في الفترة ما بين 21 إلى 27 أيار/مايو الجاري، اعترضت دوريات ليبية ما مجموعه 726 مهاجراً قبالة سواحل البلاد، وأعادتهم إلى البر. ويأتي ذلك بالتوازي مع حملة أمنية تشنها حكومة طرابلس ضد عصابات "التهريب".
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أول أمس الاثنين، أن 726 مهاجرا بينهم نساء وأطفال، تم "اعتراضهم وإعادتهم" إلى ليبيا خلال الفترة بين 21 إلى 27 أيار/مايو 2023.
وقالت المنظمة إنه حتى الآن هذا العام، تم اعتراض ما مجموعه 5784 مهاجرا غير شرعي وإعادتهم إلى ليبيا، مضيفة أن 643 مهاجرا لقوا حتفهم وفقد 332 آخرون في البحر قبالة السواحل الليبية.
ومن جانبها، صرحت وزارة الداخلية الليبية مطلع هذا الأسبوع، بأنها ألقت القبض على 139 مهاجرا بعد أن اختطفتهم جماعة إجرامية، واحتجزتهم في مزرعة تقع على بعد 350 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "هاتف الإنذار" نهاية الأسبوع الماضي، أنها شهدت "دفع قارب إلى ليبيا بعد أن كان يواجه محنة وعلى متنه حوالي 500 شخص، في منطقة البحث والإنقاذ المالطية". وأشارت المنظمة في اتصال مع مهاجرنيوز إلى أن هذه الواقعة "قد تكون أكبر عملية صد نشهدها حتى الآن".
للمزيد >>>> مهاجرون شباب يروون محنتهم أثناء احتجازهم في ليبيا
حملة أمنية تستهدف التهريب
أعلنت الحكومة الليبية والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها، أمس الثلاثاء، استمرار العملية الأمنية التي تستهدف شبكات التهريب في غرب البلاد. وقالت وزارة الدفاع التابعة لحكومة طرابلس المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، إن "العملية الأمنية ستستمر حتى تحقيق أهدافها".
وكانت قد أعلنت الوزارة أنها شنت غارات جوية على "مخابئ عصابات مهربي المحروقات والمخدرات والبشر في منطقة الساحل الغربي"، حول مدينة الزاوية.
وقالت الوزارة في بيانها يوم الثلاثاء، إن "المرحلة الأولى من هذه العملية تمت بنجاح"، وأنها "أتاحت تدمير سبعة قوارب لتهريب المهاجرين وستة مستودعات لتهريب المخدرات، وتسع صهاريج تستخدم في تهريب الوقود".
وتعرضت هذه الحملة الأمنية إلى انتقادات من داخل البلاد وخارجها. فقد شجبت السلطات في شرق البلاد (حكومة بنغازي) الاعتداءات على الزاوية، ووصفتها بأنها عملية "لتصفية حسابات سياسية وليست محاربة المتجرين كما تدعي" حكومة طرابلس. أما على الصعيد الدولي، قالت السفارة الأمريكية في طرابلس يوم الاثنين، إنها "قلقة من استخدام الأسلحة في المناطق التي يوجد بها مدنيون وما قد يؤدي إلى خطر تصاعد العنف"، داعية "القادة الليبيين إلى بذل قصارى جهدهم لنزع فتيل (الوضع) وحماية المدنيين".
للمزيد >>>> "سي ووتش" تتهم إيطاليا بإعادة نحو 30 مهاجراً إلى ليبيا بشكل غير قانوني
بيئة سياسية وأمنية موائمة لعمل مهربي البشر
وتعاني ليبيا من عدم استقرار سياسي وأمني منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، ما ساهم في توفير بيئة مناسبة لعمل مهربي المهاجرين والمتجرين بالبشر. قام فريق مهاجرنيوز بجمع العديد من شهادات المهاجرين الذين تم احتجازهم في ليبيا، وتعرضوا للسجن والتعذيب والابتزاز، والاستعباد أحياناً.
للمزيد >>>> مهاجر مالي في جزر الكناري: "تعرضت للسجن والتعذيب حتى أصل إلى هنا.. والآن أشعر بالحرية"
وأكدت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، والمتخصصة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا، في تقرير نُشر في نهاية آذار/مارس الماضي، ممارسة الاستعباد الجنسي بحق المهاجرين، لا سيما في السجون وأماكن الاحتجاز. وقال رئيس البعثة محمد أوجار في بيان صحفي "هناك أسباب للاعتقاد بأن مجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت من قبل قوات الأمن التابعة للدولة والميليشيات المسلحة".
وقد وثق الفريق ولاحظ العديد من حالات الاعتقال التعسفي والقتل والتعذيب، والاغتصاب والاستعباد الجنسي والإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري.
وفي آب/أغسطس 2022، قدر تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 680 ألف مهاجر، من أكثر من 41 جنسية مختلفة، تواجدوا في ليبيا، وأن معظمهم من النيجر ومصر والسودان، وتشاد ونيجيريا.