ANSA / ضباط من وكالة الحدود الأوروبية وحرس الحدود الهولندي (يسار) وبلغاريا (يمين) يراقبون الحدود بين الأخيرة وتركيا في عام 2016. المصدر: إي بي إيه/ فاسيل دونيف.
ANSA / ضباط من وكالة الحدود الأوروبية وحرس الحدود الهولندي (يسار) وبلغاريا (يمين) يراقبون الحدود بين الأخيرة وتركيا في عام 2016. المصدر: إي بي إيه/ فاسيل دونيف.

على أمل الدخول إلى منطقة شنغن في أسرع وقت ممكن، شددت بلغاريا ضوابطها على الحدود للحد من وصول المهاجرين، ما جعلها تحت انتقادات المنظمات غير الحكومية، التي تتهم حرس الحدود باستخدام أساليب "وحشية" وتنفيذ عمليات إعادة قسرية جماعية.

منذ العام الماضي، تشهد بلغاريا زيادة كبيرة في معدلات الهجرة غير الشرعية عبر حدودها.

وفي مواجهة هذه الظاهرة، شددت الدولة المرشحة للدخول في منطقة شنغن، والعضوة في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2007، الضوابط على حدودها مع تركيا، ما تطلب اللجوء إلى "أساليب وحشية" وفقا للمنظمات غير الحكومية التي أدانت هذه السياسات.

للمزيد >>>> إيلفا يوهانسون: الأسوار الحدودية "ليست حلاً جيداً" لوقف المهاجرين

من جانبها، جمعت وكالة الأنباء الفرنسية شهادات من المهاجرين الذين تعرضوا للعنف. مثل علي الحسيني، وهو أفغاني نُقل إلى صوفيا في نيسان/أبريل 2021، بعد حريق في مخيم موريا في جزيرة ليسبوس في اليونان ، كجزء من آلية التضامن الأوروبية.

في ربيع عام 2022، ذهب إلى الحدود للبحث عن أخيه. ووقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن "ثلاثة من رجال الشرطة البلغاريين المقنعين اقتادونا الى سيارتهم. وفي الغابة، أخذوا ملابسنا وأحذيتنا وأموالنا قبل أن يقودونا عائدين إلى تركيا".

حاول الشاب البالغ من العمر 20 عاما العودة إلى بلغاريا "حافي القدمين" في نفس اليوم، لكن الشرطة لم تأخذ بعين الاعتبار وضعه الخاص، ودفعته عبر الحدود بعد "ضربه".

للمزيد >>>> بلغاريا: ضبط العشرات من المهاجرين المكدسين داخل حافلة جنوب البلاد

"ازدادت الوحشية"

قال صبي سوري يبلغ من العمر 16 عاما، أجرت وكالة الأنباء الفرنسية مقابلة معه دون الكشف عن هويته، إنه احتُجز "في مخيم محاط بحاجز عالٍ يشبه السجن"، قبل أن يُضرب ويدفع عبر الحدود.

وأشار تحقيق نشرته عدة وسائل إعلام أوروبية، في كانون الأول/ديسمبر، بالشراكة مع منظمة "لايتهاوس ريبورتس"، إلى حالة شاب سوري آخر أصيب برصاصة في صدره. من جانبها، نفت شرطة الحدود البلغارية أي مسؤولية.

وبحسب ديانا ديموفا، رئيسة منظمة "ميشن وينغز" غير الحكومية، "ازدادت الأعمال الوحشية بشكل ملحوظ" من قبل حرس الحدود، وأصبحت "عمليات الصد الجماعي" شائعة الآن. تقول الشرطة البلغارية نفسها إنها منعت 164 ألف محاولة عبور في عام 2022، مقارنة بـ55 ألف محاولة عبور قبل عام.

ووفقا لستوان مدين، وهو محامي علي الحسيني، فالقانون الدولي يلزم الشرطة بتسجيل أي طالب لجوء يعبر الحدود، وهو عكس ما تقوم به قوات حرس الحدود البلغاري.

للمزيد >>>> فيديو يوثق تعرض مهاجر سوري لإطلاق نار على حدود تركيا وبلغاريا والسلطات البلغارية تنفي وقوع ذلك الحادث

حماية حدود الاتحاد الأوروبي

من جانبها، أبلغت فرونتكس عن 25 "حادثة خطيرة" خلال العامين الماضيين، بما في ذلك حادث اختفاء قاصر غير مصحوب بذويه دون العثور على أي أثر له، على الرغم من أنه تم تسليمه بشكل مباشر إلى السلطات.

وكتب ضابط في تقرير اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية، "تحدث عمليات صد بشكل منتظم في منطقة العمليات ويتم إبعاد موظفي فرونتكس عن عمد". وأشار إلى استخدام "تصريحات مهينة وعنصرية"، حيث وصف بعض حرس الحدود على سبيل المثال، المهاجرين بأنهم من "طالبان".

وبحسب الرئيس البلغاري رومان راديف، فإن "الضغط زاد بشكل حاد العام الماضي"، مذكرا بأن ضباط الشرطة فقدوا حياتهم، بينهم ثلاثة دهستهم حافلات تقل مهاجرين.

وقد طلبت هذه الدولة الفقيرة من الاتحاد الأوروبي ملياري يورو لتحديث وتعزيز السياج الحدودي، ولكن تم رفضها حتى الآن.

وفي كانون الأول/ديسمبر، وبعد 10 سنوات من الانتظار، رفض طلب بلغاريا للدخول في منطقة شنغن، وذلك بسبب حق النقض من قبل النمسا وهولندا نتيجة لمعدلات الهجرة غير الشرعية في بلغاريا، ما دفع الأخيرة للتعامل مع حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بمزيد من الحزم.

 

للمزيد