حاول خلال اليومين الماضيين أكثر من 150 مهاجرا عبور القناة البحرية من سواحل شمال فرنسا إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة، تمكن أقل من نصفهم من الوصول إلى الضفة الإنكليزية فيما أنقذت السلطات الفرنسية 83 مهاجرا كانوا يواجهون صعوبات في الإبحار. ويصل بذلك عدد الوافدين إلى المملكة المتحدة خلال الشهر الأول من العام الحالي إلى ما يزيد عن ألف شخص.
تستمر محاولات عبور بحر المانش الفاصل بين فرنسا والمملكة المتحدة رغم الطقس البارد وظروف الإبحار الصعبة، وأعلنت السلطات الفرنسية أمس الأحد 29 كانون الثاني/يناير عن إنقاذ 83 مهاجرا كانوا على متن قاربين صغيرين انطلقوا من السواحل القريبة لمدينة كاليه شمال البلاد.
وجاء في بيان نشرته المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال، أن قوارب عدة أبحرت باتجاه المملكة المتحدة، وتدخلت السلطات ومركز الإنقاذ والتنسيق البحري (CROSS) لإغاثة قاربين، يحمل الأول 54 مهاجرا والثاني 29 شخصا.
وأشارت المحافظة إلى أن أحد المهاجرين نُقل إلى خدمات الطوارئ بسبب تعرضه لوعكة صحية، فيما نقلت الآخرين إلى ميناء كاليه.
وتستمر محاولات الهجرة عبر المانش في الوقت الذي بات فيه العبور والاختباء في الشاحنات التي تمر عبر النفق الأوروبي أكثر صعوبة في ظل تشديد الرقابة وإحاطة المداخل التي تؤدي إلى النفق بأسلاك وسياج شائك.
للمزيد>>> العبودية الحديثة: ارتفاع عدد "الضحايا" الألبان الواصلين للمملكة المتحدة
من الناحية الأخرى، نجح حوالي 75 شخصا في الوصول إلى الضفة البريطانية بين يومي السبت والأحد، حسبما أكدت وزارة الدفاع البريطانية.
صباح أمس الأحد نقلت السلطات البريطانية حوالي 50 مهاجرا إلى ميناء دوفر بعد أن دخل قاربهم المياه الإنكليزية، وكان بينهم نساء وأطفال. وقبل ذلك بيوم نقلت السلطات إلى البر البريطاني 26 مهاجرا آخرين عبروا المانش على متن قارب صغير.
وأشار مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" سايمون جونز، إلى أن قوارب المهاجرين كانت تعاني من صعوبات في الإبحار عند تنفيذ عملية الإنقاذ وأن السلطات انتشلت شخصين من المياه.
وصول أكثر من ألف شخص إلى المملكة المتحدة خلال الشهر الجاري
وبحسب تغريدة نشرها جونز، وصلت أمس الأحد خمسة قوارب إلى الضفة البريطانية، تحمل إجمالي 189 مهاجرا.
ويتجاوز بذلك العدد الإجمالي للمهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة عبر المانش منذ بداية العام الألف شخص، وفقا لبيانات وزارة الدفاع.
وخلال العام الماضي، وصل حوالي 45 ألف مهاجر إلى سواحل البلاد على متن قوارب صغيرة، بزيادة أكثر من 60% عن 2021.
من جهتها، تكثف الحكومة البريطانية جهودها للحد من أعداد الوافدين إليها، عبر انتهاج سياسة هجرة متشددة أكثر تقييدا وسن قوانين تثير انتقادات الجهات الحقوقية، لا سيما خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا التي ستصبح هي المسؤولة عن ملفاتهم.
وكانت المحكمة العليا البريطانية قضت الشهر الماضي بأن خطة الحكومة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا قانونية، لكنها أتاحت المجال أمام المهاجرين وطالبي اللجوء بالاستئناف أمامها ضد قرارات ترحيلهم.