وحدات سكنية تقدمها مفوضية اللاجئين في مخيم مافروفوني في ليسبوس. المصدر:مهاجرنيوز
وحدات سكنية تقدمها مفوضية اللاجئين في مخيم مافروفوني في ليسبوس. المصدر:مهاجرنيوز

في مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، التقى فريق مهاجر نيوز بثيودوروس أليكسيليس، مسؤول العلاقات الخارجية للمفوضية في الجزيرة، الذي تحدث عن وضع المهاجرين هناك وظروف عمل المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى المشاريع التي تعمل المفوضية عليها.

موسى أبوزعنونة، موفد مهاجرنيوز إلى ليسبوس (اليونان)

مهاجر نيوز: بعد أكثر من سبع سنوات على أزمة 2015/2016، ما هو وضع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التي تساعد المهاجرين في ليسبوس؟

ثيودوروس أليكسيليس: خلال السنوات الأخيرة، انخفض تواجد مؤسسات المجتمع المدني في الجزيرة لعدة أسباب، يتعلق السبب الأول بفرض الدولة لآليات جديدة لتسجيل هذه المؤسسات لدى السلطات، يراها البعض طويلة ومعقدة. أما السبب الثاني فيتمثل بانخفاض التمويل الذي كان يصل لهذه المؤسسات، خاصة في صيف 2017 عندما قرر الاتحاد الأوروبي وقف تمويل بعض المشاريع هنا، حيث كان يمثل هذا التمويل المصدر الوحيد لبعض المؤسسات، ما اضطرها لإغلاق مكاتبها بشكل كامل، أو التوجه إلى مناطق أخرى تعاني من حالات الطوارئ، كأوكرانيا مثلا.

يجب ألا ننسى تصاعد مشاعر محاربة المنظمات الإنسانية في الجزيرة، والتي بلغت ذروتها في شباط/فبراير 2020، ووصلت إلى حد الاعتداءات اللفظية والجسدية على العاملين في هذه المنظمات. لكن الوضع تغير وبات أفضل لسببين رئيسيين، جائحة كورونا التي أوقفت الحياة بشكل كامل، وانخفاض عدد الوافدين إلى الجزيرة الذي كان يمثل السبب الرئيسي لغضب السكان.

لشرح ما كان عليه الوضع في الجزيرة بشكل أكبر: يعيش في ليسبوس 85 ألف مواطن، 27 ألفا منهم في ميتيليني عاصمة الجزيرة. في تشرين الأول/أكتوبر 2016 كان هناك 30 ألف مهاجر في ميتيليني، أي أكثر من سكان المدينة اليونانيين، وكان يمكن رؤيتهم في كل مكان وحول الميناء، وهو ما شحن مشاعر الغضب لدى السكان، بالإضافة إلى الوضع في مخيم موريا في ذلك الوقت وتأثر المزارعين في المناطق المجاورة له. 

الآن في كل الجزيرة يوجد 2500 مهاجر فقط، لذا فالضغط يكاد لا يذكر على السكان.

للمزيد >>>> "أنا لست مهرباً.. كل أحلامي تحطمت" مهاجرون يقبعون في السجون اليونانية

مهاجر نيوز: لماذا انخفض عدد المهاجرين خلال الأعوام الأخيرة مقارنة بعامي 2015/2016؟

في عام 2015 وصل 500 ألف مهاجر إلى ليسبوس، وفي 2016 وصل 100 ألف، وفي 2019 وصل 27 ألفاً. لكن في عام 2022، وصل 2740 مهاجراً فقط. هذا الانخفاض الكبير في أعداد المهاجرين كان لعدة أسباب، أهمها يتعلق بسياسة الحكومة التي استلمت مهامها في 2019، والتي عملت على إرسال المهاجرين للبر الرئيسي وعدم تركهم في الجزر، وتسريع إجراءات طلب اللجوء. كما ولأول مرة بات هناك خطاب رسمي واضح حول اندماج المهاجرين في المجتمع اليوناني.

بالإضافة إلى ذلك، زادت عمليات الخروج الفردي من قبل اللاجئين بعد قبول طلبات لجوئهم، لأنهم يبقون محتجزين طوال فترة إجراءاتهم في الجزر.

ناهيك عن تأثير جائحة كورونا التي قللت الحركة في كل العالم، وبالتالي تأثرت حركة المهاجرين من وإلى تركيا، ما أدى إلى انخفاض عمليات عبور البحر باتجاه اليونان.

سبب رئيسي آخر لانخفاض أعداد المهاجرين الوافدين إلى الجزر يتمثل في تشديد الحراسة على الحدود. نحن نؤكد على حق الدول في حماية حدودها، لكن بما يضمن وصول الناس إلى حقوقهم. في المجتمع المدني الفعال، من المهم أن يصل الأشخاص إلى الحماية الدولية، وأن يتمتعوا بمساعدة ومتابعة فردية، وهذا يعتبر جزءاً من المجتمع الديمقراطي. من بين كانون الثاني/يناير 2020 وحزيران/يونيو 2022، جمعت المفوضية أدلة جادة من مصادر مختلفة (السكان المحليون والمهاجرون والمنظمات) بشأن 690 حالة من عمليات الإعادة غير القانونية على الحدود البرية والبحرية في اليونان، أي ما يقرب من أربع حالات أسبوعيا في المتوسط. في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، بلغ إجمالي عدد حالات الصد التي تم الإبلاغ عنها 152 حالة، منها 103 على الأرض. بعض هذه الحوادث تم إبلاغها إلى السلطات، وطالبنا بفتح تحقيقات رسمية بهذا الصدد، ونتطلع إلى سماع نتائجها.

للمزيد >>>> مخيم "مافروفوني" في ليسبوس.. "ملاذ" المهاجرين من الغرق ومن عمليات الإبعاد القسري

مهاجر نيوز: في الوقت الحالي، ما هي أهم المشاريع التي تعمل عليها المفوضية في الجزر اليونانية؟

ثيودوروس أليكسيليس: بلا شك، تأثرت أنشطتنا بكل العوامل التي ذكرناها سابقاً. نحن الآن متواجدون في جزيرة ليسبوس وساموس وكيوس وكوس، لقد أغلقنا مركزنا في جزيرة ليروس، وتقوم فرقنا المقيمة في جزيرة كيوس بالتوجه إلى ليروس لمتابعة أنشطتنا هناك.

عملنا يتركز على نقطتين أساسيتين، الأولى تتعلق مساعدة الدولة على احترام القوانين الأوروبية للتأكد من وصول الناس إلى إجراءات الاستقبال المناسبة. والثانية تتعلق باندماج المهاجرين في المجتمع اليوناني، وهذه العملية تبدأ في الجزر، وتتعلق بشكل أساسي بدخولهم إلى سوق العمل الذي أصبح أكثر مرونة إزاء استقبال اللاجئين، خاصة في قطاع البناء والزراعة. قمنا مؤخراً بعمل ورشة عمل لربط أصحاب العمل باللاجئين، حضره 400 مهاجر و18 صاحب عمل، كما افتتحت المفوضية مركز "أداما" في أثينا، وهو مركز مخصص لمساعدة اللاجئين على اللاندماج عن طريق إرشادهم للحصول على الأوراق الرسمية اللازمة للعمل، وتعليمهم اللغة اليونانية والإنجليزية.

نعمل أيضاً على فتح موقع إلكتروني مخصص لربط اللاجئين مع أصحاب العمل اليونانيين، بحيث يقوم صاحب العمل بعرض الوظائف الشاغرة لديه، ليقوم اللاجئ بدوره بإرسال ملفه للترشح للوظيفة.

 

للمزيد