ansa / صورة أرشيف تظهر أسر سورية نازحة بعد هروبها من دير الزور والرقة. المصدر: "إي بي إيه".
ansa / صورة أرشيف تظهر أسر سورية نازحة بعد هروبها من دير الزور والرقة. المصدر: "إي بي إيه".

أظهرت دراسة حديثة أن بعض اللاجئين السوريين يعودون طوعا إلى بلادهم على الرغم من الصراع المسلح المحتدم هناك، وذلك بسبب التمييز والصعوبات المعيشية والأمنية التي واجهوها في الدول المضيفة المجاورة، لاسيما لبنان.

كشفت دارسة حديثة عن أن معظم اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا يرغبون في العودة طوعا إلى بلادهم، إلا أن الأوضاع هناك ما تزال خطيرة للغاية بسبب الصراع المسلح والدمار. وعلى الرغم من ذلك، فإن مجموعات صغيرة تعود بشكل طوعي إلى سوريا كل شهر.

واعتبرت الدراسة التي أعدتها "منصة الحلول الدائمة"، وهي مبادرة ترعاها منظمات غير حكومية، أن "هذا الاتجاه يشكل تطورا إيجابيا، لكنه ليس إشارة إلى تحسن الأوضاع في سوريا، لان هؤلاء الأشخاص عادوا إلى بلادهم بسبب انعدام الأمن والظروف المعيشية الصعبة في الدول المضيفة".

فقدان الأمل في الدول المضيفة

وقالت ساسكيا باس رئيسة "منصة الحلول الدائمة" إنه "على مدى العام الماضي، تحدثنا إلى أكثر من ألف سوري مشردين داخليا وعائدين، كجزء من بحثنا الجاري، والصورة التي ظهرت من المناقشات تؤكد زيادة البؤس والفقر واليأس والتشرد الذي يعانيه هؤلاء الأشخاص".

وأوضحت أن " اللاجئين يواجهون تحديات صعبة لتأمين مستوى متواضع من المعيشة في الدول المجاورة لسوريا، وأن نصف اللاجئين السوريين في الإقليم يعيشون تحت خط الفقر، وأن هناك صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية والتعليم، حيث لم يحصل نحو 43% من الأطفال اللاجئين على فرصة للالتحاق بالمدارس".

وأكدت باس أن "العديد من السوريين يشعرون بالغربة داخل المجتمعات المضيفة التي تشهد تمييزا ضدهم، وشعورهم بأنهم يشكلون عبئا على المجتمعات المضيفة يجعلهم يفقدون الأمل في تحسن أوضاعهم، لذلك يعتقد بعضهم أن الأمور سوف تكون أفضل إذا ما عادوا إلى سوريا".

الصعوبات الاقتصادية والتمييز أبرز أسباب العودة

وتابعت رئيسة "منصة الحلول الدائمة" أن 61% من السوريين العائدين، الذين التقتهم منصة الحلول الدائمة، قالوا إن نقص الأمن الاقتصادي كان من بين الأسباب الرئيسية للعودة. بينما قال 43% إنه لم يعد بوسعهم تحمل الإهانة والتمييز في المجتمعات المضيفة، لاسيما لبنان الذي لم يكن يشعر السوريون العائدون منه بالأمان فيه.

وأردفت أن "71% من اللاجئين السوريين كانوا يشعرون بالحنين إلى الوطن، وأن هذا الأمر كان عاملا مهما لعودتهم، كما أن سياسة إغلاق حدود الدول المجاورة خلقت دافعا آخر للعودة، بالإضافة إلى أنه لم يعد باستطاعة كثير منهم لم شمل أفراد أسرهم في تركيا ولبنان والأردن، لهذا فإن العودة أصبحت الطريق الوحيد أمامهم من أجل الحفاظ على الأسرة موحدة".
 

للمزيد