"جوستاموندو"، هو مطعم في روما يسمح للمهاجرين الذين لديهم خبرة في مجال الطهي بالعمل كطهاة لإعداد الأطباق المشهورة في بلادهم وتقديمها في وجبات العشاء، ويتيح هذا المطعم للمهاجرين فرصة الاختلاط بالزبائن ورواية تجاربهم مع الهجرة، في خطوة تهدف إلى كسر الحواجز بينهم وبين المواطنين بما يؤدى إلى اندماجهم في المجتمع الإيطالي، وتستخدم إيرادات المطعم في مشاريع لمساعدة المهاجرين.
يمكن للطعام أن يصبح طريقا للترحيب بالمهاجرين ومساعدتهم على الاندماج بفضل "جوستاموندو"، وهو مطعم في مدينة روما يسمح للمهاجرين بالعمل داخل مطبخه لإعداد وجبات العشاء وفقا لتقاليد بلادهم، وذلك كجزء من مشروع لمساعدة اللاجئين.
رد على الدعوات المناهضة للهجرة
وجاءت فكرة المشروع في نهاية عام 2016 ردا على الدعوات المناهضة للهجرة ، ولكي تظهر الجوانب الإيجابية لوجود هؤلاء المهاجرون في إيطاليا. وقال باسكوال كومبانوني مالك مطعم "جوستاموندو" لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، "كوننا نملك مطعما كان أول ما فكرنا فيه هو فن الطهي، حيث بدأنا في الاتصال بالمهاجرين داخل مراكز الاستقبال، وبشكل خاص أولئك الذين سبق لهم العمل في مطاعم في بلادهم".
وكان كومبانوني يدير مطعم "إل بويبلو" لأكثر من عشر سنوات، وهو مطعم مكسيكي في روما، وكثيرا ما شارك في دعم المشروعات التطوعية بغرض التضامن مع المهاجرين. وبفضل المشروع بدأ العديد من المهاجرين يطهون الطعام مرة أخرى منذ الشتاء الماضي، وراحوا يعدون وجبات العشاء لنحو 30 شخصا متعددي العرقيات كل ليلة.
ومن بين هؤلاء المهاجرين، مريم التي يمكن متابعة قصتها على الرابط التالي: https://www.infomigrants.net/en/story/3665/mariem-threatened-in- libya-for-work-on-women-s-rights
ومحمد الذي يقوم بإعداد أطباق من ليبيا وسوريا، ويمكن متابعة قصته على الرابط التالي: (https://www.infomigrants.net/en/story/4099/mahmud-s-story-how-he -saved-himself-and-his-family),
ويتحدث المهاجرون بعد وجبة العشاء عن تجاربهم ويحاولون الاندماج مع الجمهور، حتى يتمكن الناس من أن يفهموا بطريقة أفضل سبب رحيلهم من بلادهم إلى إيطاليا، وتستخدم إيرادات المطعم في تغطية مصاريفه وتمويل مشروعات لمساعدة المهاجرين.
وأوضح كومبانوني أن بعض المهاجرين تمكنوا من سداد إيجار سكنهم من خلال العمل في المطعم على الرغم من أنه ليس عملا مستقرا، كما قمنا أيضا بتوفير دورات لتعليمهم اللغة الإيطالية لمساعدتهم خلال رحلة البحث عن عمل.
ويقوم جوستاموندو بتوفير نحو 400 لتر من المياه كل يوم ثلاثاء للمهاجرين المقيمين في مركز محطة قطارات تيبورتينا، الذي أقامته مؤسسة "باوباب إكسبرينس"، وسوف يقوم مستقبلا بدعوة الطلاب من معاهد التغذية والضيافة ليطلعوا على المشروع، ويتعلموا من المهاجرين كيفية إعداد الأطباق التقليدية التي يعدونها في بلادهم.
الطعام وسيلة لكسر الحواجز
وأكد كومبانوني أن وجبات العشاء تعد بأعلى جودة، لأن المهاجرين يطبخونها كما لو كانوا في بلادهم، بينما ارتفع عدد الزبائن بشكل كبير وسط ردود فعل حماسية تجاه المشروع. ورأى مدير مطعم "إل بويبلو" أن المشروع يعبر عن التضامن مع المهاجرين، ويشكل فرصة للتعرف على دول مثل سوريا وليبيا وباكستان وعلى الأشخاص الذين هربوا من تلك الأماكن الصعبة.
وأشار مدير المطعم إلى أن العودة إلى المطبخ بالنسبة للمهاجرين هي متعة غير عادية، ويمكن ملاحظة ذلك في عيونهم، فلم يكونوا يتوقعون أن تتاح لهم الفرصة للطهي في روما بالطريقة التي اعتادوا عليها في مطاعمهم، والطعام يمكن أن يساعد على كسر تلك الحواجز التي تفصل بين الناس".