سقط فجر اليوم الإثنين مئات القتلى وآلاف الجرحى في تركيا وسوريا، بعد أن تسبب زلزال بلغت قوته 7,8 درجة بانهيار مباني، لا سيما في مدن جنوب تركيا ومحافظات إدلب وحلب واللاذقية في سوريا. ولا يزال حاليا مئات العالقين تحت الأنقاض وتنبه المنظمات الإنسانية من الوضع المتدهور في شمال غرب سوريا حيث يعيش نحو مليوني مهجر في وضع هش أساسا.
في زلزال عنيف ضرب سوريا وتركيا فجر اليوم الإثنين 6 شباط/فبراير، بلغت قوته 7,8 درجة وتركّز في جنوب تركيا، انهارت مبان في مختلف أنحاء المنطقة مخلفة أكثر من 1,498 قتيل و7 آلاف مصاب في تركيا، حسب آخر إحصائية نشرتها إدارة الكوارث والطوارئ التركية.
وأصاب الزلزال بشكل خاص ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية في جنوب تركيا، حيث يعيش مئات آلاف اللاجئين السوريين.
وشهدت المناطق المتضررة انقطاع التيار الكهربائي إضافة إلى انقطاع شبكة اتصالات الهواتف المحمولة.
عائلة أبو أحمد السورية التي تقطن في مدينة أنطاكيا التابعة لمحافظة هاتاي منذ حوالي خمسة أعوام، "عاشت الرعب" حسب تعبير ابنها المقيم في إسطنبول خلال حديث هاتفي مع مهاجرنيوز، "كنت أشعر بالخوف على أهلي خاصة في ظل عدم قدرتنا على التواصل معهم، لكن لحسن الحظ نجوا من تهدم البناء، لكنهم تشردوا كغيرهم من مئات السوريين من سكان الحي، وهم الآن في طريقهم إلى محافظة إدلب، الأقرب بالنسبة إليهم، أملا بأن يحصلوا على بعض الدعم من المنظمات المحلية".
كما حذرت إدارة الكوارث التركية تواصل الهزات الارتدادية بقوة 6,6 درجات ودعت أهالي المناطق المتضررة إلى البقاء بعيدا عن الأبنية المتهدمة والانتظار في أماكن التجمع.
في سوريا، أعلنت من جهتها وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 403 قتيلا و1,284 إصابة، إذ تمثل هذه الأرقام الضحايا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري والتي تأثرت بالزلزال، لا سيما في محافظات اللاذقية وحلب وحماه وطرطوس.
الكارثة أكبر من حجم استجابتنا
في شمال غرب سوريا ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، أعلنت فرق الدفاع المدني السوري في آخر تحديث عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 390 قتيلا وألف مصاب.
وقال مدير الدفاع المدني رائد الصالح في تصريح لمهاجرنيوز إن "العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير، ولا يزال هناك مئات العالقين تحت الأنقاض، ومئات الأبنية مدمرة بشكل كامل. الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
ودعا مدير المنظمة الإنسانية المجتمع الدولي والمنظمات "للتدخل العاجل"، مضيفا "شمال غرب سوريا منكوب بالكامل، وفرق الدفاع المدني غير قادرة على إنقاذ كافة العالقين رغم الاستنفار الكامل، فالكارثة أكبر من حجم استجابتنا. نحن الآن في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح".
زلزال وعاصفة ثلجية
على مدى السنوات الماضية، تهجّر مئات آلاف السوريين من مختلف المدن السورية إلى الشمال السوري، لا سيما محافظة إدلب. ويعيش نحو مليوني نازح تحت أوضاع غير مستقرة وفي مخيمات قائمة على أراض ترابية غير قادرة على مواجهة الظروف المناخية.
وبعد أن نجوا من الحصار والحرب، وقع الكثير من النازحين السوريين ضحايا دمار هذا الزلزال، خاصة أولئك الذين كانوا يقيمون في مبان متواضعة ضمن مناطق المخيمات. وكان من بين الضحايا، الناشط الإعلامي غياث أبو أحمد الذي كان نزح إلى مدينة سرمدا في محافظة إدلب بعد أن فرض النظام السوري حصارا دام لحوالي أربعة سنوات (2012 - 2016) على مدينته داريا، في ريف دمشق.
للمزيد>>> مخيمات غارقة في شمال سوريا وأساليب تدفئة غير آمنة
"هناك عشرات آلاف العائلات بلا مأوى"، بحسب الصالح، مشيرا إلى أن الضربات المستمرة على الشمال السوري من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية أضعفت البنى التحتية، وهناك "آلاف الأبنية التي كانت أساسا متصدعة نتيجة للقصف. وعند حدوث هذا الزلزال انهار عدد كبير منها".
ويشهد شمال سوريا حاليا موجة صقيع وعاصفة ثلجية، إذ تتدنى درجات الحرارة إلى ما دون الصفر لتزيد معاناة ضحايا الزلزال الذين باتوا دون مأوى.
فريق "منسقو استجابة سوريا"، أشار إلى حدوث "هطولات ثلجية كثيفة أثرت بشكل كبير على مخيمات النازحين وتحديداً في مناطق ريف حلب الشمالي"، معربا عن "المخاوف الكبيرة من تسجيل حالات وفيات داخل المخيمات وخاصةً الأطفال نتيجة انخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى حدوث حالات حرائق جديدة داخل المخيمات"، مع اعتماد الأهالي على وسائل تدفئة غير مناسبة، إذ إن معظم العائلات لا تتحمل تكلفة شراء الحطب أو الفحم لإبقاء النيران مشتعلة، لذلك بات الكثيرون يعتمدون على ما يجدونه من خشب ومواد بلاستيكية أو حتى أغصان شجر الزيتون التي لم تيبس تماماً، والتي ينبعث منها دخان كثيف قد يؤدي إلى حالات اختناق مميتة.