أعلنت سويسرا أن أرقام المهاجرين الوافدين على أراضيها بشكل غير نظامي خلال 2022 تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالعام السابق. الهيئات المعنية تحدثت عن ارتفاع كبير بأعداد المغاربة والأفغان ضمن هؤلاء الوافدين، القادمين بمعظمهم من النمسا وإيطاليا.
أصدرت السلطات السويسرية أمس الخميس 19 كانون الثاني/يناير، تحديثا بشأن أرقام المهاجرين غير النظاميين الوافدين على أراضيها خلال 2022.
ووفقا لأرقام المكتب الاتحادي للجمارك وأمن الحدود، فقد تضاعفت أرقام هؤلاء ثلاث مرات، مقارنة بالعام السابق، حيث تم توقيف أكثر من 52 ألف مهاجر دخلوا البلاد بشكل غير قانوني (مقارنة بنحو 19 ألفا خلال 2021)، معظمهم خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من 2022.
وقال المكتب إن القفزة في الأرقام بين كانون الأول/ديسمبر 2021 وكانون الأول/ديسمبر 2022 "ترجع بشكل أساسي إلى الدخول غير القانوني للمهاجرين إلى سويسرا عبر الحدود الشرقية والجنوبية"، حسب بيانات المعابر الحدودية مع النمسا وإيطاليا.
وأضاف بيان الهيئة الاتحادية أن "المهاجرين الذين دخلوا سويسرا بشكل غير قانوني هم في الأساس من الجنسيتين الأفغانية والمغربية".
واستقبلت سويسرا حوالي 24 ألف طلب لجوء في عام 2022، إضافة إلى حوالي 73 ألف لاجئ أوكراني حصلوا على حماية مؤقتة منذ الغزو الروسي لبلادهم في شباط/فبراير من العام الماضي.
المرور عبر النمسا
وذكرت وكالة الأنباء السويسرية أنه لوحظ تدفق كبير للمهاجرين على وجه الخصوص من النمسا، حيث نقلت شهادات لعناصر من حرس الحدود تقول إن العديد من الأشخاص الذين يدخلون سويسرا يستخدمون بطاقة إجراءات اللجوء النمساوية لتحديد هويتهم.
وأضافت الوكالة أن الشباب، وغالبا ما يكونون من أفغانستان، يرغبون بشكل عام في مواصلة طريقهم إلى فرنسا أو بريطانيا.
وتعتبر سويسرا، الدولة غير الساحلية (عدد سكانها 8,7 مليون منهم 2,2 مليون أجنبي)، واحدة من 27 دولة في منطقة شنغن (الحدود المفتوحة) في أوروبا، لذلك لا يتم فحص جوازات السفر على حدودها للقادمين من بلدان مجاورة مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وليختنشتاين.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، اتفقت كل من بيرن وفيينا على خطة لمكافحة الهجرة غير الشرعية على الحدود السويسرية النمساوية، تشمل مطاردة مهربي البشر وتسيير دوريات مشتركة على متن القطارات العابرة للحدود.
صربيا نقطة انطلاق
وفي تشرين الأول/أكتوبر، قالت السلطات السويسرية إن صربيا على وجه الخصوص أصبحت نقطة انطلاق للمهاجرين.
وقالت كتابة الدولة للهجرة في بيان إن "عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون الدول الأوروبية المطلة على غرب البلقان ارتفع بشكل حاد في الأشهر الأخيرة. تتأثر سويسرا بشدة بحركات الهجرة هذه، خاصة مع تسجيل ما يصل إلى 1,100 عملية اعتراض أسبوعيا على الحدود الشرقية".
وانضم الاتحاد الأوروبي إلى سويسرا في انتقاد السلطات الصربية بشأن عمليات تدفق المهاجرين عبر حدودها. واعتبر أن إعفاء بعض الجنسيات من تأشيرات الدخول إلى أراضيها حولها إلى نقطة جذب، خاصة للأتراك والهنود والتونسيين والبورونديين والكوبيين.