إفستراتيا مافرابيدو، وإميليا كامفيسي، وماريتسا مافرابيدو في قريتهم في جزيرة ليسبوس، 7 تشرين الأول/أكتوبر 2016. الصورة: بيكتشر أليانس/ Petros Giannakouris
إفستراتيا مافرابيدو، وإميليا كامفيسي، وماريتسا مافرابيدو في قريتهم في جزيرة ليسبوس، 7 تشرين الأول/أكتوبر 2016. الصورة: بيكتشر أليانس/ Petros Giannakouris

في جزيرة ليسبوس اليونانية.. توفيت إيميليا كامفيسي، إحدى رموز التضامن مع المهاجرين، عن عمر يناهز 93 عاما، يوم الأحد 12 آذار/مارس. وكانت للجدة التسعينية شهرة واسعة ولاسيما عام 2015، عندما قررت وصديقتاها التضامن مع المهاجرين الوافدين على اليونان بحرا.

انتشرت صورة تظهر ثلاث سيدات مسنات جالسات على مقعد، بينهن إيميليا، بدت منهمكة في إعطاء زجاجة حليب لرضيع سوري كان وصل إلى الجزيرة مع عائلته بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، بينما تراقب صديقتاها الرضيع. 

صديقتا إيميليا في الصورة، وهما ماريستا ماغرابيدو وإ وإفستراتيا مافرابيدو، كانتا توفيتا قبلها، إذ قضت الأولى في في عام 2019 عن عمر يناهز 92 عامًا، والثانية عام 2022 عن عمر يناهز 96 عاما، وأما إيميليا فتوفيت يوم الأحد 12 آذار/مارس عن عمر يناهر 93 عاما.


للمزيد >>>> إيطاليا تلمح لمسؤولية سياسات اليونان عن غرق قارب المهاجرين!

عرفت إيميليا والصديقتان بمساعدة المهاجرين ودعمهم، كما ارتبط تضامن إيميليا مع المهاجرين بقصة شخصية روتها سابقا، إذ عاش والداها على جزيرة كوندا التركية، لكنهما اضطرا إلى الفرار عام 1992 على ضوء الحرب التركية اليونانية، بعد معاناة مع الاضطهاد والاستبداد والتهديد بالقتل، ”فروا على متن قوارب صيد وليس معهم سوى ملابس ومكنة خياطة“. وصلوا إلى ليسبوس آملين بمستقبل أفضل، حال آلاف المهاجرين الذي يفدون على الجزيرة كل عام.

مرشحة لجائزة نوبل للسلام

عملت النسوة الثلاث على مساعدة المهاجرين بالتزام ونشاط ولاسيما عام 2015. أمضين شهورا وهن تذهبن كل يوم تقريبا، إلى الشاطئ للترحيب بالوافدين ومساعدتهم، وتأمين الطعام والماء والملبس لهم. وكانت بلغت أعداد الواصلين آنذاك، أكثر من مليون شخص، أغلبهم سوريون فاروّن من الصراع وممارسات القمع والاستبداد القائمة في بلادهم. 

للمزيد >>>> بعد يوم على غرق قاربهم قبالة ليسبوس.. العثور على 7 مهاجرين كانوا في عداد المفقودين

انتشرت صورة إيميليا وصديقتيها والرضيع على نطاق واسع، جاعلة الجدات الثلاث رمزا للتضامن مع المهاجرين. كما أدى نشاطهن وتفانيهن في المساعدة إلى ترشيحهن لنيل جائزة نويل للسلام عام 2016، والتي تسلمها الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس آنذاك. 

مع ذلك، أصرت النسوة الثلاث بأنهن لم تفعلن شيئا مميزا، وقالت إيميليا ”لم نفعل الكثير، تصرفنا كما يتصرف البشر“، مضيفة ”منحنا المحبة، فهي الشيء الوحيد الذي في إمكاننا تقديمه“، وافقتها صديقتها ماريستا مافرابيدو قائلة ”إن وصل أناس إلى الساحل عبر قارب وهم مصابون بداور البحر، كنا نساعدهم ببساطة“.

 

للمزيد