبما أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان .
أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) فرع الناظور أمس الأحد 1 كانون الثاني/يناير 2023 في تغريدة على تويتر، عن محاولة جديدة لعشرات المهاجرين بالعبور إلى جيب مليلية الإسباني عبر نقطة الناظور الحدودية ليلة رأس السنة. وذكرت الجمعية أن "عشرات الشباب المغاربة حاولوا التسلل"، وأضافت أنه "رغم الانتشار الأمني نجح بعضهم في التسلل" إلى جيب مليلية، شمال المغرب.
ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من السلطات المغربية.
كما ذكرت الجمعية على صفحتها على فيسبوك، أنه وعقب هذه المحاولة الجديدة لعبور السياج الفاصل، قامت السلطات المغربية في الناظور بشن حملة واسعة لمطاردة الشبان والقاصرين المغاربة بالناظور وبني أنصار وقامت بتوقيف العشرات منهم.
وفي اتصال مع مهاجر نيوز، شرح عمر ناجي من (AMDH)، أن المغاربة كانوا معفيين سابقاً من التأشيرات لدخول الجيب الإسباني، لكن منذ أيار/مايو 2022، باتوا ملزمين بالحصول على تأشيرات. ونتيجة لذلك، "تتزايد محاولات العبور (غير القانونية) من قبل المغاربة، عن طريق البحر وعن طريق تسلق السياج". كم أشار ناجي إلى انخفاض أعداد المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء والسودان الذين حاولوا عبور الحدود خلال الأشهر الأخيرة، وذلك نتيجة الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأشخاص في الوصول إلى الناظور، بسبب مراقبة وسائل النقل عن كثب، وعنف السلطات تجاههم.
وتأتي هذه المحاولة الجديدة ، عقب الأحداث الدامية التي شهدها سياج مليلية الفاصل بين المغرب وإسبانيا في 24 حزيران/يونيو الماضي، عندما حاول حاول نحو ألفي مهاجر اجتياز السياج الحدودي مع الجيب الإسباني، في محاولة للوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي. ورد حينها حرس الحدود، من الجانبين، بما وصفته جماعات حقوقية بالـ"قوة المفرطة"، ما خلف 23 قتيلا على الأقل من المهاجرين، بحسب السلطات المغربية، بينما تقول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن عدد الضحايا وصل إلى 27.
للمزيد>>> مطالبات بفتح تحقيق حول "مأساة مليلية" وحقوقيون يتهمون المغرب بمحاولة "إخفاء الكارثة"
وتعدّ الخسائر البشرية لهذه المأساة، التي أثارت سخطاً شديداً في المغرب وخارجه، الأعنف خلال إحدى المحاولات الكثيرة التي يقوم بها المهاجرون لدخول مليلية وجيب سبتة الإسباني المجاور الذي يشكّل الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارّة الإفريقية.
للمزيد>>> أكثر من 4500 مهاجر يعودون "طوعياً" من المغرب إلى بلدانهم الأصلية خلال عامين
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت إسبانيا والمغرب بالمسؤولية المشتركة عن هذه المأساة وقالت المنظمة الدولية إن السلطات الإسبانية والمغربية ساهمت في مقتل عشرات الأشخاص الذين حاولوا العبور إلى جيب مليلية الإسباني في شمال إفريقيا في حزيران/يونيو2022.
وعلى خلفية أحداث "مأساة مليلية" ، قامت السلطات المغربية في محاكمة مهاجرين اعتقلتهم عقب هذه الفاجعة، وأصدرت أحكام بحق العشرات منهم بالسجن، بتهم تشمل الدخول غير القانوني والانتماء لعصابات إجرامية.
يذكر أنه منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط، ضاعفت السلطات المغربية عملياتها ضد المهاجرين لمنع عبور المحيط الأطلسي. وبينما تعد مكافحة الهجرة غير الشرعية ملفا أساسيا في التعاون بين المغرب وإسبانيا، تدافع المنظمات الحقوقية عن حق المهاجرين في التنقل، باعتبارهم طالبي لجوء يسعون لحياة أفضل هربا من الحروب أو المجاعات أو الفقر في بلادهم.