مهاجر في سبتة/ راديو فرنسا الدولية
مهاجر في سبتة/ راديو فرنسا الدولية

يلتجئ الكثير من المثليين من الدول المغاربية، خاصة المغرب والجزائر، إلى مليلية وسبتة بغية طلب اللجوء في إسبانيا. ويستقر في المدينتين المئات من هؤلاء. ويمكن أن يتلقوا ردا من السلطات الإسبانية على طلباتهم في ظرف يتراوح بين ستة أشهر حتى عام.

يشكل الجيبان الإسبانيان مليلية وسبتة ملجآن للمئات من اللاجئين المثليين الذين يحاولون الفرار نحو أوروبا، بسبب ما يتعرضون له من مضايقات في الدول المغاربية والأفريقية. وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها، أن بعض هؤلاء يعيشون وسط مهاجرين في سبتة بشمال المغرب، فيما التجأ العشرات منهم إلى مليلية قرب الناظور.

وتعتبر القوانين المحلية في الدول المغاربية المثليين خارقين لها، وتسلط عليهم في حال توقيفهم عقوبات يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى أكثر من سنة. وكان المغرب مثلا مسرحا للكثير من الاعتداءات التي تعرض لها هؤلاء أثارت ضجة لدى الرأي العام، الذي اختلف في طبيعة التفاعل معها.

وقال الناشط الحقوقي المغربي حسن عماري لمهاجر نيوز إن عاصمة الشرق وجدة، التي يتحدر منها أحد المثليين الذين تحدثوا للوموند في سبتة، أن المدينة شهدت قبل أكثر من أربعة أشهر حالة اعتداء ضد أحد المثليين عرفت بقضية تيريزا، وهو لقب كان يطلق على المثلي المعتدى عليه، حيث أصيب بكسور سببت له عاهة مستديمة على مستوى أحد رجليه.

انتظار اللجوء

ويفضل البعض من هؤلاء المثليين في الدول المغاربية الهروب نحو أوروبا انطلاقا من الجيبين الإسبانيين سبتة ومليلية. ويوجد مجموعة منهم، قدرت عددهم لوموند بـ80 مثليا، يعيشون ضمن 900 مهاجر في أحد مراكز الاستقبال والإيواء في سبتة. وينتظرون جميعا رد السلطات الإسبانية بخصوص طلبات لجوئهم، والتي يمكن أن تأخذ معالجتها مدة تمتد من ستة أشهر إلى عام، حسب تصريح رضوان محمد جليد رئيس جمعية "ديكمون" التي تعني بالمهاجرين في ستبة، لمهاجر نيوز.

وقال عبد الرزاق، وهو طالب لجوء مغربي في سبتة لمهاجر نيوز إنه "يوجد مثليون مغاربة وجزائريون في المدينة، ويمكن أن يتعرضوا في بعض الأحيان لمضايقات في مركز إيواء المهاجرين". كما أن هناك منهم من يفضل ألا يقدم طلب اللجوء، لأن الكلمة لها حساسية عند الكثير منهم.

ويفسر عبد الرزاق أن المهاجرين عموما، سواء كانوا مثليين أو لا، يعتبرون أن "تقديم طلب اللجوء سيحرمهم من العودة يوما إلى بلادهم، وترهبهم كثيرا عبارة طالب لجوء". وهؤلاء يظلون عرضة للشارع، "ويتخذون إسبانيا مجرد قنطرة للعبور نحو دول أوروبية أخرى"، يوضح عبد الرزاق. ويحاولون خوض عملية "حريك" (الهجرة السرية) ثانية من سبتة نحو الداخل الإسباني، إلا أن أكبر فئة متضررة من هذا "الوضع المأساوي" هم القاصرون، يلفت عبد الرزاق بصوت كئيب، والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما، حيث يتعرضون لمختلف أنواع الاعتداءات في شوارع سبتة خاصة في الليل.

صعوبة الحصول على حق اللجوء

ولا تنظم السلطات الإسبانية عمليات ترحيل انطلاقا من سبتة ومليلية، وكانت مدريد تعرضت للعديد من الانتقادات في المدة الأخيرة جراء إرجاعها مهاجرين أفريقيين إلى المغرب بدون الاستناد لأي قرار قضائي، وهو ما عرضها للإدانة من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

لكن السلطات الإسبانية لا تتساهل في منح حق اللجوء للمثليين، أو من يزعمون أنهم كذلك، وإن كانت من الدول التي صنفتهم ضمن الأقليات التي يمكن أن تتعرض للاضطهاد بناء على اختياراتها الجنسية، قبل أن تصدر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مرسوما بهذا الشأن في 2013.

وكما باقي الدول الأوروبية، تدقق مدريد في الطلبات المطروحة على إدارتها، للتأكد من حقيقة مضامينها، في إطار نوع من الاحتراس مما يعرف بالهجرة الاقتصادية. ووجود قوانين تمنع المثلية الجنسية في البلدان الأصلية، لا يخول حق اللجوء للمثليين بشكل تلقائي.

وتفرض السلطات الإسبانية على طالبي اللجوء من المثليين إثبات الأضرار التي لحقت بهم نتيجة اختياراتهم الجنسية، "كسجل السوابق العدلية التي تظهر أن المثلي قد تعرض للسجن بسبب ذلك، أو آثار الجرح والضرب التي تعرضوا لها في بلدانهم جراء مثليتهم مع ما يثبتها من وثائق طبية"، يقول أحد المثليين في سبتة لصحيفة لوموند.

 

للمزيد