أصبحت مدينة روتشيلا إيونيكا الواقعة في جنوب إيطاليا، وساحل منطقة لوكرايد في كالابريا، وجهتان جديدتان لخط الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا.
يبدو أن تجار البشر يستخدمون طريقا جديدا للهجرة بشكل متزايد، لنقل المهاجرين من موانئ ليبيا إلى منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، لاسيما بلدة روتشيلا إيونيكا وساحل منطقة لوكرايد. إذ قالت السلطات يوم الإثنين الماضي إن حوالي 1500 شخص هبطوا في ميناء كالابريا خلال الأيام الأربعة السابقة، من إجمالي 2200 مهاجر تم تسجيلهم منذ بداية العام في 10 عمليات نزول منفصلة.
هبوط متعدد في كالابريا أو "لامبيدوزاالجديدة"
ووصلت مجموعة من 650 مهاجرا بشكل مستقل إلى ميناء روتشيلا إيونيكا في كالابريا ليلة الأحد الماضية على متن قارب صيد طوله 30 مترا، كان قد غادر ليبيا قبل حوالي خمسة أيام، بالتوازي مع موصول قارب آخر يحمل مهاجرين. وكان جميع الوافدين ذكوراً جاؤوا من سوريا وباكستان وبنغلادش ومصر.
وبمجرد وصول المهاجرين إلى البر الرئيسي، تلقوا المساعدة من قبل أفراد من الصليب الأحمر ووكالة الحماية المدنية، ومنظمة "أطباء بلا حدود"، وبلدية روتشيلا، كجزء من الإجراءات التي وضعتها محافظة ريجيو كالابريا.
وفي رد فعل على وصول المهاجرين، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير البنية التحتية والتنقل المستدام، اليميني ماتيو سالفيني المعروف بتشدده حيال المهاجرين إن "إيطاليا هي من يتعرض للهجوم وليس المنظمات غير الحكومية".
ولم تكن تلك حالة منعزلة، إذ سجلت روتشيلا أيونيكا، التي أطلق عليها اسم "لامبيدوزا كالابريا"، في 26 آذار/ مارس الجاري وحده وصول 311 مهاجرا من جنسيات مختلفة، كان قد تم إنقاذهم في البحر الأيوني في عدد من العمليات التي نفذها خفر السواحل الإيطالي. حيث يذكر أن مواطناً باكستانياً عمره 35 عاما توفي في البحر خلال إحدى تلك العمليات، بعد فشله في العبور.
وفي وقت سابق بين الخميس والجمعة الماضيين وصل 430 شخصا آخرين إلى ميناء كالابريا.
تجار البشر يتجاوزون الطريق التركي
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القوارب الأربعة الأخيرة التي وصلت كانت قد غادرت من ليبيا، وهو ما يثبت تضاؤل أهمية الطريق التركي، الذي كان قد سلكه القارب الذي جنح وتحطم أمام شاطئ ستيكاتو دي كوترو في كالابريا في 26 شباط/ فبراير الماضي، وتسبب في وفاة ما لا يقل عن 91 شخصا، كان بينهم 35 قاصرا.
ويبدو أن الزخم يعود مجددا إلى الطريق الجديد الذي ينطلق من شمال أفريقيا، لاسيما ليبيا، للوصول إلى ساحل كالابريا.
سلوك الطريق الجديد للوصول إلى إيطاليا دفع عمدة مدينة روتشيلا أيونيكا إلى المطالبة بالتكيف مع تبدل طرق الهجرة.
وقال "أنا لست خبيرًا في الجغرافيا السياسية، ولكن مما يمكن للمرء أن يفهمه، وفقًا لآخر عمليات هبوط المهاجرين التي أثرت علينا بشكل مباشر، هو أن الطرق تغيرت ونحن بحاجة إلى التكيف وفقًا لذلك ".
>>>> للمزيد: مهاجرة غينية تَلِدُ توأمين بعملية قيصرية بعيد وصولها إلى إيطاليا
ويشار في الوقت نفسه، إلى أن نظام الاستضافة في روتشيلا إيونيكا مثقل بسبب زيادة عمليات الإنزال الجديدة، فالخيمة الكبيرة التي أقيمت في الميناء ممتلئة، ودورتا المياه غير كافيتين لتلبية حاجات المهاجرين المقيمين هناك.
وفي الوقت الحالي، يتم استضافة حوالي 150 شخصا فقط، من بين ما مجموعه 650 مهاجرا وصلوا في آخر عمليات هبوط في المركز الرياضي المحلي، بينما تبحث السلطات عن أماكن إقامة للآخرين.