ساحل العاج تجلي المزيد من رعاياها المهاجرين في تونس
أجلت سلطات ساحل قرابة 290 من رعاياها في تونس حيث لم يعد الكثير من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يشعرون بالأمان بعد تصريحات للرئيس قيس سعيّد انتقد فيها بشدة الهجرة غير النظامية.
أجلت سلطات ساحل قرابة 290 من رعاياها في تونس حيث لم يعد الكثير من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يشعرون بالأمان بعد تصريحات للرئيس قيس سعيّد انتقد فيها بشدة الهجرة غير النظامية.
بعد تصريحات الرئيس التونسي سعيّد وتحذيرات المسؤول الأوروبي بوريل من انهيار الوضع في تونس، نددت وزارة الخارجية التونسية بالموقف الأوروبي مؤكدة على أنها قادرة على "تجاوز المصاعب".
إثر تصريحات الرئيس التونسي المثيرة للجدل وتنامي خطاب الكراهية ضد المهاجرين، أجلت السلطات السنغالية 76 مواطنا من تونس وليبيا يوم الخميس الماضي. ويندد المهاجرون المتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء من تنامي خطاب الكراهية ضدهم.
تناقلت وكالات الأنباء خبر غرق نحو 20 شخصا قبالة سواحل مدغشقر يوم الاثنين 13 آذار/مارس، وأعقب ذلك إعلان السلطات أمس الثلاثاء 14 آذار/مارس ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 مهاجرا. وانطلق المهاجرون على متن قارب من سواحل مدغشقر باتجاه جزيرة مايوت الفرنسيّة.
في ظل أزمة الهجرة التي تعيشها تونس في الفترة الأخيرة، زاد تطوع المواطنين التونسيين لمساعدة المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء الذين يتعرضون للاضطهاد وسوء المعاملة. ويعتبر التونسيون أن أسباب الأزمة الحالية كان ينبغي معالجتها وإيجاد حلول لها منذ فترة طويلة.
أبدى رئيس المنظمة الدولية للهجرة اعتراضه على تصاعد أعداد المهاجرين المحتجزين في المراكز الرسمية وانتهاك حقوقهم، كما أبدى قلقه حيال وجود مراكز احتجاز غير رسمية مؤكداً على أن احتجاز المهاجرين "ليس حلاً".
أقرت السلطات التونسية الأحد إجراءات جديدة لصالح المهاجرين على وقع تنامي التحريض ضدهم بعد خطاب الرئيس قيس سعيّد الشهر الماضي، منها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة لفائدة الطلبة من البلدان الأفريقية، والتمديد في صلاحية وصل الإقامة من ثلاثة إلى ستة أشهر، فضلا عن تسهيل عمليات المغادرة الطوعية، وإعفاء المهاجرين في وضع غير نظامي من دفع غرامات التأخير في مغادرة البلاد. وكان سعيد طلب من قوات الأمن طرد جميع المهاجرين غير الشرعيين، ووصف الهجرة بأنها مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية في تونس.
يعيش مارك* (22 عاما) في تونس منذ نحو عام. جاء الشاب من الكونغو إلى تونس على نحو شرعي "تأشيرة طالب"، أقام في البلاد على أمل إكمال دراسته الجامعية ثم العودة إلى بلاده. لكنه بات يخاف الخروج من منزله، يخاف أن يقبع عرضة اعتداء أو أن توقفه الشرطة، ذلك عقب تصريحات الرئيس التونسي، قيس سعّيد، المعادية للمهاجرين.
يقول مهاجرون أفارقة إنهم يتعرضون لإجراءات تعسفية بعد أن أعلن الرئيس قيس سعيّد الأسبوع الماضي عن حملة لوقف تدفق المهاجرين الأفارقة على تونس بطرق غير نظامية، مستخدما لغة ندد بها الاتحاد الأفريقي ووصفها بأنها عنصرية.
توجه عدد من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى سفارات بلدانهم في تونس، أملا في مغادرة البلاد، في خضم المضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها بعد تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد ضدهم. وتحدث المهاجرون عن تعرضهم لسوء المعاملة مع طرد بعضهم من طرف أصحاب المنازل التي يستأجرونها، إلى الإيقافات المستمرة بحقهم من طرف قوات الأمن.
رفض الرئيس التونسي قيس سعيّد الخميس، انتقادات جماعات حقوق الإنسان له بشأن تصريحاته المتعلقة بالهجرة واتهامه بـ"العنصرية"، مشيرا إلى أن بعض المهاجرين غير الشرعيين أنشأوا حتى محاكم خاصة بهم. وطمأن الرئيس الأفارقة المقيمين بشكل قانوني، قائلا إنه لن يسمح بأن يتعرض لهم أحد بسوء. وشدد على أنه لن يقبل بأي شخص يقيم بشكل غير قانوني في تونس. وكانت منظمات حقوقية تونسية نددت الأربعاء بخطاب أدلى به سعيّد الثلاثاء، دعا فيه لوقف تدفق المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، معتبرة أن كلامه "عنصري".
من حملات تحقق من الهوية على أساس لون البشرة واعتقالات عشوائية وصولا إلى غياب المساعدة القضائية، يجد مجتمع مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء نفسه مستهدفا في تونس منذ بداية شباط/فبراير ويصل عددهم إلى عشرات الآلاف. وتحول شعور الريبة منهم شيئا فشيئا إلى خطاب معادٍ للأجانب على وسائل التواصل الاجتماعي زادت من حدتها التصريحات الأخيرة لرئيس البلاد قيس سعيّد الذي رأي فيهم تهديدا لـ"التركيبة الديموغرافية لتونس".