قرية ألمانيا تجاوز عدد اللاجئين فيها عدد سكانها الأصليين، فبينما لا يتجاوز عدد سكان القرية 700 شخص، ناهز عدد الوافدين الجدد عليها 800 شخص. فكيف صار نمط الحياة هناك؟ وهل العلاقة جيدة بين الألمان واللاجئين في القرية؟
تراجعت نسبة الألمان الذين يدعمون حق اللجوء في بلادهم وفق نتائج لاستطلاع رأي نشرت نتائجه اليوم، وتزايدت نسبة داعمي تقييد الحق في اللجوء. يأتي ذلك فيما أكدت وكالة أوروبية تزايد أعداد طلبات اللجوء للاتحاد الأوروبي.
لم تحقق الحكومة الألمانية حتى الآن هدفها بتسريع دراسة طلبات اللجوء والبت فيها خلال مدة لا تتجاوز الستة أشهر. بل إنها استغرقت العام الماضي مدة أطول من عام 2021. فلماذا تستغرق إجراءات اللجوء في ألمانيا مدة طويلة نسبيا؟
تتصل إيرينا، اللاجئة الأوكرانية في ألمانيا، بزوجها الذي بقي في كييف، مرة واحدة على الأقل في اليوم. لكن الزوجين لا يتحدثان عن الحرب، فالأمر يسبب لهما الألم.
أولكسندرا لاجئة أوكرانية تحدثت لمهاجر نيوز عن تجربتها الصعبة وكيف نجت مع ابنها بأعجوبة من الموت في بوتشا، وتمكنت من مغادرة أوكرانيا والوصول إلى ألمانيا. وهي تحاول مثل مئات آلاف اللاجئين الأوكرانيين الاستقرار والاندمامج وبدء حياة جديدة في مدينة آخن.
فيما ازداد عدد طلبات اللجوء التي تم تقديمها في ألمانيا العام الماضي، ارتفع معدل قبول الطلبات وتأمين الحماية لأصحابها أيضا، بحيث وصل إلي مستوٍ قياسي، وخاصة للقادمين من بلدان تمزقها الحرب مثل سوريا وأفغانستان.
صرح ناطق باسم مؤسسة السكك الحديدية في ألمانيا،، أن المؤسسة وفرت 550 ألف بطاقة مجانية لنقل اللاجئين الأوكرانيين سواء من بلادهم مباشرة أو من بولندا إلى ألمانيا ودول أوروبية مجاورة، وقد خصصت أكثر من 200 قطار وألف حافلة من أجل ذلك.
صحيح أن التسهيلات التي قدمت للتعامل مع أزمة لجوئهم سهلت عليهم الحياة كثيراً في ألمانيا، لكن الفارين من الحرب في أوكرانيا لا يعيشون جميعا حالة من الاستقرار منذ وصولهم إلى الآن. في برلين ما يزيد عن 250 شخصاً مضطرون لمغادرة مخيم الحاويات الذي قطنوه لأشهر، ويشتكون عدم الاستقرار!
مقارنة بعام 2021، لوحظت زيادة كبيرة في عدد طلبات اللجوء في ألمانيا خلال العام المنصرم 2022. معظم المتقدمين بطلبات اللجوء ينحدرون من سوريا وأفغانستان، بينما لا تتضمن هذه الأعداد الأوكرانيين.
استقبلت ألمانيا دفعة جديدة من اللاجئين الأوكرانيين، معظمهم من النساء والأطفال تم نقلهم عبر جسر مولدوفا الجوي إلى ألمانيا التي استقبلت حتى الآن أكثر من مليون لاجئ أوكراني منذ بدء الغزو الروسي.
المستقبل المجهول وعدم معرفة نهاية الحرب ومصيرهم، يجعل التخطيط للمستقبل صعبا بالنسبة للاجئين الأوكرانيين في ألمانيا. لكن رغم ظروفهم النفسية الصعبة وانفصالهم عن عائلاتهم، فإن عملية اندماجهم تجري بشكل جيد وسلس، حسب دراسة حديثة.
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا ونزوح الملايين، تركز المؤسسات والدول الأوروبية على أوضاعهم وتوفير المساعدات لهم، وهو ما دفع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى التحذير من نسيان وإهمال النازحين في مناطق النزاعات الأخرى والمطالبة بتوفير نفس الحماية والدعم لهم.