أنشأ مجموعة من الشباب السوري إذاعة "سوريالي" المستقلة تبث عبر الانترنت كبديل عن منصات الإعلام التابعة للنظام السوري ولإعطاء "صوتا حرا لمن ليس لديه صوت". ووفقا لمعهد "ويدو" للإحصائيات كان "سوريالي" الأكثر استماعا على "ساوند كلاود" بالمقارنة مع التجارب الإعلامية السورية المماثلة.
تقدم إذاعة "سوريالي" غير الربحية برامج حوارية وتوثيقية موجهة إلى جميع السوريين بعيدا عن سلطة رقابة الإعلام الرسمي السوري، وبعد مرور حوالي 6 سنوات على هذه التجربة الإعلامية المستقلة توضح لنا كارولين أيوب أحد مؤسسي المشروع فكرة الإذاعة وأهمية وجود منصة إعلامية حرة.
كيف بدأت الفكرة؟
بعد وصولي إلى فرنسا عام 2012 أردت متابعة العمل من أجل سوريا. وقررت مع 3 أشخاص آخرين تأسيس منصة إعلامية بعيدة عن قيود رقابة النظام السوري وقمنا بتأسيس إذاعة "سوريالي" للبث عبر الانترنت.
بدأنا العمل بطريقة تفاعلية مع المستمعين ونستقبل باستمرار اقتراحات جديدة من مختلف السوريين، فأنتجنا مقاطع فيديو ومنتجات بصرية وكنا حاضرين بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك وساوندكلاود وتويتر وانستغرام).
وقررنا اختيار اسم "سوريالي" الذي يعني (سوريا لي) كرمز عن فكرة المواطنة وأيضا للتعبير عن "سريالية" الوضع في الداخل السوري. (مصطلح السريالية هو اتجاه معاصر في الفن والأدب يذهب إلى ما فوق الواقع).
كيف تم تأسيس الإذاعة؟
لم يكن فريق العمل متواجدا في نفس المكان لذلك كان الـ "سكايب" هو مكتبنا. كنا نجتمع "افتراضيا" بشكل دوري ونناقش الأفكار والمواضيع التي سيتم عرضها.
في البداية، كان أغلب أعضاء الفريق يعملون من داخل سوريا، لكن اليوم نظرا لاستمرار العنف يتوزع أعضاء الفريق على حوالي 13 بلدا.
بداية، حصلنا على دعم من منظمات دولية تدعم الإعلام المستقل الناشئ، ومن ثم تلقينا مساعدات مالية من جهات مختلفة (منها وزارة الخارجية الفرنسية) لنتمكن من متابعة العمل. لكن بالطبع يوجد تحديات كثيرة وأنا أعتقد أن دعم الإعلام السوري الناشئ بشكل عام يواجه صعوبة.
الهدف من "سوريالي"؟
وجدنا أن الإذاعة قادرة على نقل قيم ثورة عام 2011 وتوفر مساحة حرة للتعبير عن الرأي بعيدا عن القمع. فكانت الفكرة تهدف إلى خلق منصة تجمع السوريين وإعطاء صوت للذين يفتقدونه.
حاليا سوريا لم تعد تقتصر على الحدود الجغرافية، بل تحولت إلى "سوريا الافتراضية" التي لم تعد حكرا على الحدود الجغرافية. لذلك اخترنا تقديم هذا المشروع الإعلامي كمنصة على الانترنت سهلة الوصول لجميع السوريين.
ماذا عن تجربة الإذاعة في فرنسا؟
قدمنا برنامج "Côte À Côte" باللغة الفرنسية بالاشتراك مع إذاعة "Grenouille" في مدينة مارسيليا وكانت فرصة لنا للنقاش والحديث عن مواضيع مرتبطة بسوريا والمنطقة باللغة الفرنسية تتعلق بالصحافة والفن والهجرة وغيرها من المواضيع الاجتماعية.
كما عملنا بالشراكة مع قناة "تحت الـ35" لتقديم برنامج "أبو فاكر فوياج" الذي يروي لنا فيه بسام داوود حكاية الثورة الفرنسية على طريقة "الحكواتي" الشعبي.
بالإضافة للمشاركة بالعديد من الندوات والمحاضرات بهدف إعادة تسليط الضوء على قصص السوريين.
أصبح اللجوء من المواضيع التي تهم السوريين في المهجر. هل توجد برامج مخصصة لذلك الموضوع؟
يتناول برنامج "بلا تذكرة سفر" موضوع الهجرة و"رحلات الموت"، وكما يشير في عنوانه تروي لنا رئيفة تجربتها في خوض رحلة "الهجرة غير الشرعية". وخلال 120 حلقة تعطي رئيفة نصائح عملية للاجئين ومعلومات إدارية تهم المهاجرين في مختلف الدول الأوروبية، كما تقدم مقابلات حصرية مع أشخاص خاضوا تجربة الهجرة.
سر استمرار "سوريالي" بعد مرور حوالي 6 سنوات على إنشائه؟
بالطبع نواجه تحديات عديدة من حيث العمل لكن إصرار الفريق على متابعة العمل رغم الصعوبات هر سر نجاح هذا المشروع. فنحن كسوريين بعد الثورة والقمع الممارس من قبل النظام أصرينا على الاستمرار والعمل من أجل الوطن.
ونقدم برامج عديدة تتحدث عن المواطنة والمساواة وتمكين المرأة وحقوق الإنسان والتوعية. فنحن لا نعد نشرات الأخبار التقليدية لكننا نقدم محتوى اجتماعي سياسي. فمثلا يعرض برنامج "فتوش" في حلقاته الأطباق السورية الخاصة بكل منطقة ومن خلال الحديث عن الطبخ نتناول الثقافة الشعبية لمختلف المحافظات.