في البوسنة.. المتطوعون لمساعدة اللاجئين يشتكون التضييق
آلاف اللاجئين والمهاجرين ينتظرون في البوسنة فرصة لدخول الاتحاد الأوروبي، لكن الخلافات حول كيفية توزيع المساعدات تتسبب في ترك الكثير منهم في حالة تشرد.
آلاف اللاجئين والمهاجرين ينتظرون في البوسنة فرصة لدخول الاتحاد الأوروبي، لكن الخلافات حول كيفية توزيع المساعدات تتسبب في ترك الكثير منهم في حالة تشرد.
سبعة آلاف مهاجر يتحينون الفرصة لعبور الحدود البوسنية-الكرواتية للوصل إلى الاتحاد الأوروبي. في هذه الأثناء يعيش المهاجرون في ظروف غير إنسانية. بيد أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور مع اقتراب موسم المطر والثلج والصقيع.
منعت السلطات البوسنية المتطوعين من تقديم المساعدة الطبية للاجئين في مخيم قريب من الحدود مع كرواتيا. ويقول المتطوعون إن اللاجئين لا يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة، فيما تنفي السلطات البوسنية ذلك.
سلطت وسائل الإعلام الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعيشها طالبو اللجوء والمهاجرين الذين يتحينون الفرصة للعبور من البوسنة والهرسك إلى الاتحاد الأوروبي عبر كرواتيا.DW حاورت أحد ناشطي منظمة سويسرية للاطلاع على أوضاع اللاجئين هناك.
تتحدث منظمات غير حكومية عن حالات لجأ فيها رجال شرطة كروات إلى إجبار مهاجرين بالقوة والعنف على العودة إلى البوسنة والهرسك، إلا أن قيادة الشرطة في عاصمة كرواتيا زغرب تنفي الاتهامات ولها رأي آخر.
تتوزع خيم المهاجرين على أرض قاحلة في مدينة فليكا كلادوشا شمال البوسنة التي تفصلها عن كرواتيا حدود طويلة تغلب عليها الغابات. ورغم جهود المنظمات الإنسانية وتضامن سكان المدينة الصغيرة مع المهاجرين، إلا أن الظروف المعيشية لمئات الشباب والعائلات كارثية، في ظل انتظار الفرصة الملائمة لعبور الحدود إلى كرواتيا. ريبورتاج:
بين الجدران المثقوبة والأسقف التي تتسرب المياه من خلالها دون توقف، يعيش نحو 1000 مهاجر ظروفا غير إنسانية في بناء غير معد للسكن، يطلق عليه "بيت المشردين"، خصصته بلدية بيهاتش شمال البوسنة للمهاجرين الذين ينتظرون الفرصة الملائمة لعبور الحدود نحو كرواتيا. وعلى بعد عشرات الكيلومترات في مدينة فليكا كلادوشا، ينام مهاجرون آخرون في حقل داخل خيم صغيرة أو تحت قطع أقمشة دون فراش.
يستقبل مركز سلاكوفاتش للمهاجرين جنوب البوسنة نحو 120 مهاجرا أغلبهم من العائلات والأطفال. ورغم استمرار تدفق المهاجرين إلى البوسنة التي أضحت محطة عبور باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، تضم البلاد مركزين فقط لاستقبال المهاجرين يقعان في منطقة موستار البعيدة عن المعابر الحدودية مع كرواتيا. ولا ترغب أغلبية المهاجرين بالذهاب إلى هذه المراكز لبعدها عن الحدود، باستثناء بعض الأشخاص والعائلات التي تحتاج للراحة قليلا قبل إكمال الطريق.
تتحدث المنظمات الدولية عن "أزمة إنسانية" في البوسنة جراء توافد المهاجرين المستمر إلى الدولة. ويوجد حاليا حوالي 3500 مهاجر في البوسنة يرغبون بإكمال طريقهم وعبور الحدود مع كرواتيا بهدف الوصول إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي. لكن لماذا الحديث عن "أزمة إنسانية"؟ وكيف يعيش المهاجرون في البوسنة بانتظار إكمال رحلتهم؟
يدخل عشرات المهاجرين يوميا إلى البوسنة، التي تحولت إلى محطة العبور الجديدة إلى دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام. وأثار توافد المهاجرين المستمر إلى هذا البلد الفقير مخاوف الجمعيات الحقوقية، نظرا "لبطء استجابة الدولة وعدم قدرتها على تلبية حاجات الوافدين الجدد الذين يفترشون العراء". وتقوم مجموعة من المتطوعين بتوزيع وجبتي طعام يوميا على المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في العاصمة سراييفو.