ANSA / نشطاء يحملون لافتة مناهضة للتغير المناخي أثناء احتجاجهم على عدم المساواة في نيروبي في 17 كانون الثاني/ يناير 2020. المصدر: إي بي إيه / داي كوروكا.
ANSA / نشطاء يحملون لافتة مناهضة للتغير المناخي أثناء احتجاجهم على عدم المساواة في نيروبي في 17 كانون الثاني/ يناير 2020. المصدر: إي بي إيه / داي كوروكا.

ربط مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير حديث بين الكوارث المرتبطة بتغير المناخ وجرائم الاتجار بالبشر، حيث أن مغادرة سكان المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية تحرمهم من سبل عيشهم التقليدية، وبالتالي تجعلهم أكثر عرضة للوقوع ضحايا عصابات الاتجار بالبشر.

نشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) دراسة اليوم الثلاثاء 24 كانون الثاني\يناير حول أثر التغيرات المناخية على ارتفاع معدلات "عمليات الاتجار بالبشر"، اعتمدت على بيانات من 141 دولة خلال الفترة 2017-2020، وتحليل معطيات 800 قضية قانونية تم رفعها مرتبطة بالموضوع.

التقرير خلص إلى جملة من الاستنتاجات، أبرزها أن التغير المناخي يمثل خطرا مزدوجا، أولا على منازل وصحة وعمل الملايين من الأشخاص حول العالم وثانيا أنه يعرض المتضررين لمخاطر متنامية جراء وقوعهم تحت قبضة جماعات إجرامية.

وأشار معدو التقرير إلى أنه إضافة إلى تنامي عمليات الاتجار بالبشر في مناطق النزاعات، ستصبح في السنوات القادمة "مناطق بأكملها غير صالحة للسكن"، وستتأثر خاصة المجموعات البشرية التي تعيش بشكل أساسي من أنشطتها في الزراعة أو صيد السمك.

ووفقا لتصريح لفابريزيو ساريكا، المؤلف الرئيسي للتقرير، للصحافة قبيل نشر التقرير، سيجدون أنفسهم "محرومين من سبل عيشهم ومجبرين على الفرار من مجتمعاتهم" وسيصبحون فرائس سهلة للمتّجرين بالبشر.

عشرات الملايين من النازحين واللاجئين

وتسببت الكوارث المرتبطة بالمناخ خلال 2022 في نزوح أكثر من 23,7 مليون شخص داخليا، بينما اضطر كثيرون آخرون إلى الانتقال خارج بلدانهم.

للمزيد>>> الحرب والمناخ والمجاعة والهجرة... عناوين كبرى تتحدى قدرة العالم على التحمل

وأشار التقرير إلى نتائج الأعاصير المدمرة التي ضربت الفلبين وبنغلادش، والتي تسببت في نزوح أعداد كبيرة من السكان. واستخدم كمثال إعصار "هايان" الذي ضرب الفليبين في 2013 وتسبب بمقتل ما يقرب من 6,300 شخص ونزوح 4,4 مليونا آخرين، فضلا عن "تسجيل قرابة 670 حالة اتجار بالبشر في المناطق المتضررة من الإعصار، وأفادت مصادر حكومية ومنظمات غير حكومية مباشرة أن هذه الحالات زادت بعد الكارثة".

أما في بنغلادش، فيشير التقرير إلى "اكتشاف حالات اتجار بالبشر بشكل شائع في سونداربانس، أكبر غابات المنغروف في العالم"، والمعرضة بشكل خاص للكوارث المتعلقة بتغير المناخ.

وفي غانا، دفعت الفيضانات وموجات الجفاف المتكررة بعدد كبير من سكان الأرياف للنزوح إلى المدن، حيث وجدوا أنفسهم في كثير من الأحيان مضطرين للعمل في وظائف ذات مداخيل منخفضة وعرضة لمخاطر جمّة.

انخفاض بنسب ضحايا شبكات الاتجار بالبشر

وأشار تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى ضحايا الاستغلال في مناطق النزاع، مثل أوكرانيا.

للمزيد>>> من آثار الحرب الروسية - الأوكرانية.. شبح الجوع يخيم على الشرق الأوسط

وعلى الرغم من الصورة القاتمة التي رسمها التقرير، إلا أنه لحظ أنه لأول مرة منذ البدء بجمع البيانات في عام 2003 التي أتاحت جمع معلومات عن أكثر من 450 ألف شخص، انخفض عدد ضحايا الاتجار بالبشر المسجلين في العالم في 2020 (11% على أساس سنوي).

ويوضح أن جائحة كورونا "حدت من القدرة على اكتشاف الحالات" (الاتجار بالبشر)، خاصة في البلدان الفقيرة في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث قامت العصابات بمواجهة إغلاق الأماكن المفتوحة للجمهور (الحانات والنوادي الليلية وما إلى ذلك) بنقل أنشطتها إلى "أماكن غير عامة وحتى أقل أمانا".

 

للمزيد