يعيش المهاجرون الذين تمت استضافتهم في منشأة لإقامة المهاجرين في مدينة جنوة الساحلية شمال غرب إيطاليا، في ظروف متردية ومزرية، فلا يحصلون على أكثر من وجبة واحدة في اليوم، ويقيمون في غرف تغزوها الحشرات والطفيليات. وقال مسؤول سياسي محلي إنه لا يستطيع تصديق الحالة المتداعية للمنشأة.
خلال الأسبوع الماضي، زار المستشار المحلي فيروتشيو سانسا مركز إقامة المهاجرين في "فيا ديل كامباسو"، في منطقة سامبيردارينا في مدينة جنوة. وأفاد المستشار بأن المهاجرين المقيمين هناك "أُجبروا على العيش وسط الحشرات والطفيليات، في البرد، وتناوبوا على تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، والنوم على مراتب ممدودة على الأرض، أو على أسرة بدون مراتب".
"يجب زيارة هذا المركز لفهم نوعية الاستقبال الذي نمنحه للمهاجرين"
وقال سانسا إن بعض المهاجرين "لا يملكون حتى أحذية وملابس" يستطيعون بها مغادرة المركز. وأضاف أن 50 مهاجرا يقيمون في المنشأة وهم جميعا من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما، مشيرا إلى "أنهم في نفس أعمار أبنائه".
وألح سانسا على أنه عاين هناك "صبياً كان ملقى على الأرض، وكانت درجة حرارة جسمه محمومة ربما بسبب لدغات الطفيليات".
وأشار إلى انه يجب "القدوم إلى هنا، في فيا ديل كامباسو في سامبيردارينا، لفهم نوع الاستقبال الذي نمنحه للمهاجرين القادمين إلى هذا البلد".
سوء الإدارة المتفشي
مرفق المهاجرين في "فيا ديل كامباسو" في جنوة هو مبنى تستأجره وتديره التعاونية الاجتماعية في جنوة (لانزا ديل فاستو Lanza del Vasto)، والتي أصبحت سيئة السمعة بسبب سوء إدارتها لهذه المنشآت.
ونظم أكثر من 400 عامل وظفتهم "لانزا ديل فاستو"، احتجاجاً أمام المجلس الإقليمي لليغوريا يوم الثلاثاء، قائلين إن التعاونية "لم تدفع رواتبهم وأنها لا تحترم حقوقهم". وبدأ العمال بعد ذلك إضراباً، مما جعل وضع المهاجرين الذين يعيشون في منشآتهم أكثر خطورة.
>>>> للمزيد: مآسي الهجرة وهموم اليوميات والقلق من المستقبل.. مهاجر سوداني يحاول الانتحار في مليلية
لا تمويل ولا حلول
وصرح موظف يعمل في "لانزا ديل فاستو"، ويدير منشأة "فيا ديل كامباسو" لوكالة أنباء أنسا، بأن "الوضع الرهيب كان بسبب سوء الإدارة والتمويل، فضلاً عن فقدان الصيانة الشاملة"، وقال "إن المنظمة لم تكن تدار بشكل تعاوني مناسب بل كانت تدار كما تدار المؤسسات التجارية الخاصة".
وأضاف الموظف أن "وكالة الصحة في ليغوريا، التي افتتحت مركزاً، اعترفت بعدم وجود تدفئة في الحمامات بعد ثلاث سنوات من افتتاحه. وأكد أنه في العام الماضي سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ.
ولفت إلى أنه بشكل عام، فإن "مراكز إقامة المهاجرين في جنوة تعاني من مشاكل خطيرة للغاية"، مؤكداً أن هناك "نقصاً في التمويل"، والذي عندما يأتي يكون قليلاً جدا ويصل بعد فوات الأوان.
وسلط الموظف الضوء على أن بعض المهاجرين الصغار قد تمردوا من حين لآخر على الظروف، وقاموا بتحطيم بعض الأبواب التي لم يتم إصلاحها.
وقالت إحدى العاملات لوكالة أنسا إنه "عندما لا يكون لدينا حتى طبق طعام لنمنحهم إياه ليأكلوا، فنحن الملامون، وليس هم".